الرئيسيةشباب ومجتمع

محمد هرو منعه الكرسي عن المدرسة فخط بقلمه لوحات

محمد هرو.. يرسم الوجوه … والأماكن التي لا يقدر على زيارتها

سناك سوري – عبد العظيم عبد الله

استغل “محمد هرو” 21 عاماً الوقت الذي كان من المفترض أن يقضيه بالمدرسة في تعلم الرسم معوضاً نفسه بذلك عن حالة الحرمان من مقاعد الدراسة، فالطريق إليها صعب على شاب يركب كرسياً متحركاً.

قلم الرصاص والريشة والألوان هي العالم الذي اتجه نحوه ابن مدينة القامشلي ليثبت قدرته على الوصول إلى الحياة حين عجز عن وصول صفه، ويقول في حديثه مع سناك سوري:«ولدت مشلول القدمين، وقد استعملت الكرسي لفترة قصيرة من أجل الذهاب إلى المدرسة، لكن كانت هناك معاناة كبيرة في الأمر بسبب عدم قدرتي على  التنقل بين الطوابق وقطع المسافة اليومية بين المنزل والمدرسة فاضطررت للتخلي عن مقاعد الدراسة».

في المنزل بدأ “هرو” بتنمية موهبته التي أحبها منذ كان في المدرسة والتي شجعه عليها زملاءه ومعلمه حينها ويضيف:«أصبح الرسم كل حياتي وتعلمت أيضاً تصميم الأزياء والكثير من فنون الرسم والتصميم، واتخذت قراراً هو الأهم في حياتي بإقامة معرض خاص لي تحت عنوان “فسحة أمل” عام 2013 لأقدم رسالة واحدة فقط، بأن الإعاقة لاتمنع الإنسان من إثبات ذاته وإيجاد الطريق المناسب لذلك».

اقرأ أيضاً:“مريم” أحيطت بالمحبة والتحفيز فاعتمدت على ذاتها وانخرطت بالمدرسة

رسم الفنان الشاب المناظر الجميلة التي منعه وضعه الصحي من الخروج إليها ومنها الطبيعية، وطور مهاراته لاحقاً فرسم الوجوه والشخصيات مستخدماً الألوان الزيتية وقلم الرصاص والفحم والقهوة في بعض الأحيان، وهنا يؤكد على أهمية الدعم الذي حظي به من قبل أهله الذين وقفوا إلى جانبه وعبروا عن إعجابهم بأسلوبه في الرسم ومايقدمه من لوحات، وبالطبع كان هذا التشجيع بداية طريقة الاستمرار والحافز المعنوي.

اقرأ أيضاً:سوريون يرقصون على الكراسي المتحركة في تجربة هي الأولى

ظروف الحرب التي تمر بها البلاد والعدوان التركي على المنطقة هجّرا الشاب وعائلته من مدينته فانتقل إلى العراق “كردستان العراق” وهناك تابع الرسم وهو حالياً يسعى لإقامة معرض خاص له في أربيل.

موهبة الشاب “هرو” في الرسم، ومشاركته بالكثير من المعارض رغم  صغر سنه نالا صدى إيجابياً وتفاعلاً في الوسط الفني بمدينة “القامشلي”، يقول الفنان “سمير علي” وهو أحد أقدم الفنانين في القامشلي: « لوحاته فيها تميز ودقة، وهي ليست مجرد هواية، إنما احترافية، والأهم أنه يبدع بأكثر من قلم ولون، ويستطيع رسم الشخصيات والطبيعة ولوحات تعبيرية».

اقرأ أيضاً:“إخلاص غريزي” تحدي الحاجة بالعمل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى