
سناك سوري-متابعات
قال وزير الخارجية والمغتربين، “فيصل المقداد”، إن “سوريا” كانت تنطلق نحو التنمية كالصاروخ عام 2010، إلا أنه وبعد الحرب وتدمير المعامل والبنى التحتية، «لاحظنا هذا التراجع المريع في مستوى الحياة، وهذا يدفعنا إلى أن نبذل جهداً بالمقابل من أجل إعادة الأوضاع إلى أحسن مما كانت».
وأضاف في تصريحات نقلتها الوطن المحلية اليوم الأحد: «وبالنسبة للجهود التي بذلناها خلال الأسابيع القليلة الماضية، عندما حضر وفد لبناني من ثلاثة وزراء ومعنيين آخرين والتقيناهم في وزارة الخارجية، كان الهدف الاساسي هو وقوف سوريا إلى جانبهم، بما أن بلداً عربياً يعاني مشاكل الغاز والطاقة الكهربائية وعدم توافر المحروقات، فإن سوريا ستقف دائماً إلى جانبه، وبما أن الغاز العربي المصري متوافر وأن الكهرباء الأردنية متوافرة فلماذا لا نسعى لإعادة فكرة التكامل العربي، وإلى تقديم مساعدة لشعب عربي في هذه الظروف الصعبة، وخاصة أن بعض الدول عانت كثيراً، وبدت وكأنها على حافة الخطر، وعندما يستفيد لبنان تستفيد سوريا ويستفيد العراق وتستفيد الدول العربية في الخليج».
بما أن هناك بلد عربي يعاني مشاكل الغاز والكهرباء وعدم توافر المحروقات، فإن سوريا ستقف دائماً إلى جانبه فيصل المقداد – وزير الخارجية السوري
“المقداد”، أكد أن “سوريا” لا تسعى لتحسين وضعها الاقتصادي على حساب الآخرين، وأضاف: «بل نسعى لأن نكون جزءاً لا يتجزأ من وضع عام يشعر فيه الإنسان في هذه المنطقة في الوطن العربي بأن مصيره مرتبط بمصير الآخرين وبأننا عندما نسعى إلى النهضة يجب أن ننهض معاً».
اقرأ أيضاً: فيصل المقداد: الشعب السوري لا يريد الخلافات مع الدول العربية
التغيير في العلاقة بين “سوريا” والعرب، بدأ منذ زمن وهي تغييرات مرتبطة بالتطورات الدولية، وفق “المقداد”، مضيفاً أن تلك التطورات «أقنعت المزيد من الأشقاء العرب بأن التضامن العربي والوقوف إلى جانب بعضهم البعض، قد يساعد بعض هذه الدول على تجاوز الظروف الصعبة التي مرت وتمر بها، والحوار العربي – العربي لم ينقطع، وستبدأ حوارات أكثر عمقاً وأكثر فائدة، و تجري لقاءات سورية- عربية خلال الفترة القادمة».
وحول عودة “سوريا” إلى الجامعة العربية، قال “المقداد”، إنه ببداية الأحداث كان هناك توجهات باستبعاد “سوريا” «قلب العروبة النابض، وأنا قلت للكثير من الوزراء كيف لكم أن تستبعدوا من إطار العمل العربي المشترك سواء في إطار الجامعة العربية أم غيرها قلب العروبة النابض وهي سوريا، هل يمكن للجامعة العربية أن تعمل بلا قلب بغياب سوريا، أنا متأكد بأنها عملت بلا قلب، لذلك لم نستفد ولم تستفد الدول العربية من أي جهد مشترك في عمل هذه المؤسسات».
وأضاف: «يجب أن نشعر دائما بالتفاؤل، وخاصة أن أشقاء عرباً لم يعودوا قادرين على تحمل غياب سوريا عن إطار العمل العربي المشترك، وأنا لا أريد أن أقول من هؤلاء الأشقاء من قادة الدول أو وزراء الخارجية العرب، لكن حتى الشارع العربي يفتقد لوجود سورية في مثل هذه المؤسسات صوت سورية صوت عربي حقيقي قولاً وفعلاً هو مدافع عن الحقوق العربية أينما كانت وبشكل خاص الصراع الأساسي الذي يواجه الأمة العربية وهو الصراع العربي الصهيوني».
وأعرب “المقداد” عن تفائله خلال الأسابيع والأشهر القليلة القادمة، أن يكون هناك «خطوات من خلال الجهد الاقتصادي الذي تبذله الدولة السورية، ومن خلال انفتاح عربي حتى لو كان بسيطاً، لكي نتجاوز جميعنا هذه الصعوبات (الصعوبات المعيشية)، أنا لا أتحدث عن وضع قاسٍ فقط في سورية، انظري للبلدان العربية، هناك بعض البلدان التي تحصل على مليارات الدولارات نتيجة العائدات النفطية يومياً، لكن ألا توجد فيها مشكلة كهرباء؟ ألا توجد فيها مشكلة فقر؟، ألا توجد فيها مشكلة اقتصاد؟، إذاً الجميع يعاني، والحل هو أن نعمل معاً وأن يكون أي بلد عربي، عمقاً حقيقاً للبلد الآخر لكي تتحسن الأوضاع، اقتصادياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً».
هناك بعض البلدان التي تحصل على مليارات الدولارات نتيجة العائدات النفطية يومياً، لكن ألا توجد فيها مشكلة كهرباء؟ ألا توجد فيها مشكلة فقر؟، ألا توجد فيها مشكلة اقتصاد؟، إذاً الجميع يعاني، والحل هو أن نعمل معاً وأن يكون أي بلد عربي، عمقاً حقيقاً للبلد الآخر لكي تتحسن الأوضاع، اقتصادياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً فيصل المقداد-وزير الخارجية السوري
الأجواء الدولية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً، كانت أقل عدائية وفق “المقداد”، وأضاف: «كنا نشعر في قراءتنا بين السطور لمعظم البيانات التي ألقيت، بأن العالم يتفهم أن الأزمة التي فرضت على سوريا هي أزمة مفتعلة وهدفها تخريب الدولة السورية».
وتطرق إلى زيارة الرئيس “بشار الأسد” الأخيرة إلى “روسيا”، واصفا إياها بأنها من أفضل الزيارات، وقال: «نحن لا نختلف إطلاقاً مع حلفائنا في الاتحاد الروسي على الأولويات التي يجب أن نطّلع بها كلانا في مواجهة الإرهاب»، وأكد أنه على “تركيا” الانسحاب من “سوريا” لتتيح المجال لحل يضمن علاقات طبيعية مع “سوريا”.
“المقداد” قال إن المشهد شرق الفرات بسيط جداً، وبأن “سوريا” تؤيد الحوار العربي مع “إيران”، لافتاً أنه وفي حال رغبت “طهران” فإن “سوريا” ستقدم المساعدة لأي حوار.
اقرأ أيضاً: المقداد: الشعب السوري دافع عن البشرية جمعاء