مختصة توضح كيف يتم التعامل مع الضغوط النفسية
مدين استقال للراحة من ضغوط أزمة النقل فوقع في ضغوط همّ تأمين الخبز
لم تجد ما يخفف صداع أثقل حركتها لعدة أشهر و لم تكن مهيأة لمراجعة طبيب وتحمل تكاليف المعاينة وما يتبعها لشعورها أن كل ماتعانيه ناتج عن عدم الراحة والضغوط، تقول “غنى” 38 عام أم لثلاثة أولاد، وتضيف أنه وبعد ولادة طفلها الثالث بدأت تشعر بضغوط رعاية 3 أطفال، بالنسبة لها كأم موظفة، ولزوج مشغول صباح مساء بتحصيل لقمة العيش.
سناك سوري-رهان حبيب
تروي “غنى” معاناتها وزوجها في مسابقة الحياة، وتقول لـ”سناك سوري”، إنهما في أغلب الأحيان لا يحصلان على ساعة للراحة، وهو ما تسبب لها بصداع يوشك أن يزعزع العلاقة بينها وبين زوجها، لولا أنها لجأت إلى صديقة تعمل في مجال رعاية الأسرة وعلم النفس، والتي نصحتها بالتفريغ وعدم التسرع ومنح نفسها ربع ساعة من التأمل في بادئ الأمر، وأرشدتها لبعض الطرق لتقضي نصف ساعة دون مهام، وتقوم ببعض تمارين التنفس.
تضيف الأم: «كان الأمر في غاية الصعوبة لكن محاولة الحصول على بضع دقائق وتمارين التنفس كانت بداية جيدة للحصول على بعض الاسترخاء والأهم تخفيف الصداع».
لكن “مدين ص” 56 عاما الذي وصل إلى مرحلة الضجر الدائم من أحاديث الوحدة وضيق ذات اليد والبحث للحصول على علبة دواء، يخبرنا أن لديه أوجاع كثيرة مثل آلام المفاصل المبرحة التي جعلته عصبي المزاج لا رغبة لديه لإكمال حديث أو الانصات.
ويضيف: «تقاعدت قبل السن القانوني لتجنب توتر أزمة النقل والإلتزام، و ذلك لم يجنبني التوتر للحصول على الاحتياحات اليومية لأصبح قابلا للانفجار أحيانا لأسباب تافهة مثل الاستيقاظ عند السادسة للحصول على الخبز أو لإصلاح حنفية وغيرها»، ويؤكد أنه اعتذر عدة مرات عن لقاء مرشدة نفسية رغم أنه يعرف أن توتره سبب في تطور حالته المرضية.
اقرأ أيضاً: نصائح للحد من القلق والضغط النفسي يقدمها البروفيسور بسام عويل
وفق “آمال أبو أحمد” الأخصائية النفسية ومدربة التنمية البشرية، ظهرت حاليا متغيرات رئيسية ساهمت بزيادة الضغوطات النفسية على الأفراد، مضيفة لـ”سناك سوري” أن الضغوط وليدة بيئتها ويحكمها قانون المكان والزمان وما يدور في إطارهما من تطوّر ونشاط ونظم وقيم وعادات وتقاليد وتحديات تحكم مدى تكيف أجسامنا وعقولنا معها.
شخصية وخبرات وسمات الفرد، هي التي تؤثر على الطريقة التي يستجيب بها للتوتر وكيفية التعامل مع تلك الضغوط، تقول “أبو أحمد”، وتضيف أن البعض ينحى للمنحى الإيجابي ويجابهها والبعض ينحى المنحى السلبي وينسحب، ما يفضي إلى نتائج سلبية على الصحة النفسية للفرد فيما بعد فالضغط لا ينشأ أو يختفي في دقائق أو ساعات، فهو عبارة عن تراكمات تتشكل خلال فترة زمنية ما، وتظهر فيما بعد على شكل اضطراب نفسي وفي الغالب يهيئ لحالة مرضية قادمة.
الأخصائية النفسية تنصح بالعمل على التنظيم الذاتي فالھدوء والثبات الانفعالي ھما الطريق الفاعل للتحكم في الضغط النفسي والمشاعر المضطربة التي تؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة للفرد، وتقول: «فن إدارة المشاعر علم ليس له قوالب رئيسية عامة فلمسات الإنسان الفردية، وبصمته تظهران بوضوح في حياته نتيجة وأن تعرف كيف تدير نفسك وتحافظ على استقرارها وهدوئها أمر في غاية الأهمية».
“أبو أحمد” تنصح بالعودة للمربع الأول ليكن الشخص واعياً بما يسبب له المشاعر السلبية، فالوعي هو المقوم الأساسي لتغيير أي شيء في شخصيتنا وفي طريقة التعامل معه ثم تقبل هذه المشاعر بأنواعها المختلفة حزن فرح غضب خوف اشمئزاز على أن لا نعطيها حجماً أكبر مما تستحق.
وتؤكد على ضرورة الحديث الإيجابي مع الذات بشكل متواصل، وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، والمحافظة على نوم هادئ وطلب المساعدة عند الشعور بالإرهاق وعدم جدوى المساعدة الذاتية، وتجنب مصدر التوتر كالأخبار السيئة والأشخاص السلبيين والحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي السلبية.
أخيرا إن إدارة الضغط النفسي تعطينا فرصة انتقاء عدة خيارات تجعلنا نفعل الأشياء بالطريقة الصحيحة ونتوقف عن الانجراف وراء كل كلمة، فكرة، موقف ولا تدع لها السبيل للتمكن من السيطرة على مزاجنا وتفاصيل يومنا.
اقرأ أيضاً: “فضفض”.. سوريون يواجهون الأزمات القلبية بالفضفضة في دول اللجوء