الرئيسيةشباب ومجتمع

نيسان دموي.. وآذار حزين.. خناقات الحي لم تعد عراكاً وشتيمة

سوريا.. مشاجرات جماعية تتحول إلى ساحات دم

توفي الشاب “علي فوزي العلوش” من مدينة الصنمين شمالي مدينة “درعا”، متأثراً بجراحه التي أصيب بها جراء مشاجرة  وقعت الأسبوع الماضي تم خلالها إلقاء قنابل يدوية واستخدام أسلحة خفيفة.

سناك سوري _  ناديا المير محمود

وفاة “العلوش” جاءت بعد مشاجرة مع شاب من نفس المدينة تطور الأمر لإلقاء قنبلة على منزله أودت بحياته وأصابت عدد من الموجودين في المنزل بينهم طفل فارق الحياة أيضاً، فكان ضحية عنف لم يساهم في صناعته.

كما سبق “العلوش” بيوم وفاة الشاب “محمد أحمد عمر” بعد تعرضه لضربة سكين في رقبته بعد مشاجرة مع أحد الأشخاص في بلدة “الغارية الغربية” في ريف درعا.

اقرأ أيضاً: مشاجرة في أبو رمانة … الداخلية: لم نتلقَّ أي شكوى

نيسان دموي

لم يحمل شهر نيسان من الربيع شيئاً فعم أرجاء البلاد الكثير من الدماء جراء مشاجرات راح ضحيتها شيباً وشباناً ولأسباب مختلفة ، وفي متابعة لشهر نيسان نستذكر المشاجرة الطلابية التي نالت حديثاُ واسعاً على السوشل ميديا رغم أنها كانت من الأقل شدةً في البلاد وقد وقعت منذ عدة أيام في حي السكن الجامعي الواقع بالقرب من جامعة الحواش الخاصة ، بعد خلافات بين طلاب استخدموا خلالها العصي ونجم عنها إصابة ثلاثة منهم إصابات خفيفة حسب بيان أصدرته وزارة الداخلية.

من المشاجرة في الحواش

اقرأ أيضاً: سوريا.. مشاجرة تنتهي بوفاة شاب وإصابة آخر

وفي دمشق شهد حي “أبو رمانة” في  شارع “الجلاء” مشاجرة جماعية منذ قرابة الثلاث أيام بالقرب من وزارة النقل، وثقته الكاميرات الموجودة إلا أن المتشاجرين لاذوا بالفرار قبل وصول الجهات المختصة ولم يتم الإعلان حسب وزارة الداخلية عن أي إصابات او تقديم شكوى من أي شخص بهذا الشأن.

الحادثة الأبرز خلال هذا الشهر، جرت في “القامشلي”  وتحديداً قرية “أبو ذويل” وهي مشاجرة أسفرت عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 25 شخصاً، جراء اقتتال بين عائلتين بسبب عواء كلب، استخدمت فيها الأسلحة النارية حسب مصادر محلية، كما شهد شارع “القوتلي” الواقع في مدينة “القامشلي” مشاجرة راح ضحيتها شاب وإصابة آخر، واستعمل فيها القنابل اليدوية دون أن يتم ذكر أي تفصيل عن السبب.

في مدينة “الرقة” لم يكن الحال أفضل فقد نقلت مصادر محلية بالمدينة، تسجيل حادثتي شجار، تمثلت الأولى بمشاجرة كبيرة وسط مدينة الرقة، بين عمال الساحة وسائق باص تم من خلالها استخدام السلاح الأبيض والعصي، وخلَّفت حوالي 11 إصابة  متفاوتة، وقد سبقها وفاة طفل يبلغ من العمر 15 عاما يدعى “محمد حسين الخضر” جراء طلق ناري طائش خلال مشاجرة عشائرية في حي “سيف الدولة” بالمدينة على خلفية نزاع على المنزل إضافة لسقوط جرحى.

من مكان المشاجرة في الرقة – انترنت

لم تغب حلب عن خارطة شهر “نيسان الأحمر” حيث تم ابلاغ قسم شرطة الشهباء بحلب من قبل مشفى “الطب العربي” وصول كل من “علاء الدين” وشقيقه “علي ” وابن شقيقه “محمد” في حالة إسعاف، بعد تعرضهم لعدة طعنات بالظهر والفخذ والخاصرة، جراء مشاجرة  مع شخص يدعى “بلال” مفتعل المشاجرة الذي استعان بأقاربه حسب ما ذكرته وزارة الداخلية.

اقرأ أيضاً: الرقة… مشاجرة جماعية بالسلاح الأبيض تسفر عن 11 إصابة

وصولاً الى ريف  “دير الزور” الشمالي، الذي شهد مقتل الشاب “عبود الحسين العلاوي الحربي” وإصابة آخرين جراء مشاجرة مع أبناء عمومتهم تطورت ألى اشتباكات مسلحة  في قرية “الحريجية”.

آذار لا يحمل المطر فقط في سوريا

بدوره سجل شهر “آذار” بضع المشاجرات في ريف دمشق،  فقد نقلت مواقع محلية خبراً عن وفاة سيدة طعناً بالسكين من قبل زوجها بعد خلاف عائلي في منطقة ” الرحبة”، كما وقع شجار بين طلاب مدرسة راح ضحيته طفل يبلغ من العمر 14 عاماً.

من مشاجرة في حلب خلال شهر نيسان 2022 صفحة وزارة الداخلية

“الموس الكباس” وسيلة حل مشاجرات شهر “شباط”،  حيث وقعت جريمة قتل في منطقة “القيمرية” نجم عنها وفاة الشاب “وليد” البالغ من العمر 19 عاماً بعد تعرضه لطعنة سكين وبعد تحري الجهات المختصة عن الأسباب تم تأكيد حصول المشاجرة في “القيمرية” بين مجموعة شباب واستخدم خلاله “موس كباس”، وفي حادثة موازية ضمن “جرمانا”وقعت مشاجرة بين حدثين أدت لمقتل أحدهما، نتيجة خلافات بينهما، وشجارات سابقة لتنتهي الاخيرة بضربة الموس.

ولأن البداية خير مؤشر فإن بداية هذا العام سجلت جريمة قتل في ناحية برمانة المشايخ بطرطوس راح ضحيتها  (حسن محمود) بعد خلاف مع شقيق طليقته (عبد الله) الذي أقدم على ضربه بأداة حادة على رأسه، بالإضافة إلى جريمة مقتل الشابة “آيات الرفاعي” على يد زوجها وأهله.

مع تقدم كل شهر منذ بداية هذا العام نلحظ تزايد في أعداد المشاجرات الواقعة في مختلف أنحاء البلاد، ولأسباب تنوعت بين الثأر والخلافات العائلية وتدخل الكلاب في بعضها، إضافة لتلطيش الفتيات أو الصراع من أجلهن، وفي حال تم الاكتفاء بهذه الأعداد فهي دليل على التطور السلبي لمفهوم العنف في البلاد نتيجة الحرب التي اندلعت عام 2011 وأصبحنا بعدها نترحم على خناقات الحي التي كانت عبارة عن عراك بالأيدي وفي أسوأ الأحوال يتدخل فيها الموس الكباس.

اقرأ أيضاً: سوريا.. عواء كلب يتسبب بوفاة 8 أشخاص وإصابة 25 آخرين

زر الذهاب إلى الأعلى