“هالة شوكت” الحسناء التي هددت نجمات السينما المصرية
سناك سوري – عمرو مجدح
كانت إطلالتها الأولى على الجمهور العربي قبل السوري من بوابة السينما المصرية عام 1959 عندما اختارها المخرج المصري “عاطف الطيب” بطلة رئيسية في فيلمه “موعد مع المجهول”.
وقفت حينها “توركان شوكت” إلى جانب النجم العالمي “عمر الشريف” والراقصة “سامية جمال” تقول المراجع إن المخرج كان قد شاهد صورتها في إحدى المجلات أثناء حضورها مناسبة اجتماعية وقد اختارها لتكون بطلة رئيسة في فيلمه، ولم يكتف بذلك فقط بل اختار لها الاسم الذي ارتبط بها في كل مراحل حياتها اللاحقة “هالة شوكت”.
نجحت الفنانة السورية في أول حضور سينمائي لها ونجح الفيلم أيضاً، وقد لفتت الأنظار إليها بشكل واسع جداً وحظيت باعجاب المخرجين المصرين الذين وجدوا فيها موهبة هامة، حتى أن البعض ينقلون عن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة قولها:(هذه الفتاة “هالة شوكت” خطرة على السينما المصرية) في إشارة أنها ستسحب البساط من تحت أقدام نجمات السينما في مصر.
لم تستطع “شوكت” البقاء في مصر فالحنين إلى سوريا (الإقليم الشمالي آنذاك) أعادها إلى دمشق لكن هذا لم يبعدها عن المخرجين المصريين، فقدمت في العام التالي أي 1960 فيلم ” وطني حبي ” بطولة حسين صدقي يتحدث عن الوحدة بين مصر وسوريا.
لم تعرف “شوكت” السينما السورية قبل العام 1965 عندما التقت مع “دريد لحام” وقدمت معه فيلم “لقاء في تدمر”، تلاه “المليونيرة” وهو فيلم سوري لبناني مثلت فيه إلى جانب “صباح” و”دريد لحام”.
اقرأ أيضاً: بعد 17 عاما من يجمع سلاف فواخرجي وكاريس بشار (فيديو)
أول حضور درامي كان من خلال مسلسل “حمام الهنا” عام 1969 وأيضاً إلى جانب “دريد لحام”، وكان اسمها في هذه الأثناء يلمع ويتألق في الوسط الفني الذي دخلته من أوسع أبوابه.
“شوكت” لم تعد إلى “مصر” وفضلت البقاء في “سوريا” إلا أن السينما المصرية جاءت إليها من جديد عندما اختيرت سوريا ولبنان كمواقع لتصوير عدد من الأفلام التي تم ترشيح “شوكت” لبطولتها، وهي أفلام مشتركة منها ” جسر الأشرار ” 1970 مع “فريد شوقي وناهد جبر” تلاه ” الزائرة ” 1972 بطولة النجمة “نادية لطفي وعماد حمدي ومحمود ياسين” إخراج “هنري بركات” وكان اسمها الثالث في الشارة وتصدر اللوحات الإعلانية للفيلم.
كانت “شوكت” من عشاق السينما والمهتمين جداً فيها رغم ظروفها غير الجيدة في سوريا، وقد عادت إلى السينما السورية من جديد بفيلم “الخاطئون” الذي تقاسمت فيه البطولة مع نجمة الاستعراض والفوازير “نيللي” إخراج “سيف الدين شوكت”.
مسيرة “شوكت” الغنية بالمحطات لم تكن لتمر دون أن يكون لها وقفة مع المسرح الذي سجلت أهم حضور عليه في عام 1979 عندما لمعت في المسرحية الخالدة ” كاسك ياوطن” تأليف محمد الماغوط وإخراج دريد لحام.
اقرأ أيضاً: بالفيديو: كيف سيبدو الجزء الثالث من الفصول الأربعة؟
تبدو “شوكت” وكأنها كانت واحدة من رموز الشراكة في العمل العربي فحضرت في معظم الأعمال المشتركة المصرية السورية أو المصرية السورية اللبنانية، إضافة إلى مشاركتها عام 1981 في الفيلم التاريخي المصري – العراقي المشترك “القادسية” إلى جانب “سعاد حسني وعزت العلايلي”.
عندما بدأت الدراما التلفزيونية في التوهج كانت حجر اساس في أول أجزاء سلسلة ” مرايا ” مع “ياسر العظمة” وتحولت خلال هذه الفترة من أدوار الحسناء والفاتنة إلى أدوار الأم فقدمت شخصيات ونماذج لا تنسى في عدة أعمال منها ” أيام شامية ” ، “أبو البنات ” ، ” اليتيم ” ، ” الجمل ” ، “يوميات جميل وهناء ” ، العبابيد ” ، ” الخوالي ” ، ” ليالي الصالحية ” وعشرات الأعمال الأخرى.
على الرغم من البصمة المميزة التي تركتها ” شوكت ” إلا أن بعض المراقبين والنقاد اعتبروا خلال حديثهم لـ سناك سوري أن السينما المصرية خسرتها بعودتها إلى سوريا كما أن “شوكت” خسرت أيضاً حضورها في أهم السينمات العربية بزمن كانت أغلب الافلام فيه مأخوذة من روايات كبار الأدباء ما كان سيساهم في تخليد اسمها إلى جانب أبرز نجمات الوطن العربي من جيلها.
أما السينما السورية فيرى المراقبون أنها لم تعرف كيف تستثمر هذه الموهبة فكانت سينما ضعيفة حينها، أفلامها قليلة وتعتمد على جهود شخصية..
تميزت “شوكت” بمرونة كبيرة في التمثيل وقدرة على تقمص شخصيات متنوعة حتى أنها سجلت حضوراً فيسلسلة أفلام كوميدية خفيفة الظل كالتي كان يعتمدها دريد لحام ونهاد قلعي في بدايتهما.
وفي ختام مسيرتها ظلت “الأم الحنونة” إلى أخر نفس لها، فكان آخر ماقدمت دور الأم المصابة بالزهايمر في مسلسل “كسر الخواطر”، لتغادر هذه النجمة المشعة عالمنا عام 2007 عن عمر يناهز 77 بعد أن ملأت الشاشة ضحكاً وجمالاً لتطوي صفحة مهمة في تاريخ نجمة من نجوم السينما السورية والعربية خلال عقود.
اقرأ أيضاً: نورمان أسعد نجومية حتى في الغياب