يامن العلي.. يُكمل مسيرة جدّه بعرباية الذرة والجبنة التي تُعيل أربع عائلات
في زاوية ثابتة من شارع العشاق يضع يامن العلي عربته بانتظار الزبائن
بصحون الذرة والجبنة، يستقبل “يامن العلي” 36 عاماً زبائنه في شارع العشاق بمدينة حمص. يبتسم لهم مع كلمات اعتاد قولها “أهلاً، تكرم/ي”. قبل أن يسألهم كيف يحبون الذرة، ميكس أم عادية، دون أن يكون لدى الزبائن مشكلة بالانتظار ريثما يحين دورهم.
سناك سوري _ حلا منصور
عربة الذرة التي يضعها “يامن” في زاوية ثابتة من شارع العشاق، ورثها عن جده قبل 20 عاماً. يقول الشاب لـ”سناك سوري”، أنه كان يذهب مع جده مرات عديدة. يشاهده كيف يعمل ومن حينها أحبّ هذه المهنة، وبدأ العمل بها عام 2002.
يضيف يامن العلي: «بالبداية الناس استغربت خلطة الذرة والجبنة وكان الإقبال عليها خفيف، لا يتعدّى الـ25 صحن باليوم. بقيت مُصرّ يصير عندي زبائن وإقبال أكبر، لأني بشتغل من قلبي وبقدّم لقمة طيبة»، وكان للشاب ما أراد.
يبيع يامن الآن يومياً ما يزيد عن 150 صحن يومياً، ويعمل حتى الساعة الحاديةَ عشرَ ليلاً، مع نفاذ آخر عرنوس ذرة لديه. فيما يبلغ سعر صحن “الميكس” وهو خليط من الذرة مع الجبنة والمايونيز وصوص الباربكيو والحر، 9 آلاف ليرة سورية. و يُعزي يامن ارتفاع سعر الصحن إلى ما يقارب الضعف عن السنة الماضية حيث كان سعره 5 آلاف ليرة، إلى غلاء المواد المستمر من جبنة ومايونيز إضافة إلى الغاز. مُؤكداً أنّ الأهم بالنسبة له أن لا تقل جودة الصحن حتى لو ارتفعَ ثمنه.
مهارة ملفتة
بمهارة وسرعة مُلفتة، يفرم يامن عرانيس الذرة، ويجهز قرابة عشرين صحن سويّةً، تلبية لطلبات زبائنه المنتظرين لكوب من الذرة مع الجبنة والمايونيز، ليرافقهم في مشوارهم المسائي. في وقت يعتبرها كثيرون جزءاً أساسياً من يوميات الطلاب ولقاءات الأصدقاء، ما حوّلها لأكلة ذات طقس اجتماعي.
تُعيل عربة الذرة يامن وعائلته المؤلفة من والده ووالدته وزوجته وابنه. بالإضافة لأربع عائلات أخرى، حيث يعمل مع يامن أربعة شباب آخرين، يتولون مهمة تجهيز العرانيس وسلقها، وتجهيز العربة للمهمّة اليومية. مع العمل على تأمين الذرة في برادات تحضيراً لموسم الشتاء.