الوشم أو التاتو.. خيار الشباب المرتبط بحريتهم الشخصية
خبير تاتو يرفض إجرائه إلا بموافقة الأهل ببعض الحالات
قام “همام ش” بوشم رسمة على كتفه الأيمن لإعجابه بالصورة، و مثله “ناريمان ع” التي وشمت على ساقها جملة وقلب على ظاهر الكتف، أما “تمام ق” فقد وشم أربع مرات، في حين اضطرت “يارا س” 17 عاماً وهي طالبة ثانوي لإحضار والدتها معها لتقنع الفني أنهم كأهل موافقون على إجراء التاتو.
سناك سوري – رهان حبيب
تقول “يارا” في حديثها مع سناك سوري :« عمري 17 عاماً لا أعرف ما المشكلة بالوشم أمي وأبي لم يوافقا بالبداية لديهم ثقة أني قد أبدل رأيي باختيار هذا الوشم ومكانه لكني مقتنعة، فأنا أجد في الوشم نوعاً من الجمال والتميز فقد لاتضع فتيات مثلي وشماً ومن خلاله يمكنني المحافظة على حالة تميز تناسب شكلاً معيناً للباس».
يرى بعض الشباب الذين التقى بهم سناك سوري أن الوشم أو “التاتو” يشكل نوعاً من الحرية الشخصية بالنسبة لهم فهم يختارون المكان اللون الحجم والشكل، و طبعه بطريقة فنية تنسجم مع صفة الاستمرار لفترة زمنية طويلة، حسب الشاب “همام ش” 19 عاماً الذي يعمل بالزراعة، مضيفاً أن الوشم لا يترك أثراً وقد اختار وشم الدب الذي يعتبره جذابا ولافتاً للانتباه، مؤكداً أن لم يندم على هذا الاختيار بل على العكس يقوم بتجديده، كما وشم اسمه على يده ورسمة أخرى على العنق من الخلف.
“تمام ق” 20 عام أعمال حرة يملك على جسده أربعة وشوم أحدهم اسم والده على الساعد ووجه ذئب على الصدر.
يقول: «طبعت اسم والدي “لؤي” على الساعد وكل وشم في مرحلة من العمر يذكرني بها ورغبت أن تكون ظاهرة وأعرف عدداً من الشباب عملوا وشوم كبيرة في جسدهم، دون الرغبة بإظهارها لأنه خيارهم الخاص مثل اللباس وأي شيء آخر».
اقرأ أيضاً: سوريا: الحشيش يتغلغل في المجتمع السوري.. والشباب أكبر المستهلكين
بينما تعتبر “ناريمان ع” 22 أن طوق الورد زين ساق رجلها وأضاف جمالاً إضافياً لزيها، كما رسمت وشماً على شكل إسوارة وخاتم وجملة وقلب على الكتف.
لايقتصر الولع بالوشم وتنفيذه على فئة عمرية محددة، حيث قامت “فاديا د” 42 عاماً وتعمل كوافيرة بوشم أحرف أولادها على كتفها وتعيدها كلما تغير لون الحبر.
“ماهر الحمد” 34 عاماً متخصص بالوشم والذي اتبع عدة دورات متخصصة بهذا المجال، من أكثر من 15 عام يستقبل يومياً طلبات من شباب وشابات للوشم أكثرها من عمر 15 وأصغر من ذلك، إلى 20 عاماً وشريحة أكبر تعودت الوشم لعدة غايات وفق حديثه، مشيراً في حديثه مع سناك سوري إلى أنه يتوقع أن إقبال الشباب يعود لحالة التميز التي يشعر بها الشاب الذي يختار رسماً خاصاً به بمكان يوافق ذوقه.
ويضيف: «لا أرغب بفرض رؤيتي فالوشم خيار خاص بكل المقاييس، بالنسبة لي أتجنب إجراء عمليات وشم الشبان وشابات قبل الثامنة عشرة، فالمراهق قد يندم ويرغب بتبديله وهذا طبعا صعب جداً، لكن عندما يوافق الأهل أقوم بها».
نفذ الأخصائي “الحمد” عدة رسوم لغايات صحية منها تحرير العصب في الوجه لتخفيف رجفان حاجب لفتاة، ولتغطية البهاق، لافتاً أنه يلمس رغبة قوية لدى الشباب الذي يتحمل وخز الإبر لوقت طويل، كما أنه لا ينصح أحداً بالتجربة دون دراية تامة، فجمال الوشم يتطلب فني محترف.
اقرأ أيضاً: سوريا: إقبال على تعاطي المخدرات بأعمار صغيرة