السفير الصيني فتح أبواب كتير على المسؤول السوري.. راح أخد رأي المواطنين بباصات النقل المقدمة من الصين متل عنا فرد شكل !
سناك سوري – سناء علي
فاجئ السفير الصيني في “دمشق” أهالي المدينة والمجتمع السوري، حين تواجد في إحدى باصات النقل الداخلي برفقة مسؤولي شركة النقل بهدف سؤال المواطنين عن آرائهم بالباصات الصينية المقدمة كمنحة من الصين لدعم قطاع النقل، (لو مسؤول بلادنا يسألنا عن رأينا بالنقل والطرقات يلي متل تبعت سويسرا).
الوزير الصيني عمل بالفعل على تحقيق شعار الحكومة في “رضا المواطن” عن الخدمات المقدمة له، وملاحظاته حولها واقتراحاته بشأنها، فضلاً عن تجربتها من قبل المسؤول نفسه، وإقباله عليها، بدلاً من تكبره على الخدمات المخصصة للمواطنين، واتجاهه لخدمات من نوع آخر (فيرست كلاس)، سواء كانت تعليمية أو صحية أو صناعة أو نقل، أو حتى المنتجات الغذائية ..
هل يبادر المسؤولون إلى وضع أبنائهم في المدارس والجامعات الحكومية مثلاً، بالرغم من مشاكلها الكثيرة وهمومها الكبيرة، أم أن التعليم الخاص هو “مربط خيولهم”، بعيداً عن المواطنين العاديين الذين لا خيار آخر أمامهم.
فلتتخيل عزيزي القارئ أنه وأثناء انتظارك حلول ساعة الصفر في دورك الطويل على باب أحد أفران الدولة، فإذا بأحد المسؤولين عن قطاع الخبز يصطف وراءك لينتظر دوره أيضاً، ويشرح لك أسباب تراجع جودة الرغيف، ويستمع لاقتراحك بالحل قبل أن يحمل حصته من الخبز نفسه إلى عائلته، وأنت الذي كنت تعتقد أن معدته لا تتقبل سوى الخبز الممزوج بالحليب تلوم نفسك على سوء الظن!.
أما أنت عزيزتي الحامل التي تتضرعين إلى الله أن يسهّل أمور ولادتك في المشفى الحكومي، وأن يكون الطاقم الطبي المناوب “ولاد حلال” ولا “يضربونك بمنية” في ما يقدمونه من “خدمة” باعتبار أن زوجك عامل بسيط وليس لديه “واسطة” ليهتموا بك، فتخيلي مثلاً أن تكوني في نفس الغرفة مع زوجة أحد المسؤولين عن قطاع الصحة، تتلقى الخدمة نفسها، ولا تحظى بمعاملة خاصة، دون أن يتمكن زوجها من المجيء لرؤيتها إلا مساء بعد فراغه من جولات الاطمئنان على بقية المواطنين.
اقرأ أيضاً: “مواطن” والمازوت.. إجت الحزينة لتفرح
ماذا لو كان المسؤولون عن قطاع الصناعة مثلاً يرتدون من الألبسة والأحذية التي تنتجها المعامل التابعة للحكومة، هل سيشعرون بمعاناة المواطن الذي يضطر لترقيع حذائه كذا مرة، ويقنع نفسه مراراً وتكراراً بأن هذا البنطال وذلك القميص لا يزالان صالحين للخدمة، بالرغم من كثرة الرقعات فيهما، حتى بعد فترة قليلة من شرائهما، وذلك بسبب “الجودة” الفائقة، وعدم قدرته على اقتناء الماركات الحديثة ذات الأسعار الملتهبة.
كثيرة هي الأمثلة التي يمكن سوقها حول الفرق بين الخدمات التي يمكن للمسؤول الحصول عليها وبين تلك الملقاة إلى المواطن، والتي لا يملك بديلاً عنها، بسبب أوضاعه السيئة، فيما لا يوفر نفس هؤلاء المسؤولين فرصة التباهي بجودة تلك الخدمات و “تمنين” المواطن بها، دون أن يجربوها بأنفسهم إلا في بعض حالات “البروظة” والظهور الإعلامي.
هامش: الله يصلحو للسفير الصيني خربط الدنيا فوق روس المسؤولين عنا وفتح علينا باب المقارنة والحسرة.
اقرأ أيضاً: افتتاح معرض “دمشق” الدولي.. قيادي بعثي يصف رؤساء الجامعات بالبؤساء.. عناوين الصباح