الرئيسيةفن

في رأس السنة.. لنا “العرافين” ولهم “علي الديك” !

كيف كان رأس السنة السوري قبل المتنبئين؟

سناك سوري – خاص

“سنة بركانية حاسمة ثلاثة كواكب يجتمعون في برجك ونادراً ما يحدث ذلك ربما يحدث لمرة واحدة في حياتك تغيرات جذرية في المجال المهني يعرضك لاهتزازات نفسية تقلبات في الأوضاع المالية حاذر من محاولة احتيال وتظليل” هكذا ستكون سنة 2020 لبرجي الفلكي “الجدي” وفق ماقالته عرافة شقراء بملامحها الجامدة كدمية بلاستيكية وهي ترتدي فستان ناري أقرب لفساتين السهرات فعالمة الفلك أو كما تحب أن تسميها والدتي “البصارة” تتصدر كل عام في مثل هذا الوقت منصات المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية ويجزم أبناء برجي أن لديها عداوة مع برج “الجدي”.

لا أؤمن بالأبراج وليس لدي مانع من الإستماع إلى الفلكيين والمتنبئين والمنجمين بالنسبة لي هم مادة مسلية وقد تعطيني أحياناً بعضاً من ذلك الدعم الوهمي الذي أبحث عنه في حالات الإكتئاب، استوقفني تعليق طريف على كلام ” الفلكية” كتبته فتاة تدعى “حنان” قائلة : «ياويلي أنا أنتظر التوقعات معتقدة أني سأكون الملكة ليتضح أنها سنة انقلابات ومشاكل ، كيف أغير برجي؟ هل من الممكن أن أغيره إلى برج الثور أو الجوزاء أو أي برج آخر غير الجدي ؟ تعبت في حياتي لم أرتح يوماً».

اقرأ أيضاً:في قضية مايك فغالي: رد الوزارة حرص على الوزير لا على الثقافة

استهواني الموضوع وقررت الإستماع إلى “فلكية” أخرى لكن هذه بدت كئيبة المظهر بوجه شاحب وملابس سوداء تقول: «هناك حدثاً سعيداً سيحدث لمواليد برج الجدي لم يحدث منذ عشرة سنوات أي منذ العام 2008، مضيفه تذكروا أهم حدث سعيد في تلك السنة ولكن التعليقات بأغلبها جاءت أن ذلك العام حمل أحداثاً سيئة وقالت إحداهن مات زوجي في تلك السنة!».

أمام كل نسب المشاهدة العالية والتعليقات الكثيفة أتساءل متى بدأت ظاهرة الأبراج والتنبؤ بالانتشار عندنا؟ ومتى تم تخصيص كل هذا الوقت الطويل من بثنا المرئي والمسموع وفرد صفحات مطبوعات ورقية والكترونية مع بداية كل سنة ميلادية جديدة بينما قديما كنا نجدها في آخر صفحة من الجريدة إلى جانب الكلمات المتقاطعة، ثم أراجع نفسي قائلاً: «لا عجب ونحن في زمن فيه كتب الأبراج ضمن الأكثر مبيعاً إلى جانب كتب الطبخ».

أحاول استرجاع مشاهد من طفولتي لا أتذكر برامج على التلفزيون السوري عن الأبراج، وهذا ما أكده لي أغلب الأصدقاء وأبناء جيلي كانت تقتصر احتفالات التلفزيون بنقل أجواء العيد من مدينة “دمشق” ولقاءات مع فنانين وسهرة غنائية في فترة ما احتكرها المطرب الشعبي “علي الديك” وبعض الفنانين الشعبيين، أما إدراج عالم الأبراج ضمن الخطة البرامجية وسهرة رأس السنة فعلى ما يبدو هو تقليد بدأ مع انتشار “الستالايت”، القنوات الفضائية بالذات في العام 2000 وقتها عزف المشاهدون عن القناة السورية الرسمية متجهين نحو الفضائيات اللبنانية التي كانت تحمل أفكاراً عصرية خارج الصندوق واللغة الخشبية وتتضمن مساحة أكبر من الجرأة والحرية، وحينها لم يكن التركيز على الأبراج بهذا الشكل المخيف كما اليوم .

اقرأ أيضاً:فئة الـ 5000 ليرة ستصدر لكن لا تقلقوا.. ماذا توقع مايك فغالي أيضاً؟!

أتذكر كنا لعدة سنوات ننتظر في ليلة رأس سنة برنامج لبناني شهير يُقدم على عمل إنساني مثل لقاء بين أم وابنتها لم يلتقيا منذ أكثر من ٢٠ سنة وكل منهما في بلد وقصص مشابهه “يعني شي بيشبه برنامج خبرني يا طير” لكن بعدها بدأ اكتساح “عالم الفلك” على الشاشات العربية، وبدأت ظاهرة جديدة مايعرف بالمتنبئين ومن لديهم إحساس واستقراء لما سيحدث في المستقبل كانت تلك فقرات مثيرة للمشاهد السوري والعربي تسمّر أمام التلفاز وهو يحاول معرفة ماذا سيحدث في المستقبل.

اللافت أنه منذ بدء الأزمة السورية تم جلب بعض تلك الأسماء إلى الشاشات المحلية وهي تحاول العبث بالعقول البسيطة، وتروي النفوس بقطرات أمل ماهي إلا سراب عن ارتفاع سعر الليرة السورية، وانتهاء الحرب منذ سنتها الأولى، تحسن الأوضاع المعيشية، زيادة خرافية في الرواتب والطريف أن الفضائيات اللبنانية استعارت من “سوريا” “علي الديك” تبدو معادلة جيدة!.

الفلك والرؤيا والإحساس بما هو قادم وقراءة الكف والفنجان والودع والبلورة كلها أشكال لطالما جذبت الإنسان منذ القدم وهو يحاول اكتشاف ومعرفة الغيب،لكنها لم تنقذ يوماً أحداً، ولا حتى العرافين أنفسهم من مصيرهم المجهول الذي عجزوا عن استقرائه وكما يقال: «كذب المنجمون ولو صدقوا أو “صدفوا”».

كل عام وأنتم بخير تذكرو دائماً أنكم أنتم من تصنعون أبراجكم وأقداركم مهما كانت، وحدكم تمتلكون صلصال أيامكم وتشكلوه كما شئتم لا كما تنبئت لكم العرافات.
* ملاحظة: فيما يتعلق بالإيدين يلي كانوا لافين على المتنبئ مايك فغالي ضيف قناة سما أمس، فليس لنا أي علم حول رمزيتهم الفلكية ولا الشكلية أو حتى الإعلامية او الفنية او المعنوية وشكراً.

اقرأ أيضاً:الحمل مريَّش والجدي عندو تعزيل البيت.. أبراج السوريين حصرياً عنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى