هناك خبران، أحدهما سيء والآخر اعتيادي، السيء أن وعود غالبية المسؤولين الحكوميين قد خابت خلال عام 2021، والاعتيادي أن أحدا من السوريين لم يشعر بالخيبة، كما يبدو.
سناك سوري-خاص
2021 الذي قال عنه وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك السابق، “طلال البرازي”، إنه عام انفراج، لم يحمل أي فرج يذكر، فالظروف المعيشية استمرت بالتدهور، ومثلها أزمات المحروقات والغاز، كذلك لم يشعر السوريون بأن العام الجاري كان أحسن من العام الذي سبق، رغم أن وزير المالية “كنان ياغي”، كان قد وعد بأنه سيكون أفضل من عام 2020، وقال إن 2021 سيكون «عام خير يتم فيه طي جزء من الصعوبات الاقتصادية»، (للأمانة كتير سوريين ناموا لياليهم عام 2021 طي، يعني بدون عشا).
“ياغي” سرعان ما وعد بوجود فرج قريب يلوح في الأفق، شهر آذار الفائت، إلا أن المواطن واجه لاحقاً ارتفاعا في أسعار البنزين والمازوت والخبز، دون أن ينال الفرج القريب الموعود، (بس مافينا ننكر إنو الحكومة يمكن انفرجت شوي من رفع الأسعار، وبالتالي في حدا حس بشوية فرج).
كان ينتظر من عام 2021، أن يكون عام القمح كما وعد وزير الزراعة “حسان قطنا”، إلا أن الأمطار انحبست ومنعت تحقق الوعد، وحتى حذر تقرير أممي من مجاعة في سوريا بسبب انخفاض إنتاج القمح في عامه كما كان مرتقب!، وكان من المنتظر أن يكون عام السياحة وفق تصريحات وزيرها “محمد رامي مرتيني”، إلا أن غالبية السوريين لم يملكوا أن يأكلوا ليفكروا بالسياحة، فخابت الوعود، وكان متوقعا أيضاً أن يكون عام الإنترنت في “اللاذقية” تبعاً لتصريحات مدير فرع الاتصالات في المحافظة، “أحمد حايك”، إلا أن قطع الكهرباء الطويل تسبب بضعف كبير بالإنترنت، وبات استخدامه مقننا ضمن ساعات التغذية الكهربائية، (الشي يلي بيفائل، إنو لليوم مافي ولا مسؤول طلع قال عام 2022 هو عام كذا).
لم تغب الوعود الكهربائية عن تصريحات المسؤولين، حيث قال وزير الكهرباء “غسان الزامل” شهر أيار الفائت، إنه «من المتوقع أن يكون موضوع الكهرباء مقبولاً في الصيف، ومن المتوقع أن يكون الوضع في الشتاء القادم أفضل من الماضي لكن سوف يبقى هناك تقنين»، ورغم أنه لم يعد بل توقع فحسب، إلا أن المواطن “الطماع” يمني نفسه بالأمل غالباً، فيحصد المزيد من الخيبة، والكهرباء لم تزد عن تقنين 5 قطع مقابل ساعة تغذية واحدة، إلا لعدة أيام معدودات على الاصابع ربما خلال العام كله، (رح ندخل بمرحلة التعتيم العام، ولهلا المواطن مافهم إنو ليس بالكهربا وحدها يحيا الانسان).
المشكلة في وعود المسؤولين، هو أنها غالباً ما تكون مفتوحة دون تحديد سقف زمني خاص بها، فعلى سبيل المثال، وعد رئيس الحكومة “حسين عرنوس” شهر نيسان الفائت، بأن المواطنين سيشهدون انفراجات كبيرة خلال الفترة المقبلة على مختلف الأصعدة، (وما لكم على محرر المادة السوري يمين، إنو ماحس بانفراج ولا على أي “صعدودة” حتى ساعة تحرير هذه المادة).
بعض الوعود تحقق بشكل جزئي، على سبيل المثال وعدّ معاون مدير عام المؤسسة السورية للتجارة “الياس ماشطة” منتصف العام الجاري، بقرب إضافة الزيت على البطاقة الذكية وبسعر أقل من السوق بحدود 50%، فتحققت جزئية إضافة الزيت، وخابت جزئية السعر، حيث طرحت السورية للتجارة الزيت بسعر 7200 ليرة وهو أقل من سعر السوق بنحو 1000 ليرة وليس النصف، (مالنا غير نص الكاسة المليان يا جماعة).
حتى أصغر الوعود لم تتحقق للأسف، والأهالي الذين انتظروا تحقق وعد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “عمرو سالم” شهر أيلول الفائت، بإضافة مواد جديدة إلى البطاقة الذكية مثل زيت دوار الشمس، والمتة وغيرها، لم يحصلوا سوى على الزيت النباتي، بينما لم يتحقق بعد وعد إضافة المتة، (وينك يا عمي بو نمر تشوف).
خلال شهر أيلول، طالب رئيس اتحاد العمال “جمال القادري“، الشباب بعدم السفر، ووعدهم بأن الأيام القادمة ستشهد انفراجات كبيرة ترضي الجميع، وها هو العام يوشك أن ينقضي، دون وصول الانفراجات، وكأنها تعاني أزمة نقل بسبب فقدان المحروقات، الناتج عن الحرب والحصار!.
جدد وزير المالية “كنان ياغي“، وعوده بقرب تحسن الأوضاع الاقتصادية في البلاد، خلال شهر تشرين الأول الفائت، وقال إن “سوريا” «ستشهد انفتاحاً اقتصادياً الفترة القادمة بعد استئناف العمل في معبر نصيب-جابر الحدودي من قبل الجانبين السوري والأردني»، وللأمانة ربما يكون الانفتاح قد حدث بالفعل، لكن “الأخ المواطن” لم “يلمس” أو “يقطف” ثمار هذا الانفتاح بعد.
آخر الوعود الحكومية لهذا العام، جاء على لسان رئيس الحكومة “حسين عرنوس”، والذي قال مؤخراً، إن واقع الكهرباء في “سوريا” سيشهد تحسناً ملحوظاً خلال النصف الثاني من عام 2022، وحتى ذلك الوقت لا يملك المواطن السوري اليوم سوى أن يتدفأ على وعود المسؤولين، ويستنير بتصريحاتهم، وإن أخطأ البوصلة فما عليه سوى البحث عن هذه المادة وقراءة الوعود، بانتظار تحققها، وما بعد الصبر غير “المزيد من الوعود”.
وأنتم ماهو رأيكم بهذه الوعود كيف وجدتم تنفيذها؟
اقرأ أيضاً: بسوريا الموعود انحرم.. وعود حكومية خلال 2020 لم تُنفَّذ