الرئيسيةتقارير

هس عيب.. نساء يروينَ قصصهنّ مع الإفطار نتيجة الدورة الشهرية في رمضان

الدورة الشهرية ليست عيباً ولا أمراً يدعو للخجل.. فلماذا نخفيها بادعاء الصيام؟

“عيني بفنجان القهوة، لكن الخجل يمنعني”، تتملك “مريم” 34 عاماً، هذه الفكرة طيلة 7 أيام خلال شهر رمضان، هي موعد دورتها الشهرية. والتي تضطر للإفطار فيها خلال شهر الصوم الذي اعتادت صيامه. ودون أن تغيّر شيئاً في نمط الصيام خلال أيام دورتها الشهرية خلال ساعات دوامها الرسمي، “خجلاً” من زملائها الذكور كما تقول.

سناك سوري-وفاء محمد

تقول “مريم” لـ”سناك سوري”، إن فكرة “التمرد” كما تصفها تروقها جداً، وقد حاولت مراراً أن تقوم بتلك الخطوة وتطلب فنجان القهوة. إلا أن شيئاً ما كان يمنعها، فتخجل، وتضيف: «أكثر ما يضحكني أني نسوية، بالأحرى نسوية منظرة. حيث أتحدث وأنصح لكني لا أجرؤ على القيام بهذه الخطوة البسيطة جداً».

المشكلة الحقيقية لدى “مريم” أنها تدرك بأن وضعها هذا طبيعي جداً، ولا ترى أي مانع في إخفائه، إلا أنها تضطر لإخفائه وكأنه جريمة ترتكبها. فقط لأن كل من حولها يقمنَ بالفعل ذاته، وبالتالي فإنها تذهب مع الجموع كأي إنسان نمطي في هذه الحياة.

اقرأ أيضاً: قصة شابة تعرضت للتحرش من شقيقها ووالدها – لينا ديوب
هس عيب

ورغم أن “ميساء” 28 عاماً اقترحت على زميلتها تناول الفطور بشكل عادي في شهر الصيام، كونهنّ في فترة الحيض وفاطرات. إلا أن صديقتها نهتها عن ذلك وأخبرتها: “هس عيب هلا بيعرفوا”.

كانت “ميساء” كما تقول لـ”سناك سوري” تحتاج تشجيعاً بسيطاً من صديقتها لإتمام مهمة “التمرد ضد النمطية”. وحين لم تلقَ الاستجابة المطلوبة فضلّت الصمت والامتناع عن تناول الطعام، رغم حاجتها الماسة للسكريات خلال فترة الطمث.

مقالات ذات صلة
لا يهمني

بخلاف “ميساء” و”مريم”، لا تتردد “ديمة” 36 عاماً بتناول الطعام أو شرب القهوة، في دوامها الحكومي حيث تعمل، خلال الدورة الشهرية. فالموضوع طبيعي جداً، ولا يوجد ما يستدعي الخجل لتخفيه، فهو حالة طبيعية تمرّ بها كل النساء، فلماذا إخفاؤها بتلك الطريقة، وكأنها جريمة موصوفة.

ولا تخفي الشابة الثلاثينية، غضبها من زملائها الذكور في المكان حيث تعمل، والذين حين يرونها تتناول شيئاً رغم معرفتهم بصيامها. يغضون البصر ويحاولون ألا يثيروا انتباهها بأنهم رأوها. وتضيف لـ”سناك سوري”: «تتحول القصة إلى استفزاز كبير، وأجد نفسي أفعل كل ما يجب فعله للفت الانتباه، في الحقيقة ما أود قوله لهم، أن ما يحدث طبيعي هذا عالم النساء حيث نعيش وتعيشون معنا ولا يوجد ما يستدعي الإخفاء أو الخجل».

مجاهرة مع احترام الصائمين

تقول الصحفية والناشطة النسوية “لينا ديوب”، إنها لا تكترث بالمجاهرة بالإفطار خلال فترة الدورة الشهرية. حيث تدخل لغرفتها لشرب المتة، إلا أنها لا تدخن السيكارة حتى لا تنتشر رائحتها وذلك احتراماً للصائمين والصائمات من زملائها.

لا تجد “ديوب” أي مانع أو عائق للمجاهرة بالإفطار خلال الدورة الشهرية، وتحاول إقناع زميلاتها بالمجاهرة بمثل هذا الوضع. إلا أنهنّ يرفضنَ لأنهنّ غير مستعدات لتقبل نظرات الرجال، كما تقول وتضيف أنها تعرضت لنظرات غريبة عند المجاهرة بإفطارها إلا أنها لم تتحول لدرجة الحديث أو توجيه الانتقاد.

اقرأ أيضاً: النسوية والكراهية.. الرجال ليسوا أعداء – لينا ديوب

 

زر الذهاب إلى الأعلى