بين أن تكون مواطن سوري أو بطريقاً في القطب الجنوبي ماذا قد تختار بعد قراءة الكلمات القادمة؟
سناك سوري-رحاب تامر
يسرنا في “سوريا” أن نحتفل مع القطب الجنوبي في يومه العالمي الذي يصادف اليوم 14 كانون الأول، ونقول له إننا نتشارك معك البرد، ونود لو نتشارك مع “البطاريق” التي تعيش على أرضك، الحقوق!.
لا يخضع القطب الجنوبي لسيطرة أي من الدول، أي منطقه يشبه منطقنا مع اختلاف بسيط في الواقع!، والقواعد الصارمة فيه تم وضعها من قبل 53 دولة كانت قد وقعت على اتفاقية “أنتاركتيكا”، التي يقولون إن أهم بنودها هو برتوكول الحفاظ على البيئة، ما يجعلنا نفرط في التشاؤم قليلاً ونحن على أعتاب “الربع ساعة الأخيرة بحسب المحللين” للتوصل إلى التسوية السياسية في بلادنا.
اتفاقية “أنتاركتيكا” تنص على حظر نقل الحيوانات والنباتات من وإلى القارة الجنوبية بدون إذن، وعلى المسافرين إليها تعقيم أحذيتهم قبل وبعد دخول مجالها البري والجليدي، إن الدول الغربية تهتم حقا بالقطب الجنوبي، بخلاف بلادنا التي لم يعقم جهادي واحد قدمه أو ذقنه حين وطئ أرضها.
اقرأ أيضاً: في يوم حقوق الإنسان.. أنا “شقفة مواطن” من حقي نال “سقة القيادي” – رحاب تامر
أحد بنود الاتفاقية التي تم توقيعها في الأول من شهر كانون الأول عام 1959، هو الانتباه لطرقات “البطاريق” وعدم المرور فيها كي لا تتأذى نفسياتها، تبدو “البطاريق” القطبية الغربية أهم بكثير من بعض البشر الذين لا يمتلكون طرقات ملائمة حتى لحيوانات “أبناء آوى”، رغم أن مكان عيش البطاريق غير خاضع لسيطرة أي حكومة معنية بالخدمات وتقديمها، هو سؤال فلسفي عميق يدفعك للتباحث مع ذاتك، لماذا نحتاج الحكومة حقاً؟، يلحقه سؤال وجودي آخر، لماذا لا يتوقف بعض المسؤولون عن التصريحات التي تؤذينا ألا نمتلك حق البطاريق في عدم الأذية النفسية؟.
بعد مراجعة سريعة لأهم بنود الاتفاقية الدولية، ستدرك أننا لا نشبه أبداً القطب الجنوبي سوى بالبرد، البرد الذي ينخر عظامنا وليالينا بكثير من القسوة، بينما تخلو حياتنا من “البطاريق”، على حساب وجود الكثير الكثير والكثير من الضفادع ونقنقتها.
يذكر أن درس تكاثر البطريق هو من أكثر الدروس التي يعرفها السوريون ويشاهدوها في الوقت المناسب على شاشته التلفزيونية المحببة.
اقرأ أيضاً: في اليوم العالمي للرجل.. يا ليتني رجلاً – رحاب تامر