
قضى الفنان “دريد لحام” الذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1934، جلّ سنواته في تقديم الأعمال الفنية والدرامية التي عكست معاناة المواطن السوري والعربي أينما كان وشدت شخصيته الكوميدية الدرامية والمسرحية الملايين أمام شاشات التلفزيون منذ ستينيات القرن الماضي من “غوار الطوشي” إلى “شقائق النعمان” وصولا إلى الفيلم السينمائي “دمشق حلب”.
سناك سوري – دمشق
ظهر الفنان السوري في الكثير من اللقاءات الإعلامية وأثارت تصريحاته الكثير من الجدل حيث يقول في لقاء خاص ببرنامج السؤال الصعب على قناة سكاي نيوز عربية:«أنه لايوحد خليفة له بالكوميديا وهذا ليس غروراً لأن كل فنان هو حالة قائمة بذاتها ممكن يكون واحد أفضل مني لكن لايشبهني، بالفن ليس هناك توريث لكن بالسياسة قد يورث زعيم ابنه أو ابن أخته».
يوضح الفنان في اللقاء ذاته أن هناك سوء فهم لمسألة الإيمان فالإيمان برأيه هو علاقة رائعة بين الإنسان والرب وهو محبة لله وليس خوفاً منه، إنما الخوف أن يغضب الله منه بسبب ارتكابه خطأً ما، معلقاً على تصريح سابق له حول خوفه من المخابرات السورية أنه يخاف كل المخابرات بالعالم حتى الأمريكية.
اقرأ أيضاً: دريد لحام: نحن مذكورون في القرآن … والتين والزيتون
لم يغادر “لحام” وطنه “سوريا” فهو دائماً في ضفة الوطن ولن يغادر إلى الضفة الأخرى فالمسألة حسب تعبيره ليست مسألة سلطة فهو مع النظام ضد الفوضى ولكنه ينتقد السلطة وأخطاءها كثيراً، كما أن كل طلب لأي مواطن هو حق مشروع.
يعبر الفنان عن شعوره بالحزن لرؤيته أو سماعه أخبار اللاجئين السوريين الذين يعيشون بالمخيمات سواء في الداخل أو الخارج فسوريا دائماً كانت ترسل المساعدات للبلاد الأخرى لكن شياطين الأرض حاولت تدميرها وتمنع خيراتها عن أبنائها.
في حديث آخر له على قناة دريم المصرية يرى الفنان”لحام” أن له وطنان الأول رحم أمه والثاني “سوريا” وكلاهما بغلاوة بعضهما لذلك الإنسان مهما فعل يشعر أنه مهما فعل لأمه لن يوفيها حقها مهما فعل ومثلها الوطن لذلك يدفع روحه وحياته ثمنا يستشهد للدفاع عن الوطن، لافتاً إلى أنه تعلم من أمه الكثير من المبادئ أهمها عدم اليأس حيث كانت تقول له دائماً :«اوعى تياس مهما فشلت»، كما علمته حب 3 حيوانات النمل لأنه صبور والسلحفاة بسبب التأني، والحصان بسبب اندفاعه.
تجمع الفنان بزوجته “هالة” حالة فريدة من الحب والعشق الذي لم ينتهِ بالرغم من مرور 52 عاما عليه موضحاً أن السبب في هذا الاستمرار بهذه الطريقة هو تضحية زوجته التي وفرت له كل البيئة التي تجعله يفكر ويعمل وينجح ولو على حساب ألمها، حتى أنها تألمت كثيراً بسبب نزواته وأخطائه التي كان يعترف لها بها.
ويضيف في وصف زوجته:« هي زوجتي أحياناً وصديقتي أحياناً وحبيتي دائماً وأنصح كل زوجة أن تكون أم لزوجها خاصة كلما كبر بالعمر»، موضحاً أنه يهديها في عيد ميلادها هدية وأجمل هدية تلقتها منه هي العبارة التي كتب لها فيها :«أحبك لأن فيك الكثير من مريم وهو اسم أمي».
لم يكن “لحام” ميسوراً في بداية حياته حيث درس الكيمياء وعمل مدرساً في نفس القسم لفترة، وبدأت مسيرته الفنية بتدشين التلفزيون السوري عام 1960، وشكل ثنائياً رائعاً مع الفنان “نهاد قلعي”، كما قدم الكثير من الأعمال الفنية المتيمزة منها “مقالب غوار” و “عودة غوار”،حيث جسدت شخصية “غوار” التي أداها بكل أتقان الكثير من هموم المواطنين إضافة لفيلم “الحدود” ، ومسرحية “كاسك يا وطن” و”ضيعة تشرين” و”شقائق النعمان” و”غربة” و”صانع المطر” وغيرها الكثير.
اختارته “اليونيسيف” ليكون سفيراً للنوايا الحسنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى أن استقال من منصبه عام 2004.
اقرأ أيضاً: دريد لحام: لا أرفض التطبيع مع اسرائيل وأنا حكيم سوريا