الناشط الموقوف يكتب منشوراً من داخل سجنه: هذا ما حصل معي
سناك سوري-دمشق
فاجئ الناشط ضد الفساد “غسان جديد” متابعي صفحته الشخصية بالفيسبوك بمنشور كتبه من داخل زنزانته في جنائية “اللاذقية”، وفق ما ذكر، شرح فيه كيف تم توقيفه والأسباب التي تقف خلف ذلك، بينما تساءل ناشطون عن كيفية امتلاكه هاتفاً محمولاً داخل السجن.
«مازالت المعركة مستمرة»، يبدأ المهندس “جديد” منشوره ويضيف وفق ما رصد “سناك سوري”: «بتاريخ الأربعاء ٢٠/٥/٢٠٢٠ الساعة الثانية ظهراً وفي قريتي الوادعة بريف اللاذقية تم تنفيذ “الغارة”..سيارتين : فان وبيكآب نشرتا المقاتلين الذين اتخذوا وضعية الحرب والهجوم حول منزلي الريفي الهادئ ..والمهمة إلقاء القبض على المجرم الخطير المتمترس في منزله والمدجج بكل أنواع السلاح .. سلاح تعرية الفاسدين والخونة وسارقي المال العام ومدمري مؤسسات الدولة…سلاح الكلمة المؤثرة والصادقة والشفافة».
لأول مرة يشعر “جديد” بالأمان وحرية الكتابة من داخل زنزانته، كما يقول ويضيف أنه تذكر المسؤولين الفاسدين الذين يستخدمون سطوة النفوذ، في إشارة منه إلى أسباب اعتقاله.
اقرأ أيضاً: “صحفي مُعتقل” ينشر تحقيقاً عن الفساد من داخل سجن عدرا
وختم منشوره بالكشف عن تواصل وزير الداخلية معه خلال الشهرين الفائتين، من خلال مدير العلاقات العامة في مكتبه واسمه بحسب ما ذكر “جديد” “الرائد ياسين”، وأضاف: «وتواصل معي مدير إدارة الأمن الجنائي شخصياً ورئيس فرع الجرائم الالكترونية بدمشق وأبديت رغبتي وجاهزيتي لمقابلتهم في دمشق لكن قوانين الحظر حالت بيني وبين المثول أمام “عتباتهم المقدسة” فقمت بإرسال الكثير من الوثائق التي بحوزتي والتي تشير إلى فساد وخيانة من كتبت عنهم وفيها أرقام مليارية منهوبة من دم المستهلك السوري»، وتمنى على أصحاب القرار تمديد إقامته المجانية في مضافتهم ليتثنى له الكتابة عما دار في الكواليس.
وكان “جديد” قد تم توقيفه الأسبوع الفائت على خلفية منشور له عبر الفيسبوك يتحدث فيه عن الفساد، كما أنه سبق وتعرض للتوقيف أكثر من مرة جراء حديثه المستمر عن الفساد وانتقاداته للمسؤولين.
اقرأ أيضاً: سوريا: توقيف ناشط ضد الفساد عشية عطلة عيد الفطر
وفيما يلي نص منشور “جديد” كاملاً:
( وما زالت المعركة مستمرة)
_ الفاسدين….والشرفاء
_ الوطنيين….والخونة
_ السماسرة….وأبناء الأرض
_ تجار الوطن….ومحبي الوطن
_ الحرامية….والشرفاء
_ مناصري الجيش…وأعداء الجيش
———-
* – من مخدعي في جنائية اللاذقية أنا المهندس السوري المعمد بتراب الوطن( غسان جديد) أحييكم:
_ بتاريخ الأربعاء ٢٠/٥/٢٠٢٠ الساعة الثانية ظهراً وفي قريتي الوادعة بريف اللاذقية تم تنفيذ “الغارة”..سيارتين : فان وبيكآب نشرتا المقاتلين الذين اتخذوا وضعية الحرب والهجوم حول منزلي الريفي الهادئ ..والمهمة إلقاء القبض على المجرم الخطير المتمترس في منزله والمدجج بكل أنواع السلاح( سلاح حب الوطن وسلاح تقديس جيش الوطن وسلاح موالاة علم الوطن وسيده قائد جيشنا العظيم..سلاح الدفاع عن رغيف الفقراء والدقيق المدعوم والمنهوب..سلاح الدفاع عن الشرفاء والمعذبين ممن قدموا أبنائهم قرابين ليحيا الوطن).. سلاح تعرية الفاسدين والخونة وسارقي المال العام ومدمري مؤسسات الدولة…سلاح الكلمة المؤثرة والصادقة والشفافة…سلاح تطبيق تعليمات وتوصيات وتوجيهات رئيس البلاد بمحاربة الفاسدين كل الفاسدين…
_ كنت أجلس في بيجامة النوم أنظر عبر الفضاء المترامي أمام منزلي متنقلاً بأحلامي وعذاباتي…رأيت بتلك الأحلام أن وطني سورية سيكون أجمل بعد كل ما قدمه أبناء جيشنا المقدام….رأيت بذاك الحلم كافة سارقي وناهبي المال العام في زنازينهم ورأيت خونة الوطن معلقين على أعواد المشانق في كل الساحات ورأيت علم بلادي يرفرف مع دقات قلبي وهو يغني( أنا سوري يا نيالي)… ومع ذروة أحلامي شعرت بجلبة المقاتلين خلف أسوار منزلي..خرجت لاستقبالهم كعادة أبناء ريفنا الجميل دون إن أسأل : من أنتم.
لكنهم أبوا إلاّ أن يكونوا هم أصحاب البيت و سبقوني الى داخل المنزل..بحثوا عن أسلحتي ونسوا أنني أحملها في تلافيف دماغي وفي تجاويف فؤادي وفي نسغ أوردتي وشراييني..اعتقلوني مع أشعاري و مفرداتي وأوراقي التي فضحت بها زناديق الوطن وتجار الدم وناهبي ثروات الوطن…لم يسمحوا لي بارتداء ملابس الخروج ولا بانتعال حذائي لأن واجبي كبير لديهم …أسمعوني اعتذاراتهم..شاهدت بأعينهم الحزن والألم والاعتذار،ولكنه القانون أيها الأحبة..قانون الأقوياء والمتنفذين والمهزومين امام قوة حروفنا وأمام تعرية توحشهم…ربما كانت المهمة باتجاه تاجر سلاح ومهرب مخدرات ومدير عام دمر وسرق مؤسسته وبخطأ ما حضروا واصطحبوني معهم.
_ فوجئت وشعرت بفرح غامر أن جميع من قابلتهم في فرع الجنائية هم من متابعي صفحتي ويشعرون بالفخر أمام دفاعي عن رغيفهم وحاجاتهم وحقوقهم..والبعض همس في اذني يرجوني أن أستمر بالكتابة حتى من داخل زنزانتي..!!!!
_ استلقيت مستنداً على حائط قصري المنيف في مركز جنائية اللاذقية ولأول مرة شعرت بالإمان ولأول مرة شعرت بحرية الكتابة وبقدرتي العالية على التعبير…تذكرت أن أكثر فاسدين وهما الوزيرين الخائنين ( عبدالله الغربي و عاطف النداف)الذين خانوا الأمانة وخانوا ثقة سيد الوطن وخانوا حاجات أبناء الوطن..تذكرت أن هذين الفاسدين هم أكثر من كتبت عنهم وعن سرقاتهم وتدميرهم ونهبهم وهما الآن خارج القرار وخارج مؤسسات الدولة ولكن دسائسهم وأموالهم مازالت تفعل فعلها في شراء بعض الذمم والكرامات التي أوصلتني إلى هذا المكان الهادئ والآمن والعميق..نعم إحبتي إن هذين الوزيرين ( الغربي المزور والفاجر والسارق لأحلامكم والوزير البليد والفارغ والسكير والمرتشي) اللعنة على تاريخ ميلادهما ما زالا يستعملان سطوة النفوذ من خلال بعض الاتباع التافهين واللصوص.
_ من داخل الحديقة الغناء ..قصري الجميل الغير مأجور ( قاووش الامن الجنائي باللاذقية): أقول لكم احبتي إن الوطن غالٍ وكبير وعظيم..هو الهوية والتاريخ والحاضر والمستقبل ..هو الكرامة والشرف الذي نكبر به ونحارب لأجله ويستحق منّا التضحية..
_ كما تعلمون أحبتي قد صدر تعميم منذ يومين فقط يقضي بعدم توقيف أحد مع حلول أيام الفطر السعيد بسبب اغلاق ابواب العدل وبسبب جائحة الحبيب( كورونا) لكن العيد والعطلة الطويلة بحاجة الى مصاريف كبيرة وهدايا قيّمة فتم اختيار هذا التوقيت لتنفيذ توقيفي وتتعاظم المكافأة لمن باعوا قيمهم…
_ وحتى لا أطيل…سأكتفي الآن بما كتبته وأخبرتكم به وسأخلد للنوم والراحة ولدي متسع من الوقت والهدوء لأعاود الاتصال معكم ولأروي قصتي ببعض التفاصيل عمٍا جرى معي في الشهرين الماضيين حيث تواصل معي السيد وزير الداخلية،اللواء رحمون، عبر مدير العلاقات العامة في مكتبه،الرائد ياسين، كما وتواصل معي مدير ادارة الامن الجنائي شخصياً ورئيس فرع الجرائم الالكترونية بدمشق وأبديت رغبتي وجاهزيتي لمقابلتهم في دمشق لكن قوانين الحظر حالت بيني وبين المثول أمام ” عتباتهم المقدسة” فقمت بارسال الكثير من الوثائق التي بحوزتي والتي تشير الى فساد وخيانة من كتبت عنهم وفيها أرقام مليارية منهوبة من دم المستهلك السوري….
_ إلى اللقاء عبر الكلمة الصادقة والطيبة والتفاصيل الحميلة والممتعة التي سأخبركم بها عن اتصالات من ذكرتهم معي بشكل مباشر…ولي رجاء من اصحاب القرار التمديد لاقامتي المجانية في مضافتهم لكي يتثنى لي كتابة بعض مادار في الكواليس ….
_ مع شكري وامتناني لكل من نشر على وسائل التواصل داعماً لي ولمواقفي والشكر لكل من ساندني وتعاطف معي من داخل قصري الجديد( قاووش جنائية اللاذقية).
انتظروني …أحبكم.
غسان جديد