ورق الشدة.. خلاف جديد في حياة التوأم خلدون ورأفت
ورق الشدة.. متنفس للشباب وفرصة للصراخ بما "لا يؤذي"
تعتبر أوراق الشدة سواء لعبة 41 أو التريكس. وحتى الكونكان أو الباصرة. أحد أكثر اللعب رواجاً سواء في داخل المقاهي أو المنازل. وخصوصاً هذه الأيام التي يصعب فيها الخروج من المنزل “غالباً”.
سناك سوري _ ناديا المير محمود
حيث تمكنت لعبة الشدة من بث خلاف جديد في حياة التوأمين “خلدون ورأفت” 24 عاماً، المتمتعَين بالكثير من القواسم المشتركة.
انضم الأخوة إلى فريق لعب الشدة كما أسماه “خلدون” منذ قرابة 6 أشهر، مع رفاق طفولتهم “حسن، رأفت، يوسف”. ليشهد ملحق أحد المنازل في مدينة “جرمانا” صيحات فوزهم و غضبهم. كما ذكر “خلدون” لسناك سوري.
توأم في الحياة أعداء بالشدة
اتفق “خلدون” مع شقيقه الذي يصغره بدقائق بألا يلعبا بفريق واحد أبداً. إنما كمتنافسين في اللعبة، كما قال وأضاف ضاحكاً «كثيرة هي الأيام التي نقلنا بها خلافنا إلى المنزل. لنناقشه مع والدنا الذي كان يأخذه بمحمل الجد ويسعى لإيجاد حل ليصلح ما بيننا».
وعلّق “رأفت” ضاحكاً «فرحان إنو صار في شي جدبد نختلف مشانو فهي ما عاد لعبة وصارت تحدٍ جديد إلنا». مشيراً أن نزاعهما الأخير قبل نزاعات لعبة الشدة قد حصل منذ قرابة 4 أعوام. بعد صدور نتائج البكالوريا حين اختار دراسة “الحقوق”، الأمر الذي أغضب “خلدون” الذي درس “جغرافيا” لحزنه أنهما لن يكونا معاً في الحياة الجامعية.
متنفس
أصبح الاجتماع بالملحق والساعة التاسعة مساءً موعداً رسمياً عند شلة المدرسة. حسب قول صديقهم “نبيل” لسناك سوري. وبات لعب الشدة حلاً مثالياً له عوضاً عن التفكير بماذا سيفعل وكيف سيؤمن عملاً، كخريج لغة إنكليزية يسعى لتأمين مستقبله.
ويتابع “نبيل” حديثه بمتعة عن أوراق الشدة التي باتت ملازمة لحقيبته الصغيرة مع أوراقه الرسمية من دفتر جيش وهوية شخصية. مع ورقة الوحيد التي يراها ميزته الوحيدة عن أقرانه.
أما “حسن” كحال أصدقائه لا يرغب بذكر كنيته “ما منحب الشهرة”، ذكر أنه أكثرهم انفعالاً ووجد بالصراخ أثناء اللعب متنفساً. عن صيحاته المكبوتة بداخله والتي يحرص على كتمانها تحاشياً لنتائجها غير المحمودة.
ليكتفي بعبارات «ليش طرنبت عورقي، أنا ما عاد شاركك، يا زلمة عم أشرلك أنا شو بدي أضمن».
يوسف ليس بلاعب
«مابعرف العبها بس الشباب علموني كيف بسجل النتائج» يقول صاحب الملحق “يوسف” معبّراً عن محبته للعب الورق وطقوسه. مادفعه لتقديم عرض استقبال الشلة بمنزله بعد موافقة عائلته للأمر.
ويصف “يوسف” الذي بات وحيد والديه بعد وفاة شقيقه بإحدى القذائف التي ضربت “جرمانا”. حياته التي انقلبت بعد تلك الحادثة، ليعيش ما أسماه فرض حصار عليه من قبل شقيقاته الثلاثة ووالديه.
فلم تؤهله علاماته بالثانوية العامة دخول الجامعة، ليدرس بالمعهد التجاري متأسفاً على حظه لفقدانه فرصة مخالطة الناس لمدة أطول خلال الحياة الجامعية.
ويتابع: «لكن كانت فترة الستة أشهر السابقة أمراً إيجابياً، فبالإضافة للتسلية بلعب الشدة كنا نتبادل بعدها الأحاديث بكل الشؤون سياسية كانت أم اقتصادية. ونخبر بعضنا بآخر فرص العمل وتسهيلات السفر». ما زاد من أمله بإيجاد فرصة تعود عليه بالراحة لاحقاً.
ألعاب الشدة وأنواعها
تكتسب هذه اللعبة شعبيةً كبيرة مقارنة بباقي الألعاب مثل طاولة الزهر والشطرنج، ويُعتبر الأصدقاء الخمسة نموذجاً حياً. لمئات الشباب السوري الساعي لملء وقته والبحث عن التسلية وكسب المزيد من الترفيه.
وربما يساهم تعدد ألعابها بجعلها أكثر قرباً لما تحتاجه من تفكير مستمر للوصول للفوز. فمن لم يرغب بلعب “التريكس” ربما يشبع عقله “الكونكان” أو غيرها، وكلها تحتاج لتكتيك وتخطيط معين لرمي الأوراق وتحقيق الفوز.
يذكر أن الشدة تتألف من 52 ورقة وهي عبارة عن 4 ألوان، وتقسم إلى مجموعات “زهر، ديناري، بستوني، سباتي”، ومن أبرز ألعابها المتداولة “التريكس، الطرنيب، أبو الفول، باصرة” وغيرها.
ومؤخراً باتت الشدة رفيقة محبيها بأي وقت من خلال توفرها عن طريق الموبايلات. للوصول لها بأي وقت وفي كل مكان. ومثال ذلك “jawaker” والتي تتيح اللعب مع أشخاص من مختلف بقاع الأرض وبالطريقة التي تناسب مستخدمها، وفيها كل ألعاب الورق، وإتاحة الفرصة للعب فيها عن طريق الصوت أيضاً.