هربت من داعش ونجت من القذيفة وانتصرت على سرطان الثدي
“منار عبد الكريم” قصة إمرأة سورية واجهت السرطان وانتصرت عليه وتساعد الآخرين على مواجهته
سناك سوري – فاروق المضحي
نجحت الممرضة “منار عبد الكريم” من أبناء مدينة “دير الزور” في التصدي لمرض السرطان وقادت الحملة الأولى للكشف على مرض السرطان في المحافظة وهي اليوم تقدم من خلال عملها مع جمعية تنظيم الأسرة كممرضة وقابلة قانونية الدعم النفسي والنصائح للسيدات لتلقي العلاج وإجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر فهي لاتريد لحالتها أن تتكرر مع أحد آخر.
“عبد الكريم” الممرضة التي أجبرتها الحرب في مدينتها وحصار داعش على مغادرتها هرباً من الحصار في العام 2015 وجدت في رحلة غربتها الجديدة حصاراً من نوع آخر، وهو السرطان الذي اكتشفت إصابتها به بعد أربعة أشهر من استقرارها في منزلها الجديد بضاحية الأسد بمدينة “دمشق”.
اقرأ أيضاً:“سمر صومعي” طبيبة سوريّة تحدّت السرطان
تقول في حديثها مع سناك سوري:«خلال الشهرين الأوليين من وجودي في “دمشق” نجوت من قذائف الموت مرتين الأولى سقطت بجانبي ولكنها لم تنفجر وكتب لي عمر جديد وفي الثانية كنت على بعد أمتار قليلة ولم يصبني أذى، لكن بعد أربعة أشهر لاحظت وجود كتلة غريبة في صدري علماً أنا كنت مرضعاً لطفلي وفوراً بدأت إجراء التحاليل والفحوصات الطبية وكنت لوحدي دون مرافقة من أحد وعند اكتشافها كانت عبارة عن كتلة بحاجة إلى عمل جراحي سريع وبالفعل خلال أسبوع باشرت بتلقي العلاج».
معاناة الأم من المرض والعلاج رافقها آلام عدم قدرتها على احتضان طفلها الرضيع في ذلك الوقت وإرضاعه بالرغم من أنه لم يتجاوز عامه الأول تقول عن تلك الأيام:«رغم مرضي كنت أرافق خالتي المريضة كونها وحيدة، بينما كان ابني الآخر في الصف التاسع يعمل على تشجيعي بالقول إنه سيكون من الأوائل في المدرسة وأنني سأشفى من المرض وبالفعل مع مرور الايام نجح وكان ترتيبه الثالث على المدرسة وأنا شفيت من المرض»، وتضيف :«بعد انتهاء مرحلة العلاج الكيماوي استمريت بالخضوع للفحوصات الدورية كل أربعة أشهر وانا بحاجة لإجراء هذه الفحوصات لمدة خمس سنوات قادمة».
اقرأ أيضاً:“سوريا”.. سيدة تغلبت على السرطان ولخصت تجربتها في رواية
الإرادة وحب العائلة كانا السلاح الأقوى الذي مكنّها من مواجهة المرض إضافة إلى الدعم النفسي الذي قدمه لها زوجها لكن لمراحل العلاج ذكريات صعبة توضحها فتقول:«عندما أخذت الجرعة الرابعة من العلاج الكيماوي دخلت في غيبوبة لمدة خمسة أيام وطلب حينها الطبيب إيقاف العلاج لعدم تحمل الجسم وخوفاً من مضاعفات على جسدي، ولكن إصراري على إكمال المشوار كان أكبر وبالفعل تلقيت الجرعة الأخيرة ولكن على دفعات كما طلب الطبيب وبالفعل تقبلها جسدي ونجحت في إنهاء رحلة العلاج الكيماوي التي خضعت خلالها لـ ٣٤ جلسة أشعة أصابت جسدي بحروق من الدرجة الثانية».
“الممرضة “عبد الكريم” التي أنهت جلسات علاجها الكيماوي بالتوازي مع نهاية حصار مدينتها “دير الزور” عادت إليها مجدداً وعملت كمشرفة على الحملة الأولى للكشف المبكر عن سرطان الثدي في دير الزور ولاحقاً سلمت راية الإشراف وانتقلت للعمل كمساعدة للفريق إضافة لعملها مع جمعية تنظيم الأسرة.