
الجمهور تجاوز في بعض الأحيان الـ200 شخص ومعرض الصور الضوئية كان فرجة!
سناك سوري-حسان ابراهيم
ثماني أيام بلياليها الغنائية، كانت المدَّة التي قضاها قطار مهرجان “حمص” الثقافي الفنِّي حتى وصل إلى يوم الختام، في أيلول 2019.
حفلات في كلِّ حارةٍ و(عالرصيف)، والجمهور أحياناً تجاوز الـ200 شخص (يا ساتر)، معارض للكتب لا حول ولا قوَّة للقارئ إلاَّ بالخالق من معروضاتها، عناوين ومضامين ليس لها علاقة لا بتوعية الناس ولا بهمومها، أمَّا معرض الصور الضوئية (كان فرجة) استمر لمدَّة نصف ساعة على الأكثر، والمشاركون من كثرتهم (مصوران فقط) اتسعت لهم الحيطان بكلِّ راحة، أحدهما أخبرني (مبارحة خبروني لازم شارك) من أجل نجاح الفعالية التي ينتظرها أهالي المدينة على أحرِّ من الجمر وكان ذلك، المهم أنَّ الحضور وقد تجاوز عددهم العشرين قد شاهدوا الصور (وبخاطركن) !!.
بما أنَّ المهرجان كان بتنظيمٍ من مجلس المدينة الذي يناط به الشأن الخدمي للمواطنين، فقد غابت عنه الندوات الثقافية التي تسلط الضوء على التوعية الاجتماعية والخدمية، التي تساهم في تحسين واقع العمل في المدينة، لم يتحدَّث أحدٌ من المسؤولين مثلاً عن منجزات هذا المجلس وما حقَّقه على أرض الواقع، ولم يفكِّروا مجتمعين في طرح فكرة حملة نظافة حتى، أو حملات تشجير وترحيل انقاض من وسط المدينة (مشاهد للذكرى متروكة).
ما سبق قد يعوَّض لاحقاً في قادم الأيام، لكن الطامة الكبرى كانت على المنابر، استشاريون من أصحاب الخبرة والكفاءة الأدبية والفنِّية هم أعضاء اللجنة المنظِّمة للمهرجان (على ذمِّة أحد أعضائها) لكن تبين لاحقاً أنَّ شخصاً واحداً قد ناب عنهم مجتمعين، ارتقى منابر التقديم لفعاليات المهرجان بكلِّ شجاعةٍ وإقدام، مرتجلاً كلماته عن سابق خبرةٍ في الشكر والمديح (لا تفكروا تمسيح جوخ) والفصاحة اللغوية حدِّث ولا حرج، عنده أصبح الفاعل منصوباً والمجرور مرفوعاً، أولاد أخيه غنُّوا، وحتى ابنه غنَّى (ويا ريت ما غنَّى) وبشَّر الحاضرين بأنَّ العائلة فيها المزيد من المواهب فانتظروا يا قوم (أكلناها).
حفل الختام الذي من المعلوم في كلِّ مهرجانات العالم بأنه الصورة الأبهى لها بالإضافة لحفل الافتتاح، أصبحت فيه الشخصيات المكرَّمة من أدباء وإعلاميين وموسيقيين تتدافع على خشبة المسرح لاستلام شهادات تقديرها (ولوحة فلان صارت بإيد فلان) لكن خطيب المنبر أعطانا وعداً بأنَّ مهرجان العام القادم أجمل وأجمل فهل يصدق؟.
أحلى ما في المهرجان هو (أبو عبدو) الذي كان حاضراً في الأمسيات الشعرية والقصصية، يرنو بسمعه لكل تفاصيل الكلمات، حتى أنَّه كان يكتب على دفتره الزيتي ما يردده القاصون والشعراء لحظةً بلحظة، ربما كان لحلته الخارجية دوراً في لفت انتباهي، لكن أفكاري لم تأخذني لمعرفة من يكون “أبو عبدو”؟ لكن حين وقوفي للتحدِّث مع أحد الأدباء المشاركين وتوديعه له عرفت من يكون، حينها أدركت بأنَّ الثقافة بخيرٍ وأمان طالما هناك أعين تحميها !!!.
اقرأ أيضاً: “أوسكار الإعلام السوري”.. أخطاء إملائية والحصة الأكبر لـ”الحكومي”