الرئيسيةمعلومات ومنوعات

هل فعلاً غرائزنا تسيطر على سلوكنا بشكل شبه كامل؟

بعد ما تقرأوا المادة رح تعرفوا إنو أي حدا بيقلكم ماقدرت قاوم رغبتي: "كذاب"

هل فعلاً غرائزنا تسيطر على سلوكنا، من محاولة كبح الرغبة بضرب شخص، إلى كبح الرغبة في الهروب من المنصة نتيجة للخوف أو الخجل أثناء التكريم أو إلقاء كلمة. نواجه في حياتنا اليومية العديد من المواقف التي تتطلب منا كبح غرائزنا. فمن غير المنطقي أن نبقى نسير وراء غرائزنا مثل الخوف أو الجنس طوال الوقت!.

سناك سوري-استشارات طبية

نحن بحاجة إلى كبح وتأطير هذه الاستجابات الغريزية وفقًا للموقف المتعارض. ولكن هل هذا ممكن؟

في الحقيقة، المحرك الأساسي للغريزة يكمن في بنية موجودة في قاعدة دماغنا تسمى “الجذع الدماغي” فوق النخاع الشوكي. ولكن بالمقابل، لدينا بنية رائعة اكتسبناها عبر تطورنا وهي القشرة الدماغية الجبهية (PFC). وهي البنية التي ساهمت في تحويلنا من كائنات غريزية تعيش في الأدغال إلى كائنات إنسانية متطورة. (يعني لبّستنا كرافة، وبتعطينا الإمكانية لنصير مذوقين وولاد عالم وناس، ومنتجين بالمجتمع).

وقد لاحظ العلماء أن هناك اتصالات “مباشرة” بين الجذع الدماغي و PFC تضع كل محفزات السلوك الغريزي تحت سيطرة ومراقبة القشرة الدماغية الجبهية PFC.

ولكن علينا أن نلاحظ فكرة مهمة جدًا، فالقشرة الدماغية الجبهية توفر اتصالات مع منطقة في الجذع الدماغي تسمى PAG. ولذلك فإنه من السهل علينا كبح السلوك الغريزي. ولكنها لا توفر اتصالات قوية مع الوطاء مثلا -المسؤول عن المشاعر المصاحبة للسلوك الغريزي –.لذلك قد يكون من الممكن أن لا نضرب الشخص ولكن نظل غاضبين منه (منسمع كتير جملة كان عبالي اضربو!. كان عبالي إعملو قتلة حشك ولبك، ولكن غالباً ما بتصير وبتضل مجرد مشاعر، بفضل القشرة الدماغية الجبهية، لهيك سفئولا).

كبح السلوك

إذاً، نعم، نحن قادرون على كبح السلوك، ولكن ماذا عن المشاعر المصاحبة لهذا السلوك؟ يبدو أننا لا نستطيع. لذلك عادةً ما يشجع الأطباء النفسيون على قبول الشعور وعدم رفضه. (تقبلو انكم مزعوجين من أي شي، وعبرو عن هاد الانزعاج بطريقة ما تئذيكم)

حسنًا، إن كان بإمكاننا كبح سلوكنا، لماذا توجد الخيانة، والتصرفات العدائية، وما إلى ذلك؟

بصراحة، لا يمكننا إلقاء اللوم هنا على القشرة الدماغية الجبهية PFC، المشكلة هنا فينا وببيئتنا وتربيتنا. لأن PFC هو مستودع للقيم والعادات والمعايير، عندما تنمو بقيم عالية، مع تنمية الوعي الشعوري الذاتي ونحو الآخر. ستعطيك نتائج إيجابية تختلف كلياً عن تلك التي تجعلها عاجزة فقيرة بهذه القيم…

لقد غيرت القشرة الدماغية الجبهية من قواعد اللعبة، وحررتنا من السيطرة الكاملة للغريزة، لذلك أي فعل ضار تحت مسمى الغريزة هو فعل غير مبرر. ويدل على نقص في الوعي أو النضوج العاطفي أو نقص في القيم والأخلاق.

أعد المحتوى الدكتور “غدير برهوم” – موقع سناك سوري              

زر الذهاب إلى الأعلى