أولاد مسؤولين امتنعوا عن الذهاب للمدرسة خوفاً من التنمر على عائلاتهم
أولاد مسؤولين حكوميين يشعرون بالخجل من الاحتكاك بالمجتمع
قال مسؤولون وناطقون رسميون باسم مؤسساتهم الحكومية، إنهم تعرضوا وعائلاتهم للعديد من مشكلات التنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي انعكست سلبا على أسرهم، خصوصا أطفالهم، الذين أصيبوا بنوبات خوف شديدة وانعزال، والشعور بالخجل ما منعهم الخروج من المنزل والاحتكاك بالمجتمع، جراء «الطرق اللامسؤولة، غير الأخلاقية التي يتبعها بعض مرتادي وسائل التواصل في سبيل المزاح أو اجتذاب المتابعين».
سناك سوري-متابعات
الحديث السابق نقلته صحيفة البعث المحلية، مضيفة نقلاً عن مسؤول في وزارة الاتصالات والتقانة، أن «رفع رسوم خدمات الاتصالات الأخيرة حملت العديد من المسؤولين تبعات التنمر الاجتماعي»، وأضاف المسؤول الذي لم تذكر الصحيفة اسمه أن «قصر نظر البعض جعلهم يقودون حملات بعضها مدروسة وممنهجة ضد مدراء معينين، ما يشكل جهلا كاملا بالطرق المؤسسية في اتخاذ القرارات، ومسبباتها الواقعية، ولم توفر تلك العشوائيات الإلكترونية أنواع الشتائم المخلة بحقهم».
مصدر في وزارة النفط، لم تذكر الصحيفة اسمه، اعتبر أن ردود أفعال الناس “مقادة”، وأضاف أنه «يتم تحفيزها وجرها باتجاه محدد من قبل صفحات وأشخاص معينين لغايات وأهداف مسيئة»، وأضاف متسائلاً: «هل يتوقع المعلقون بخبراتهم الافتراضية أن موظفي الوزارة يحصلون على خدمات أو كميات إضافية، وحتى المدراء الذين أعلنوا عن القرار؟ وهو ما يوضح مستوى جهل أصحاب الشتائم وهجومهم غير المبرر على أفراد يقومون بدورهم في المؤسسات لخدمة المواطنين وفق الإمكانيات المتاحة، التي تجهد الوزارات في التعامل معها لضمان استمرارية الخدمات».
اقرأ أيضاً: استخفاف وشتائم.. سائقون يتنمرون على نساء سائقات
رئيس اتحاد الصحفيين، “موسى عبد النور”، أكد أن «الممارسات السلبية لرواد وسائل التواصل الاجتماعي وضعف القدرة على التحكم بها، يمثل اعتداءا على حقوق الآخرين الذين يتعرضون للهجمات العشوائية»، وأضاف أن «وعي صناع القرار بأهداف قرارهم، وموجباته الواقعية والوطنية، يشكل حصناً لهم ضد التأثر بهذه الموجات مجهولة المصدر، وبالتالي يجب أن لا تؤثر على طريقة تعاطيهم مع الوسائل الإعلامية، لتعريف المواطنين بالقرار وموجباته، ومناقشته علنا، وذلك استكمالا لدورهم في إصدار القرار وتطبيقه».
صحيفة البعث ذكرت أن التنمر الذي يعاني منه بعض المسؤولين الحكوميين، بسبب تصريحاتهم، دفعهم للخوف من التصريح للوسائل الإعلامية، وفي هذا يقول “عبد النور”، إن «التعليقات الواردة على وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن تقييمها على أنها تمثل نسبة حقيقية من المجتمع، والمصرحين يعتادون على ماهية تلك الوسائل، بما يكفل لهم توجيه خطابهم للمجتمع لوضعه في صورة الواقع، كما أنها ستضيف إلى خبرة الناطق الرسمي، وتجعله أكثر قدرة على إيصال المعلومة بطريقة لا تحتمل التأويل».
مدير الإعلام الإلكتروني في دار البعث للصحافة والطباعة، “بلال ديب”، قال إن «وسائل التواصل عززت حاجز الخوف بين المسؤولين والإدارات بشكل عام ووسائل الإعلام، والبعض يستفيد من الواقع السلبي لوسائل التواصل بوصفها ذريعة لرفض التعامل مع الإعلام، والتهرب من الإجابة على التساؤلات، ويبقى توضيح طبيعة القرارات للرأي العام هو أحد واجبات المسؤول أسوة بغيرها من الأعمال المنوطة بمسؤوليته».
أما الصحفي “قسيم دحدل”، فقال إن هناك «مؤسسات حكومية باتت تطلق تصريحات مقتضبة عن قراراتها، من دون توضيحات، وبدون وجود مصدر للخبر يمكن التواصل معه لاستكمال المعلومات من قبل الإعلام، تفاديا للهجمات الشخصية، وتحميل المتنمرين المسؤولية لأحد المدراء على سبيل المثال، وهو ما أضر بواقع وصول المعلومات الكاملة للمجتمع».
يذكر أن وسائل التواصل الاجتماعي، ساهمت بنشر ثقافة التنمر بشكل كبير ليس فقط على المسؤولين الحكوميين، بل على كل الشخصيات المشهورة بما فيها الفنانين والفنانات، ما يعكس خللا في عملية التربية لدى البعض، سواء في المنزل أو المدرسة.
اقرأ أيضاً: علي زيني ارتدى لباس المدرسة النظامي فتعرض للتنمر