سوء واقع النظافة والنقل والصرف الصحي…وفد الحكومة لم يأتِ بجديد إلى “طرطوس”
سناك سوري- نورس علي
على غير العادة لم تلحظ الشابة “لمى” من بلدة “الكريمة” ملامح زيارة وفد حكومي لبلدتها فالنظافة مازالت على حالها وأكوام القمامة تملأ مداخل القرية والحفريات في الشوارع على حالها.
وتؤكد “لمى” في حديثها مع سناك سوري أن أبناء البلدة لم يكونوا على علم بالزيارة الميمونة ولم يحظوا بفرصة لقاء وفد الحكومة ليبثوا له هموهم ومطالبهم “يمكن تكون مقصودة”، وخاصة أنها كطالبة جامعية كانت تتمنى أن تلتقي وزير النقل لتشكو له سوء خطوط النقل في قريتها والقرى المحيطة حيث أن أول سيارة نقل عامة تنطلق من القرية في الساعة السادسة والنصف صباحاً وآخر سيارة تعود إليها تنطلق من كراج الانطلاق في مدينة “طرطوس” الساعة الثالثة ظهراً، “ويلي بلحق بيركب، ويلي ما بيلحق بيمشي على أجريه، لأنهم نعمة ويجب استثمارها”.
بدورها “لجين” ابنة قرية “تل العدس” تمنت لو أن الحظ حالفها لتشكو لوزير النقل معاناتها مع المواصلات بين قريتها والمدينة حيث سبق لها أن تأخرت منذ عدة أيام عن أهم مادة امتحانية جامعية بسنتها الثالثة، مما حكم عليها بالرسوب فيها، وهي ليست المرة الأولى التي تتأخر فيها بسبب سوء حركة النقل العامة، وليس لديها القدرة على النقل الخاص.
اللجنة الوزارية برئاسة “علي حمود” وزير النقل وبرفقة محافظ “طرطوس” جالت على عدة مناطق من المحافظة وعلى مدار يومين، ففي بلدة الحميدية تمت الموافقة على إعادة تأهيل الطريق الدولي من معبر “العريضة” على الحدود اللبنانية وحتى مدينة “طرطوس”، وبالنسبة للمعبر سيتم توسيع ساحة الوقوف وتجهيز شبكة صرف صحي وقاعة شرف.(هو لأن قاعة الشرف من الأولويات بها البلد الحقيقة، لازم يحس بعض المسؤولين بالشرف فيها).
سوء الخدمات في بلدة “الكريمة” كان يتحدث عن نفسه فالمظهر غير الحضاري للقمامة المنتشرة في المنطقة والإنارة الشارعية في وضح النهار والعلم الوطني الممزق الذي يعلوا المبنى البلدي، أمور أثارت غضب الوفد الذي طالب بالتحقيق في القضايا السابقة.
حال الخدمات في بلدة “الصفصافة” كان أفضل مقارنة بسابقتها لكن اللافت هو الحضور الضعيف من قبل سكان البلدة الذين لم يحضروا للقاء الوفد الحكومي الذي ملأ أعضاءه القاعة المخصصة للاجتماع المقرر لبحث قضاياهم الخدمية والتنموية “يمكن ملّوا الوعود والتصريحات”.
الكورنيش البحري في مدينة “بانياس” الذي دمرته العاصفة البحرية بداية هذا العام 2018 ما يزال ينتظر المنحة المالية التي أعلن عنها الوفد الوزاري في زيارة سابقة، لذلك لم يحظى بزيارة متابعة من الوفد لأنه لا يوجد شيء لمتابعته على أرض الواقع.
إنجاز الوفد الذي هلل له في مدينة “القدموس” هو افتتاح دائرة نقل فرعية غايتها تسهيل معاملات تسجيل ونقل وفراغ المركبات وتوفير الأموال على الناس، وهو أمر روتيني لايتطلب كل هذه الحفلة خاصة أن دوائر نقل مماثلة تم افتتاحها سابقاً في مختلف مناطق المحافظة دون أية وفود وزارية أو حتى محلية حسب ما أكد لنا “منذر” من أبناء مدينة “القدموس”.
هامش: أغلب المشاريع التنموية والخدمية التي أُقرت حكومياً منذ أكثر من سنة وكلفت اللجنة الوزارية بمتابعتها لم تنجز بشكل كامل حتى الآن ومنها عقدتي المرور الجنوبية والشمالية في مدخل مدينة “طرطوس” و السكن الشبابي والمناطق الصناعية في “الدريكيش والشيخ بدر” والمجمع التنموي في “بانياس”.
اقرأ أيضاً طرطوس: النفايات تقطع طريقاً حيوياً بين الريف والمدينة