وزارة التجارة الداخلية تؤكد في النهار ما نفته بالليل حول الخبز
وزارة التجارة الداخلية تضع نفسها في موقف محرج بسبب الخبز

وضعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في سوريا نفسها بموقف محرج عندما نفت ليلاً تعديل آلية توزيع الحبز. وعادت في الصباح لتؤكدها بل وتسيء للغة العربية بتفسير قصدها من النفي.
سناك سوري – ساخر
في النفي مساءً قالت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالحرف:«إن كل ما يشاع حول جداول جديدة لتوزيع الخبز التمويني عبر البطاقة مفبركة وغير صحيحة. وليس هناك أي تغيير على كميات الخبز للمواطنين او حتى مواعيدها».(يبدو لازم نعيد تعريف كلمة تغيير).
وذهبت بعيداً في تكذيبها لدرجة وصف من نشروا هكذا أخبار بأن هدفهم تشويه صورة وعمل مؤسسات الدولة. مطالبةً بأخذ الأخبار من صفحتها حصراً.(عيب عليكم تشوهو الصورة الناصعة لقمر حكومتنا وزراة التجارة الداخلية).
المواطن الذي ذهب اليوم إلى الفرن أو المعتمد للحصول على خبزه واثقاً بما نشرته وزارته المعنية. فوجئ فعلياً بأن هناك آلية توزيع جديدة يتم تطبيقها.(وانت يامواطن الله يسامحك ضروري تروح واثق طيب شككلك شوية صغيرة انو المحرر يلي كتب الخبر مو مركز).
مفاجأة المواطن زعزعت ثقته بوزارته التي كانت بالأمس تصف ناشري الخبر بأنه تشويه لسمعتها. ليتفاجأ أن النفي هو من أساء لسمعة الوزارة.(معقول الوزارة ماكانت بتعرف بتغيير آلية التوزيع مثلاً؟!).
نفي الليل يؤكده النهار
مع بداية يوم جديد واكتشاف الناس أن الآلية تغيرت. أطل علينا معاون الوزير “سامر السوسي” ليؤكد أن الآلية تغيرت على مستوى الفرد والاثنين وكمياتهم انخفضت أسبوعياً. (مو مبارح قلتوا مافي أي تغيير والموضوع عبارة عن تشويه سمعة؟).
“السوسي” الذي أطل عوضاً عن الوزير لتبرير اللغط قال إن النفي بالأمس كان للجداول التي تتناولها صفحات الفيسبوك. مشيراً أنها غير صحيحة.
وهذا التوضيح يدفعنا لإعادة تفسير اللغة العربية بطريقة جديدة كلياً غير التي نعرفها. فعندما نجد نفياً منشوراً على صفحة الوزارة ومذكور فيه ألا تغيير في كمية التوزيع والمواعيد. علينا كقراء أن نفهم منه فوراً أن المقصود هو نفي صحة الجداول المزورة. (حزورة هي لأن).
إن المفردات التي استخدمتها وزارة التجارة بالأمس كانت واضحة ولبس فيها إنه لايوجد أي تغيير. وما حصل اليوم هو فعلياً مايسيء للوزارة ويشوه سمتعها وسمعة مؤسسات الدولة أكثر بكثير من نشر صورة جدول غير صحيح.
فالمشكلة عندما وزارة تمثل الدولة تنشر نفياً يتبين في اليوم التالي أنه غير صحيح. وهو ما يتطلب اعتذاراً مباشراً من المواطنين عن الخلل الذي وقعوا فيه اليوم.