الرئيسيةسناك ساخر

مطلوب صهريج صراحة بسرعة كبيرة

تخيلوا تصير عن جد.. شو الشي يلي ممكن تقولوه ولمين (وتذكروا الجريمة الإلكترونية)

استوقفتني صباحاً خلال جولتي في موقع “يوتيوب” إحدى لوحات مسلسل “ببساطة”، تحت عنوان “صهريج الصراحة”. حين تقع مادة غريبة في محطة مياه الشرب بعد إنقلاب الصهريج الناقل لها. مابين محطة المياه والمؤسسة الاستهلاكية.

سناك ساخر – صريحة

في اللوحة ظهر الممثلون يتكلمون كما لو أن أفكارهم الداخلية الحقيقة هي الناطقة، دون تفكير بمشاعر ووضع من يقابلهم والكل متقبل لرأي الآخر. فهم جمعياً شربوا من ذات الكأس.

تمنيت حينها لو أنني أحد أبطال تلك اللوحة، فأول ما سأقوم به أن أخرج من غرفتي وأوجه رسالة لجارتي، (شو رأيك تربي حالك قبل ولادك. ومن الأحسن أنت تروحي عالمدرسة تتعلمي مو هنن)، فها هي متكفلة صباح كل يوم إيقاظ “البناية” على أصواتها بينما انصرفوا لمدارسهم.

اقرأ أيضاً:بين الحلول المنطقية والسخرية.. هذا ماسيفعله السوري إن أصبح وزيرا للكهرباء

لحظة تخيلت شعوري السعيد بعد اتصالي بمديري لأخبره برغبتي بإجازة (لأني نعسانة ومو حابة داوم)، ليجيبني (وجودك متل قلتو، عأساس مدري شو عم تقدمي). لأضحك أنا الفائزة بساعات نوم إضافية وأعود لفراشي، وهو المعبر عن خوالجه التي يخفيها مراعاة لمشاعري حين تصيبني نوبة الكسل.

ولأن حلم اليقظة لا يدوم، بدأت عملي ووجهت لصديقتي سؤالاً يتضمن “ماهو الشيء الذي ترغبين بقوله ولستِ قادرة بحكم المسايرة ومراعاة ظروف من حولك”. فكان جوابها أحزن لأنني مجبرة على البصق في محرمتي أو في سلة المهملات والمغسلة. وكل مافي داخلي عبارة عن أماني أن أوجه تلك “البزقة” بوجه من يستحقها فعلاً.

مقالات ذات صلة

تجبرك طبيعة العمل أحياناً، والعلاقات الاجتماعية، والمخاوف الداخلية أحياناً من خسارة أو فقدان شيء يعينك في أيامك. من البوح بما تفكر به، لتظهره بشكل منمق وعبارات طنانة لا تشبهك ابداً، ولكن (مجبراً أخاك لا بطل).

اقرأ أيضاً: الصحافي الساخر .. صياد أم طريدة؟

عملياً كم تمنينا أن نقلب الدنيا على رؤوس أصحابها حين ندور بمعاملة ضمن دائرة حكومية ونتعرض للماطلة ولمزاجية الموظف. ولكن (هس..أحسن ما ينميها لسه شهرين بالدرج تحت أي حجة)، وهو في المقابل لا يقل شأناً عنا ريته يصيح بوجهنا. (خيو خود معاملتك وروح، زحمة وضغط ونق وراتب يادوب يكفيني حبوب وجع راس لسه بدي اتحملك معهن).

وماذا عن مغامرات زميلك الحكواتي، ممن يرفض السكوت صباحاً فكم تتمنى أن تقول له (اخرس كرمال الله من الصبح). ليقول لك (يصرلك حدا يحكيلك قصص.. يقطعك الله شو أنك غراب وبوم). ولكن واقع العمل أو أي شيء يفرض عليك أن تواجهه بابتسامة وهو من مستمر بحكايته بعزيمة لا تضعف.

لن أتطرق إلى الأفكار الموجهة للوضع المعيشي بالمجمل (لأن هي مخيلتي مابتحمل مدى ارتدادات الصراحة فيها). وما أود قوله بكل صراحة، للحيطان آذان كبيرة، وهناك القانون 20الخاص بالجريمة الالكترونية، يقف حارس بوابة على أصابع يدي. لكي لا تغامر وتكتب ما يطرحه عقلي من أفكار.

وكل ما يمكن الإفصاح به، هو الرغبة أن يقلب مثل ذاك الصهريج على مدننا فعلياً وليس تمثيل لمدة ساعة. نفضي خلالها ما نكبته تماشياً مع كل الظروف، علّنا ننام بعمق أكبر.

اقرأ أيضاً: تحميلة كهربا وتحميلة لحمة.. يا إلهي لو تظبط!

زر الذهاب إلى الأعلى