الخطة الأمنية في السويداء على المحك .. وأول اختبار لرئيس فرع الأمن العسكري
يوميات السويداء .. السلاح يقتل صاحبه حتى لو لم يكن معه، وإكرام الميت دفنه
سناك سوري – السويداء
مع تعدد الروايات حول حقيقة موت المهندس “سليمان سلوم” نائب رئيس مجلس مدينة “شهبا”، ورئيس شعبة الهلال الأحمر فيها مساء يوم الجمعة، إلا أن الشيء الأساسي الذي بات معلوماً أن الرجل المرشح لرئاسة مجلس المدينة قد فارق الحياة بانفجار قنبلة، ويرجح أن أخاه المصاب بمرض نفسي مزمن قد ألقاها عليه دون أي إحساس بما يفعله.
وعلى اختلاف الوسيلة وكيفية حدوث ذلك، سادت حالة من الرعب بين الأهالي المجتمعين أمام منزل الفقيد، بحضور الشرطة، بعد أن زادت صدمة الشقيق المبتلى عند رؤية الدماء والجثة، وامتناعه عن تسليم نفسه إلا متأخراً، يبقى السؤال المعلق برسم الجهات الأمنية وواضعي الخطط الهادفة إلى إعادة الأمن للمحافظة المفجوعة بأبنائها عن الهدف من انتشار السلاح الحربي بيد الناس. يقول الكاتب الساخر “وليد شعيب”: «ماذا يعني أن شاباً مميزاً في ربيع العمر، يلقى حتفه بقنبلة من داخل بيته؟! .. وبعدها: العوض بسلامتكم! .. الله يرحمه ويبقيكم! .. لا حيلة بأحكام الله! .. الله يرضينا بقدره! .. ماذا يعني أن البنادق والقنابل وشتى وسائل القتل بين أيدي الناس كالألعاب أو المسابح؟!. كل ذلك يعني شيئاً واحداً لا غير: أن مجتمعاً تباهينا به زمناً طويلاً قد لقي حتفه!. وأن قيماً تفشخرنا بها عشرات السنين قد أكلها الدود. كفانا تبجحاً من اليوم فصاعداً .. فاحترام الميت دفنه .. ثم الصمت المطبق»!.
إقرأ أيضاً ماذا يفعل رئيس شعبة المخابرات في السويداء؟
من ناحية أخرى وفي أول اختبار حقيقي لخليفة العميد “وفيق ناصر” رئيس فرع الأمن العسكري السابق، وبعد أن اعتقلت الأجهزة الأمنية الشيخ “أيمن أبو خير” أثناء مغادرته إلى “لبنان” بقصد العمل يوم الأربعاء الماضي، عادت وأطلقت سراحه بوقت قياسي بعد تدخل “حركة رجال الكرامة”.
التقرير الذي كتب ضد “أبو خير”، كان الدافع وراء اعتقاله كما أوضح أقاربه، وكان أيضاً السبب المباشر لاختبار القوة على الأرض بعد تهديد الحركة بمحاصرة فرع الأمن العسكري بالسويداء كالعادة في مثل هكذا حالات. إلا أن رئيس الفرع الجديد العميد “لؤي علي” استوعب الموقف، وقام باتصالاته التي حررت الموقوف بعد ساعة واحدة، ليكمل الموقوف طريقه إلى “لبنان”.
الوضع الأمني في “السويداء” بعد أكثر من أسبوع على خطة وزارة الداخلية بانتشار عناصرها ودورياتها على مداخل المدن والطرق الرئيسية، والساحات، والتي عززها زيارة “رئيس شعبة المخابرات العامة “اللواء “محمد محلا”، لم تصمد كثيراً في وجه العصابات التي امتهنت الخطف والقتل والتهريب والتجارة بالسلاح والمخدرات. فلا يكاد يمضي يوم دون اشتباك مسلح، أو محاولة سلب سيارة، أو استجرار مواطنين بهدف الخطف، وخلال أول يومين من الشهر الحالي تم خطف تسعة مواطنين، ثلاثة منهم كانوا ضحية “داعش” شرق المحافظة، والباقي في الريفين الغربي والجنوبي.
وأخيراً هذه كلمات قليلة لكاتب من “السويداء”، يلخص فيها حال “السوري”، عندما قال: «فَقأتْ يدي اليُمنى عيني اليُسرى! هلّلَ بعضُ قلبي فَذهب بعضُ عقلي!ثم فَقأتْ يدي اليُسرى عيني اليُمنى! هلّلَ بعضُ قلبي الاخر فجُنِنتُ! .. فقدّم لي أخي عُكازاً خشبياً وقدّم لي صديقي نظارةً شمسيةً وأرسَل لي عدوّي كتاباً»!.
إقرأ أيضاً بعد سنوات من الفلتان الأمني.. الشرطة تنتشر في السويداء