إقرأ أيضاالرئيسيةيوميات مواطن

3000 سوري ضحية السموم الانفجارية

سناك سوري – آزاد عيسى

احترق قلبها مرتين، مرة لأن ابنها كان ضحية “حراقات” بدائية منتشرة بكثرة في المنطقة، شوّهت الكثير من جسده، ومرّة أخرى لأن علاجه يتطلب نقله إلى دمشق، وهي لا تملك ثمن تذكرة الطائرة!.

تقول “أم خالد” لـ سناك سوري:«وضع ولدي يتطلب نقله إلى مركز مخصص بالحروق وهذا أمر غير متوفر في الحسكة، وبالتالي يجب نقله إلى دمشق، لكن السفر براً لساعات طويلة يشكل خطراً على حيات»ه.

مثل “خالد” عشرات الإصابات بالحسكة وريفها وجميع هذه الحالات من جراء الحراقات البدائية المستخدمة في المحافظة لتكرير المحروقات من الحقول التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية.

مقالات ذات صلة

حيث كثيراً ما تنفجر “الحراقة” بالعمال أثناء التكرير، أو احتراق المدفئة لأنها تعتمد “المازوت” المكرر بطريقة غير صحيحة، وكثيرة هي المرات التي انفجرت فيها المدفأة وأدت إلى حرق البيت وأهل البيت بالكامل، ومن أسباب الحروق أيضاً استخدام “البوابير” والإنارة التي تعتمد على الكاز والغاز وهي أيضاً تكرير يدوي وبدائي، تسبب الانفجارات والحروق، يقول مهندس نفط سابق بالحسكة:«جميع المشتقات النفطية من كاز وبنزين ومازوت تستخرج بطريقة بدائية، مايوفر بيئة مساعدة للسموم الانفجارية، وهو ماساهم بحروق وإصابات بشرية بالآلاف ».

اقرأ ايضاً:قوات الأسايش تسيطر على المصارف الحكومية السورية

يقول الدكتور “عمر العاكوب” مدير مستشفى القامشلي لـ سناك سوري :«إن المستشفى استقبل أكثر من 3000 إصابة حروق خلال الأعوام الثلاثة الماضية وهو رقم مرتفع جداً».

ويضيف “العاكوب”:«الإصابات متنوعة الدرجات، قرابة 60% منها استطعنا علاجها محلياً أما البقية فقد احتاجوا النقل إلى دمشق، لكن بعضهم توفي على الطريق ولم يصل إلى مركز الحروق، وآخرهم شاب وزوجته».

مؤخراً زادت نسبة الحروق بحسب “العاكوب” الذي أشار لـ سناك سوري إلى أن الكثير من الحالات وصلت من دير الزور والرقة نتيجة (غارات التحالف الدولي) أو انفجار العبوات الناسفة والقذائف.

وتعاني المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية من سوريا بسبب انتشار الحراقات وغياب مركز الحروق والذي من المتفرض توفيره حتى لو لم يكن هناك حراقات خصوصاً وأنه يخدم عدداً كبيراً من المواطنين في الحرب والسلم.

“العاكوب” وجه انتقادات لاذعة لمنظمة الصحة العالمية التي أدارت ظهرها عن كل الاقتراحات التي قدمت لها من أجل تأمين احتياجات المركز (سرير مائي، غطاسات … إلخ) الذي يعد الاحتياج الأول للسكان، وتساءل إذا كانت منظمة الصحة العالمية غير مهتمة بهكذا حاجة بماذا تهتم؟.

ورداً على سؤال حول لماذا لا يتم تأمينه عبر وزارة الصحة السورية قال:«الوزارة قدمت لنا المكان والكادر البشري لكنها لا تستطيع تأمين باقي الاحتياجات في الوقت الراهن بفعل الظروف التي تمر بها البلاد».

جدير بالذكر أن الإدارة الذاتية كانت قد سيطرت على المستشفى الوطني في مدينة الحسكة ومنعت وزارة الصحة السورية من إدارته ما دفع الأخيرة للانتقال إلى مستشفى جديد عبارة عن فندق.

اقرأ أيضاً:في سوريا فندق لعلاج المرضى !!!

احتجاجاً على المناهج أبناء الحسكة يهجرون مدارسهم

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى