الرئيسيةفن

هل شهادة كشّاش الحمام غير مقبولة فعلاً في القانون السوري؟

يقال كثيراً أن شهادة كشاش الحمام غير مقبولة.. لكن هل هذا الرفض قانوني أم مجتمعي؟

سناك سوري – شاهر جوهر

“كشّ الحمام فن وأخلاق وذوق”، هذا ما يحبذ قوله ”أبو عكر“ أحد كشاشي الحمام في “القنيطرة” عن تلك الهواية لـ”سناك سوري”. فظاهرة كش الحمام أو الحميماتي ظاهرة قديمة في المجتمع السوري لها من يحبها، كما لها طقوس خاصة ورمزية لا يفهمها البعض.

في البداية لابد من التنويه بوجود فرق بين “مربي الحمام” العادي وبين “كشاش الحمام”، فمربي الحمام هو الشخص الذي يقتني الحمام من أجل الزينة أو الأكل وهو لا يلقى أي ملامة من المجتمع، أما “كشاش الحمام” فشخص آخر تماماً، له سماته ومحياه غير المليح وتربية الحمام بالنسبة له هوس وإدمان أكثر من كونها مجرد تربية.

 طقوس وعادات

أغلب “الحميماتية” لديهم قصّة شعر مختلفة، كتلك التي يطلق عليها أبناء الريف اسم “قصّة الأسد”، كما يتم نقش وشوم مختلفة على الساعدين أو عند العنق، بعبارات تمثل سنوات الضياع العشقي لديهم مثل تلك التي تقول “إن ما رجعتي يا سارة سوف أطعج السيارة” أو “عشانك يا ياسمين أدمنت التدخين”، ولا ننسى خاتم كبير في الإصبع الخنصر الصغير، مع إظفر طويل حتى تكتمل الصورة. وأهم من كل ذلك هو شحاطة الزنوبا، بدونها يكون تعبك كحميماتي قد ضاع سدى، كما يتضح من الحديث مع أغلبهم أنهم ممن يتعاطون الأدوية المخدرة، كما يحبذون الموسيقى الشعبية الصارخة و الحزينة، مثل أغاني المطرب الشعبي في الجنوب ”أبو سلطان“، و”فرج قداح“، و”سارية السواس“، و”فريحة عبد الله“ وآخرون.

اقرأ أيضاً:لن يلتفتوا لمطالبك إن لم تتلبّط وتصرخ أمامهم – شاهر جوهر

الكشّة أو الطيرة

هي مصطلح متداول في لغة الحميماتية، وتعني أن يقوم الشخص بتدريب بعض الطيور المميزة لديه على الطيران والتحليق العالي ولأبعد مسافة حتى يتمكن من اختطاف طيور أخرى في الجو، ما يؤدي لنشوب صراعات دامية بين كشاشي الحمام وهو مايدفعهم بشكل دائم للاجتماع فيما بينهم لمناقشة أساسيات وأخلاقيات المهنة، ووضع قوانين معينة فيما بينهم، لكن كثير منهم لا يلتزم بتلك القوانين.

يقول ”أبو الزيك“ لـ”سناك سوري” وهو أحد كشاشي الحمام ممن ترك تلك المهنة: « حتى لا أحلف كذباً كنت في كل كشّة أصطاد فيها طيوراً أقوم بوضعها في سطل مخصص للطيور الجديدة وأغلقه وعندما يأتي صاحب الطيرة للسؤال عن طيرته المفقودة أحلف له مئة يمين أني مسكت طيرته وقمت بإطلاقها بهذا الإتجاه، من ثم أشير بيدي له باتجاه السطل، فيعتقد صاحبها أني أطلقت سراحها نحو تلك الجهة، في حين هي لا تزال في السطل حبيسة لدي» وهذا أحد الأسباب الذي يجعل شهادة كشاش الحمام غير مقبولة اجتماعياً.

ما رأي الشرع والقانون في تلك الظاهرة ؟

أجمع الفقه الاسلامي على عدم قبول شهادة “كشاش الحمام”، أما في القانون السوري فلا سند قانوني لذلك، فلا توجد مهن مستقبحة ومهن مستحبة لأداء الشهادة، فيكفي في الشاهد أن يكون أهلاً لأداء الشهادة، حيث لم يرد في المادتان 60 و 61 من قانون البينات السوري أن هناك مانع على كشاش أو مربي الحمام في إدلاء الشهادة، ويقول المحامي “أكرم عواد” لـ”سناك سوري”:« أن القانون يترك للمحكمة حرية تقييم شهادة الشهود، فلها أن تأخذ بشهادة هذا الشخص إذا اقتنعت بصحتها، كما أن لها أن تسقط شهادته إذا لم تقتنع بصحتها».

اقرأ أيضاً:زوجتي ستحلبني إن عدت بلا “البقرة”.. كله من “ترامب”!-شاهر جوهر

تربية الحمام في القنيطرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى