طلاب سوريون مضطرون للعمل لتغطية نفقات المواصلات المرتفعة
سناك سوري – طرطوس – السويداء – دير الزور
ألغى الطالب “عبيدة الملحم” والذي يدرس في كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأوروبية في “غباغب” بمدينة “درعا” حضور جلسات يوم الأحد على إثر ارتفاع تكلفة وصوله إلى الجامعة، حتى لا يضطر للدوام أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع الواحد، في حين أمضت “ميسم أبو هدير” وزميلاتها من طلاب جامعة “دمشق” عطلتهن بالسكن الجامعي تجنباً للمزيد من المصاريف.
تقول “أبوهدير” وهي طالبة طب سنة خامسة في حديثها مع سناك سوري: «إضافة لأجرة البولمان التي أصبحت 1500 ليرة سورية بين مدينتي السويداء ودمشق، سنتحمل أيضاً أجور التكسي من الكراج إلى المدينة الجامعية والتي لاتقل عن 1000 ليرة سورية».
المشكلة ذاتها تحدثت عنها الطالبة “ناريمان أبو راس” فقالت :«نتنقل مرتين أسبوعياً بين “دمشق” و “السويداء” وقد أصبحت كلفة رحلة الذهاب والإياب من وإلى الجامعة ثلاثة آلاف ليرة سورية علماً أنها كانت قبل صدور قرار رفع أجور النقل بين المحافظات ألفي ليرة سورية، ومع وجود مصاريف إضافية للطلاب كالطعام والمحاضرات لم يعد لدى أهالينا القدرة على تأمينها جميعاً، فأصبح الوضع أكثر صعوبة، ورغم مناشداتنا اتحاد الطلبة للتدخل وإيجاد صيغة ما مع شركات النقل ليكون للطلاب وضع خاص، لم نلقَ أي استجابة.
اقرأ أيضاً:شركات النقل ترفع الأجرة بين “دمشق” و”السويداء” بشكل مخالف (ولا مين شاف ولا مين دري)
الرحلة إلى “غباغب”
يقول الطالب “عبيدة الملحم” :«رفعت شركات النقل السياحية أجرتها بين غباغب في درعا والسويداء إلى 1500 ليرة سورية للذهاب ومثلها للإياب على الرغم من أن القرار حددها بمبلغ 1200 ليرة سورية إلا أن أصحاب شركات البولمان يبررون فارق السعر بأنهم ينتظرون الطلاب لرحلة العودة لذلك لم يتجاوب أحد مع مطالب الطلاب بخفض التسعيرة والالتزام بما حددته التجارة الداخلية على الأقل.
معاناة طلاب “السويداء” في “حلب”
رحلة عودة طالب الهندسة “حيان الدمشقي” من “حلب” إلى”السويداء” كلّفته 6000 ليرة يضاف إليها إيجار التكسي إلى منزله، وهذا ما أضاف 2000 ليرة على التكلفة السابقة للرحلة جعلته يختصر جزءاً من دوامه، وخسارة بعض المحاضرات لتخفيف التنقل والتكلفة قدر الممكن.
جامعة “تشرين”… مواعيد القطار لاتناسب دوام بعض الطلاب
حال بعض طلاب جامعة “تشرين” القادمين إليها من محافظة “طرطوس” بالسرافيس العامة ليس بالجيد أيضاً فالأجور ليست ثابتة حسب ما أكده الطالب “باسل أبوعلي” فكل سائق لديه تعرفة خاصة حيث دفع مثلاً الأسبوع الماضي من “بانياس” إلى “اللاذقية” 300 ليرة سورية وهي أجرة زائدة عن التعرفة الرسمية بحوالي /100/ ليرة سورية أما هذا الأسبوع فقد دفع /400/ ليرة بزيادة /200/ ليرة عن الأجور المحددة من قبل التموين، مما أربكه كثيراً ودفعه للتوقف عن الذهاب إلى جامعته بشكل يومي واختصار الدوام بحضور بعض المحاضرات، والاعتماد على زملائه في الحصول على بعضها الآخر.
طالب الأدب الانكليزي “ليث عباس” اضطر للعمل في القطاع الخاص ليؤمن بعض مصاريفه بما فيها النقل، إضافة لاختصار بعض المصاريف الشخصية كوجبات الطعام وبعض المحاضرات ليحافظ على مقدراته المادية للذهاب إلى جامعته بالسرافيس حسب ما قال لسناك سوري، مضيفاً أنه في كثير من الأحيان حاول الاعتماد على التنقل بواسطة القطار عبر محطته الموجودة في حي “المروج” بمدينة “بانياس” حيث يقيم، ولكنه وجد أن التكاليف كانت أعلى بكونه لا يوجد خط نقل عام يوصله إلى المحطة، ويضطر للاعتماد على سيارات الأجرة الخاصة مرتفعة الأجرة أيضاً، لافتاً إلى أن مواعيد انطلاق القطار غير متناسبة مع مواعيد المحاضرات، إضافة إلى أن كلفة النقل من وإلى الجامعة بواسطة القطار يومياً 1000 ليرة سورية.
اقرأ أيضاً:طلاب من الحسكة: سنوقف دراستنا الجامعية بسبب أجور النقل
الطالبة في كلية التربية بجامعة “البعث” “تالا ديوب” قررت تخفيف رحلاتها بين قريتها “الوردية” بريف “الشيخ بدر” وجامعتها في “حمص” حيث تقضي بعض عطلها في السكن الجامعي وذلك بعد ارتفاع الأجور من 1000 إلى 1500 ليرة سورية، في حين تؤكد أختها “نايا” أن دوامها في كلية الأداب بجامعة “طرطوس” بات يقتصر على يوم واحد في الأسبوع بعد قرار زيادة أجور النقل بين المناطق أيضاً.
طلاب جامعة “الفرات”
بدوره يقول الطالب “حسين الحمادي” المقيم في “دمشق” ويدرس في جامعة “الفرات”:«تضاعفت أجور النقل بين “دير الزور” و “دمشق” لتصل إلى 7 آلاف ليرة ما دفعني إلى تقليل عدد زيارات الأهل إلى مرة كل شهر أو أكثر، وهو ما ينطبق أيضاً على زملائي من محافظات أخرى مثل القادمين من “حلب” والذين كانوا يدفعون خمسة آلاف بينما أصبحت الأجرة اليوم سبعة آلاف ومن “حمص” كانت ألفي ليرة سورية وأصبحت أربعة آلاف ومن “حماة” كانت خمسة صارت سبعة آلاف ومن “طرطوس و اللاذقية” كانت خمسة وأصبحت سبعة آلاف ليرة سورية، أما بالنسبة للسفر بالفان فقد زاد أيضاً من 10 إلى 12 ألف ليرة سورية بين دمشق ودير الزور».
في حين تحدث الطالب “مجد الفياض” من سكان مدينة “الميادين” عن معاناته في التنقل بين الريف والمدينة، لاسيما وأنه يضطر للتنقل بشكل يومي فيقول:«كلفة الذهاب إلى الجامعة يومياً تبلغ 1000 ليرة سورية علماً أن مديرية التجارة الداخلية حددت السعر بـ 225 ليرة لكن لا يوجد أي إلتزام من قبل السائقين الذين يطالبون بالزيادة دائماً».
مدير مركز انطلاق البولمان في “دير الزور” “عبد الحميد الحمش” أكد لمراسل سناك سوري التزام جميع الشركات بتعرفة وزارة التجارة الداخلية لكنها تختلف بحسب نوع البولمان إن كان من فئة رجال أعمال أو عادي حيث يكون الفارق بينهما زيادة مقدارها ألف ليرة سورية على جميع الخطوط.
وكانت وزارة التجارة الداخلية أصدرت في الخامس عشر من شهر أيار الماضي قراراً برفع أجور النقل بين المحافظات للنصف تقريباً ثم عادت وخفضتها بنسبة 15 بالمئة لكنها ماتزال حتى اليوم خارج قدرة المواطن السوري الذي يعاني ضعفاً كبيراً في الدخل نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية في البلاد بشكل عام.
*هامش: يقترح بعض الطلاب ان يتم منحهم بطاقات تخفيض للمواصلات، بنسبة مئوية يتم تحديدها من قبل الحكومة وتُلزم بها شركات النقل، في إطار دعم التعليم والطلاب في هذه الظروف العصيبة ومسؤولية الحكومة والقطاع الخاص تجاه هذه الشريحة من المجتمع.
اقرأ أيضاً:بعد مضاعفة أجور النقل بين المحافظات.. التجارة الداخلية تخفضها 15%!
المراسلون:فاروق المضحي -رهان حبيب – نورس علي