الرئيسيةتقارير

وليد معماري.. رحل كاتب الزاوية التي فشت خُلق القارئ وأرّقت المسؤول

كتّاب وإعلاميون ينعون زميلهم وليد معماري

نعت الأوساط الثقافية و الإعلامية في “سوريا”، أمس الجمعة الأديب والصحفي السوري “وليد معماري”، وذلك عن عمر ناهز الثمانين عاماً.

سناك سوري – دمشق

خبر وفاة “معماري”، أثار موجة حزن واسعة في الأوساط الثقافية والإعلامية السورية حيث نعاه زملاؤه الإعلاميون والكتاب، بينهم الكاتب “حسن م يوسف” الذي كان يتناوب معه الكتابة في زاوية “قوس قزح” و “آفاق” بجريدة تشرين، حيث قال في أول منشورات نعيه التي تلت لحظة إعلان الوفاة: «أخي في الحبر والأحلام الأديب الكبير والإعلامي القدير وليد معماري يغير عنوانه، أبا خالد الغالي ستبقى حياً فينا مابقينا».

وتبعه بمنشور صباح اليوم جاء فيه: «وليد معماري ( أبو خالد) البهي، الشجاع، البسيط، اللطيف، النظيف يداً ولساناً وقلباً، سيبقى عطر روحك عابقاً في نفوس كل المظلومين الذين دافعت عنهم وأنصفتهم، وسيبقى إبداعك القصصي ينير دروب كل الباحثين عن الجمال والإنصاف والإنسان».

بدوره الكاتب والصحفي “يعرب العيسى” تحدث في منشوره على فيسبوك أيضاً عن علاقته بالراحل، فقال: «حين سمعت في آذار ٢٠١١ سوريين يهتفون في مظاهرة: “كاذب كاذب كاذب. الاعلام السوري كاذب” ابتسمت موافقاً وأنا ابن ذاك الإعلام. ثم خطر في بالي الصحفي الوحيد في تاريخ مهنتنا الذي كان صوتاً للناس طيلة أربعين عاماً، ولم يكذب مرة واحدة»، وأضاف في وصفه :«خفيف الروح والدم. كتلة الحب التي تمشي على قدمين. نزاهة العقل والضمير. اللغة التي تشمّر عن ساعديها مع شروق الشمس».

زملاء الراحل في جريدة تشرين عبروا عن حزنهم لفقدان “معماري” ومنهم الصحفي “معذى هناوي” الذي كان يكتب معه زاوية قوس قزح أيضاً فقال:«عندما شرفتني إدارة صحيفة تشرين بكتابة زاوية قوس قزح إلى جانب الزميل الأستاذ وليد معماري ساورني القلق والأرق وأخذ العرق يتصبب مني …وتتزاحم الأسئلة في مخيلتي… كيف لي أن أُحدث فرقا فيها.؟ أو أستطيع التميز وظل الزميل العملاق “وليد” قد صبغ مساحات هذه الزاوية بألوانه القزحية(المنفردة بذاته) ودفع بقرّاء الصحيفة لأن تكون صفحتها الأخيرة حيث تقع (قوس قزح) بابهم الأول للولوج في ثناياها».

وأضاف:«لا أخفيكم سراً أن قلقي من كتابة زاوية قوس قزح قد تبدد حين راح يثني على ما أكتب وهو الذي طالما شجع الكثيرين من الزملاء بتواضعه وسمو أخلاقه المهنية على الحبو في مهنة المتاعب حتى سما كنجم ساطع في عالم الصحافة، وليد معماري(قوس قزح) ستضل تزخر وتشع بحروفك الساخرة اللاذعة التي لطالما (فشت خلق القارئ) وأرّقت (المسؤول)».

اقرأ أيضاً: سوريا.. وفاة الفنان صباح فخري

“أحمد أحمد” صاحب دار أرواد للطباعة والنشر والذي تعرف إلى الراحل في الثمانينيات، استذكر حديثه مرة معه وقال: «مرّةً قلت لـ وليد، “أبا خالد، أنا بحاجة إلى عمل”. وسرعان ما طلب إليّ النهوض ومرافقته، ركبنا سيارته الجيب العتيقة، وقصدنا دار الأهالي، وهناك عرفني على المرحوم حسين العودات، أبو خلدون، ثم غادر ليعود بعد دقائق قائلاً بأسى إن “شرطة المرور قد (شحطت) السيارة.. وروح بقى ع معاملات لإعادتها، لم تكن المرة الأولى التي (تُشحط) فيها سيارة أبي خالد بحضوري. وقلتُ له “أظنني (نحْسٌ) عليك.” فقال: “إذا لم أكنْ مخطئاً، شُحطتْ في حضورك ثلاث مرات فقط من أصل عشرين، أنقذني شغل دار الأهالي، واستطعت أن أعيش حياتي الجامعية ببعض الكرامة، وأذكر أنني استدنتُ منه قبل ذلك 200 ليرة ولم يرضَ بأن يأخذها بعد أن توفر معي بعض المال من الدار. ونشر لي آنذاك الكثير من قصصي القصيرة وترجماتي في (دراسات إشتراكية)، مات وليد معماري حزيناً ومقهوراً.. والكلّ يعلم لماذا».

بدوره الإعلامي “علي الراعي” نعى “معماري” ووصفه «بالصحفي الذي عاش ليكون صحفياً حتى آخر الحبر، فهو شيخ الصحافة السورية لا سيما بوجهها الناقد والساخر والمتهكم».

جريدة تشرين نعت الإعلامي الراحل ونشرت مقتطفات من سيرته الذاتية وأعماله جاء فيها أنه من المؤسسين في الجريدة وعضو تحرير في جريدة صوت الشعب وعضو هيئة تحرير جريدة الدومري، وهي أول جريدة سورية ساخرة وخاصة، باشر في نشر قصصه الأولى في الصحف السورية، ثم بدأ بإصدار مجموعات قصصية من أشهرها: ” شيء ما يحترق”، وهو عضو جمعية القصة والرواية وعضو في اتحاد الكتاب العرب، وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري، ومن أعماله أحزان صغيرة (مجموعة قصصية)، اشتياق لأجل مدينة مسافرة (مجموعة قصصية)، شجر السنديان (قصص أطفال)، أحلام الصياد الكسول، العجوز والشاب (قصص أطفال)، وعشرون قصة للأطفال.

ولد  الراحل في “دير عطية” عام 1941 حمل إجازة (ليسانس) في الفلسفة وعلم الاجتماع من جامعة دمشق 1970.

عمل في التدريس، ومديراً لمركز إنعاش الريف، وصحفياً في جريدة تشرين، نشر قصصه الأولى في الصحف والمجلات السورية، عضو جمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب العرب، عضو اتحاد الصحفيين السوريين، كما نال العديد من الجوائز في مسابقات اتحاد الكتاب العرب عام 1979 ومسابقة مجلة العربي الكويتية عام 1996 و جائزة صحيفة السفير اللبنانية عام 2004.

اقرأ أيضاً: وفاة هدية عباس.. أول امرأة تشغل منصب رئيس البرلمان السوري

زر الذهاب إلى الأعلى