يا رئيس البرلمان: نحن شعب مهترئ.. الخارج بالنسبة لنا هو “بلكونة المنزل إن وجد”!

كبير ممثلينا في البرلمان.. نطالبك باعتذار واضح وصريح من شعب خسر أبنائه وممتلكاته إيماناً بسيادة الدولة!
سناك سوري-رحاب تامر
كبير ممثلينا في مجلس الشعب “حمودة الصباغ” تحية طيبة وبعد..
عندما صرخت ابنة صديقتي التي لم تتجاوز الشهرين من العمر جوعاً بعدما عجزت والدتها عن تأمين علبة حليب أطفال لها بسبب انقطاعه من الأسواق، وجسدنا هذه الحالة بمنشور على أحد “مشتقات مواقع التواصل الاجتماعي” لم نكن مدفوعين بأي مؤامرة أو تعاون مع الخارج، كنا مدفوعين بصراخ طفلة لم تجري أي اتصال “مؤامراتي” مع الخارج طيلة فترة مكوثها برحم والدتها.
وعندما كتب ابن جاري الفلاح يشكو وقوف والده على طوابير الغاز لأكثر من يومين بحثاً عن جرة غاز افتقدها منزلهم منذ شهرين، مرفقاً تعليقه بصورة لطابور الغاز، لم يكن أبداً قد أجرى أي اتصال أو أتاه أي أمر خارجي بأن يتحدث عن قهره وقهر لحظاته، هو كان مدفوعاً من الداخل جداً، الداخل الذي اسمه “قهر” سيادتك.
كبير ممثلينا الموقر..
حين “فار” الشعب ينفس عن غضبه من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة بعز البرد والثلج دون وجود أي وسائل أخرى للتدفئة عبر الفيسبوك، لم يُدفع بأي عقل مؤامراتي، قد كان اندفاعه يعبر عن خذلانه من تصريح وزير الكهرباء “زهير خربوطلي” حين وعد السوريين بشتاء دافئ، لم يجدوا منه سوى البرد والصقيع.
عن نفسي، حين تحدثت عن ذلك الطفل المتشرد الذي يبيع “بسكوتاً”، بدل أن يأكله كأي طفل اعتيادي على امتداد هذا الكون الواسع، لم يدفع لي أحد لأتكلم، تكلمت وفي قلبي بعض الخوف من أن تتلقفني عدسات الحكومة الإلكترونية وتزج بي في السجن تحت تهمة “النيل من عزيمة الأمة”، صدق، حتى وأنا أكتب هذه الكلمات أشعر بوخز الخوف، لكن البرد المحيط في الخارج جعل الخوف هيناً جداً، يكاد لا يُشعر به، قد دفأني غضبي الداخلي جداً!.
الكبير جداً.. سيادة رئيس مجلس الشعب المحترم..
أستغرب حقاً أن تدعم الحكومة على حساب ناخبيك، أن تقف معها وتتحدث مع باقي النواب عن صمودها في مكاتب دافئة ومع سيارات فارهة، يا لجمال الصمود وترفه، فمن نحن سوى شعب مهترئ بالكاد خسر ابناً، أباً، منزلاً، حياةً، كرامةً، وراح “ينق” ويستهدف الحكومة مدفوعاً من الخارج الذي لم يجد أي شباك يدخل به “لتخريب” وطننا، سيادتك لقد فتحت الحكومات المتعاقبة له الباب على مصراعيه، ونحن من دفعنا الثمن.
سيادتك..
أريد بالمقابل وبالمثل كمواطن سوري، أن أتهم أشخاص في الحكومة يعملون لتدمير بنية الدولة وتأليب الشعب عليها عبر ممارسات حكومية غاية في الغرابة، فالدولة التي وفرت لمواطنيها خارج حدودها العودة إلى بلدهم عبر مرسوم العفو الأخير، عادت الحكومة لتفرغ العفو من مضمونه وتطلب المزيد من دفعات الاحتياط لأشخاص تم إلغاء دعواتهم خلال فترة زمنية لم تتجاوز الأسبوعين.. أريد أن أسألك أليس في الأمر مؤامرة خارجية خصوصاً أنكم تتهمون الخارج بمنع عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
حسناً إذاً، ماذا عن قرار وزارة التعليم العالي حرمان الطلاب الفقراء من الدراسات العليا ومتابعة تحصيلهم العلمي العالي، وحصر الأمر بالميسورين، بعد أن اشترطتم على طالب الدراسات العليا أخذ إجازة من دون راتب من عمله ليتابع دراسته، أليس في ذلك وهن لعزيمة سواد هذا الشعب الذي لا حلم محقق له سوى بالعلم بعد أن منعتم عنه الثروات والرواتب اللائقة معيشياً، قل لي أن ليس بالأمر مؤامرة خارجية على الفقراء والشعب السوري!.
وماذا عن تحويل الطلاب المستنفذين دراسياً إلى التعليم الموازي المكلف مادياً، أليس في الأمر إيذاء شعب كامل لا يجد غير العلم هدفاً أمامه، هل تكره حكومتنا العلم والتنور لهذه الدرجة؟.
بالنهاية، لست المحقق “كونان” ولا أمتلك أنف “أبو كلبشة”، أنا فقط مواطن السوري يسمع تصريحاتكم، ويعتبركم مثلكم مثله لا تزيدون عنه يداً ولا قدماً، ولم يميزكم الخالق بأي صفات ملائكية تسمون بها عنا، مواطن يدرك تماماً أنه يمتلك حق انتقادكم عبر الفيسبوك أو أي “مشتق” تواصلي آخر، سواء أعجبكم أم لم يعجبكم.
وأخيراً، سيادة كبير ممثلينا أود أن أخبرك أن الخارج الوحيد الذي نعرفه هو بلكونة المنزل إن وجد طبعاً، وأطالبك بسحب اتهامك التخويني بحقنا، وتقديم اعتذار واضح وصريح من هذا الشعب أسوة برئيس الحكومة، فقد “وهنت عزيمتنا” ونلت من كرامتنا ولا أعلم إن كان حديثك هذا جزء من “المؤامرة الخارجية” علينا.
اقرأ أيضاً: “خميس” يعتذر.. “الصباغ” يريد حلاً لأزمة “مشتقات التواصل الاجتماعي”.. والمواطن: “آحيييي”!