“هنري ليفي” في سوريا… توقيت مشبوه وسبب مجهول
“عرّاب الربيع العربي” ينشر صورته مع قائد “قسد”
سناك سوري _ متابعات
نشر “برنار هنري ليفي” عبر صفحته الشخصية على تويتر أمس صورةً تجمعه بقائد “قسد” “مظلوم عبدي” وقال أنّها في مكان ما من “سوريا”.
وليس من السهل وضع توصيف دقيق قبل اسم “ليفي” الذي يعرَّفُ تارة بأنه فيلسوف وتارة بأنه صحفي واشتهر خلال السنوات الماضية بأنه “عرّاب الربيع العربي”.
يعتبر “ليفي” شخصية مثيرة للجدل خاصة في الساحة العربية، فمواقف الرجل المولود في “الجزائر” لعائلة يهودية فرنسية خلال فترة الاستعمار، تتسم بشكل رئيسي بتأييد الحركة الصهيونية والولاء لكيان الاحتلال، وفي واحد من أشهر تصريحاته وصف “ليفي” جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه أكثر الجيوش أخلاقية وديمقراطية!؟.(هي الأخلاق تبعه تتقطر من دماء الفلسطيين والعرب من صبرا وشاتيلا إلى قانا وجنين وغزة وووإلخ)
دعوات “ليفي” للتدخل العسكري الغربي في الدول امتدت من “البوسنة” إلى “السودان” ولاحقاً “ليبيا” التي ساهم في الترويج لتدخل حلف “الناتو” عسكرياً فيها، ووصولاً إلى “سوريا” فإن “ليفي” وقّع منذ مطلع الأزمة السورية عام 2011 بياناً مع عدة شخصيات دعت الدول الغربية إلى التدخل العسكري المباشر في “سوريا” وفق صحيفة “لوموند” الفرنسية.
اقرأ أيضاً:سفير أميركي : أميركا تهدف لإقامة منطقة حكم ذاتي في “سوريا”
مسيرة “ليفي” المتنقّل بين الدول التي تعيش أزمات وحروب تشير إلى أن الخراب يحّل حيثما حلّ “المخادع الثقافي” كما وصفه فلاسفة فرنسيون، في حين تبدو رغبته في نشر صورته إلى جانب قائد “قسد” “مظلوم عبدي” والإشارة إلى أنها داخل الأراضي السورية محطّ تساؤلٍ حول سبب وجوده في “سوريا” مع “عبدي” واختياره هذا التوقيت بالذات.
ففي وقتٍ تزداد فيه احتمالات التقارب التدريجي بين الحكومة السورية و”قسد” خاصة بعد العدوان التركي وتلاقي مصالح الطرفين على مواجهة العدوان، فإن الطرف الذي يبدو الأكثر تضرراً من هذا التقارب ليس سوى “الولايات المتحدة”.
فهل يكون إرسال “ليفي” في هذا التوقيت مساهمةً أمريكية في التشويش على التفاهمات بين قسد و”دمشق”؟ وما الذي قد يحمله شخصٌ مثل “ليفي” للسوريين؟ خاصة وأن تجاربه في الدول الأخرى لاسيما “ليبيا” التي تناولها في كتابه “الحرب دون أن نحبها .. يوميات كاتب في قلب الربيع العربي” تشير إلى أن ادعاءاته بمناصرة قضايا الديمقراطية ليست إلا قناعاً لشرعنة التدخل العسكري الغربي مهما كانت عواقبه ومهما كثرت ضحاياه.
اقرأ أيضاً:قائد “قسد”: نبحث الشراكة مع الرئيس “بشار الأسد” لمواجهة العدوان التركي