هل تعلم ماهو الجاثوم في حياة السوريين؟

لم يعد الجاثوم في “سوريا” يزور ضحاياه ليلاً فقط

سناك سوري – شعيب أحمد

الجاثوم هو حالة نفسية تشبه الكابوس الطويل، يشعر فيها الشخص النائم أنه مستيقظ لكنه مشلول الحركة، يصرخ، ينازع في فراشه لتلك الحالة التي لا تتعدى الدقائق للتحرر من شيء ثقيل يجثم على صدره لكن لا أحد يسمعه، ويطلق عليه البعض اسم الرابوص أو أبو اللبيّد، أما الاسم العلمي له فهو أكثر رومنسية “شلل النوم”، أحياناً قد تتمكن من الأنين فيسمعك من هو بقربك فيسارع لإيقاظك، لهذا تؤمن بعض الشعوب بأن أرواحاً شريرة تقف وراء هذا الفعل، ففي الميثولوجيا الغربية يوصف بأنه ملاكاً طرد من الجنة بسبب شهوته الزائدة فيزور النائم ويجثم على صدره، لهذا تأثر به أدب الرعب وقرأناه في بعض مسرحيات “شكسبير” وصورت آلة السينما الكثير من أفلام الرعب حوله.

أما السوريون اليوم فيمتلكون جواثيمهم المختلفة، فمع أن السوريين القدماء آمنوا بأنه الجن الذي يقوم على خنق ضحاياه، إلا أن هذه النظرة تغيرت اليوم وبات هناك اختلافات كبيرة بين الجاثوم الذي يعرفه الإنسان العادي (زميلنا على هذا الكوكب) وبين الجاثوم الذي نعيشه نحن منذ عقود.

اقرأ أيضاً:هذا الشتاء قاسٍ جداً جداً – شاهر جوهر

لم يعد الجاثوم في “سوريا” يزور ضحاياه ليلاً فقط، إنما في جميع الأوقات، في الصحو والمنام أيضاً، كما على خلاف الجاثوم العادي لا يستمر لدقائق قليلة إنما يمتد لعمر كامل، لا يمنحك خلالها أي فرصة للراحة أو للصراخ لينقذك أحد من كابوسك المر هذا، إنما تخنق وجعك وأنينك في صدرك لتتماهى مع الدور.

قد يفاجئك الجاثوم السوري ويأخذ أشكالاً مختلفة، وقد يتصرف الجاثوم من حولنا بفردانية، فيهرب النفط والخضار والثروة الحيوانية ولو استطاع لهرّب الهواء الذي نتنفسه، فلك أن تجلس إذاً فوق تعبك وقهرك الآن وتتخيل كم من الجواثيم في حياتنا…..

عزيزي القارئ هذه البلاد تغص بالكثيرين ممن كانوا بشراً وحولتهم الحرب الى آلات وجواثيم ليسوا لطيفين ولا عاطفيين بما يكفي، الرجال من بقي منهم وتركته الحرب حيّاً لا زالوا على بداهتهم يغلفهم التغابي في الحصول على لقمة عيشهم، كل شيء هنا مرير وقاسي ومؤلم جداً.

فلا أعرف إن كنتُ، كانت، أو كنا جميعنا قد أسأنا الفهم، ففي هذا الوطن أشياء كثيرة قد يساء فهمها، لكن ما نحن على دراية به أنهم يخبرونا دوماً عبر وسائل الاعلام أن كل شيء جيد، تحت السيطرة وعلى ما يرام، وأنهم رجال واسعوا الحيلة وجذريون.

اقرأ أيضاً:لن يلتفتوا لمطالبك إن لم تتلبّط وتصرخ أمامهم – شاهر جوهر