الرئيسيةشخصيات سورية

“نوال الحوار” ابنة بادية الشام التي اعتلت المنابر

حب الترحال لم ينسيها يوماً أنها بدوية من بلاد الشام وأجنحتها كانت أبعد من أسوار مدينة القامشلي

«تذكرت نخلة موجودة في حديقة بيتنا في “القامشلي” أمي تسميها “بلقيس” كانت مزروعه تحت شرفتي، كنت افتح نافذتي وأراقب النخلة وهي تعلى وكنت أقول في نفسي سترتفع هذه النخلة يوما وتصل إلى ما تريد وأنا ما زلت، كان هناك سباق بيننا هي تعلى وأنا أهوى الترحال ، ينبت لها السعف وتعشعش عليها العصافير وأنا أجمع الكتب والحقائب كي اسافر».

سناك سوري – دمشق

بتلك الكلمات عبرت الشاعرة السورية “نوال الحوار” أو ابنة “بادية الشام” كما تحب أن تعرف عن نفسها وهي تحكي في برنامج “خوابي الكلام” ٢٠١٦ قصة ترحالها من “القامشلي” إلى “بيروت” ومدن العالم التي لم تنسيها يوما أنها بدوية من بلاد الشام، وترافقها كلمات الشاعر الفلسطيني “محمود درويش” وهو يقول لها : “البدو اصواتهم لا تنسى.. وجمالهم”.

تعتبر الشاعرة الترحال هوية وتربط ذلك الحب للسفر بانتمائها لقبيلة “طي” العربية قائلة : «عرف عن البدو حب الحل والترحال أينما يجدون الماء والكلأ يقيمون رغم اني ولدت في مرحلة الاستقرار من عمر البدو في مدينة مأهولة بالسكان كان دائما لدي نزوع للسفر وأفكر متى اسافر كانت أجنحتي التي نبتت أبعد بكثير من أسوار مدينة “القامشلي”».

نوال الحوار

جاءت فرصة “الحوار” الأولى للسفر في وقت كان فيه المجتمع ومحيطها في المنطقة أكثر تحفظا على خروج الفتيات فتأتي الأسئلة على شاكلة “وين رايحة البنية”؟ وتقول: «اذا خرجت الفتاة لزيارة صديقة أو السوق يسألوها كيف ذهبت، فكيف الحال اذا ذهبت إلى مدينة مثل “بيروت” و”بيروت” لها صيتين ، الصيت الثقافي والأدبي والشعري وحفظ اللغة والتراث والصيت الآخر له علاقة بعالم الفرح والليل والسياحة والجمال وكان هذا نوع من “التابوه” لدى أهالينا».

أما عن سبب اختيارها لـ”بيروت” تقول صاحبة ديوان “تغريبة الغزالة”: «كانت الأديبة السورية “غادة السمان” قرأت كتابي “الجسد حقيبة سفر” و”لا بحر في بيروت” وبدأت أفكر أن “بيروت” ستعطيني فرصة لأكتب الشعر رغم أن الشعر وقتها كان محظورا أكاد اكون أول امرأة من “بادية الشام” اعتلت المنابر وقرأت الشعر. في البادية نساء قالوا الشعر أقدم مني بمئات الأعوام ولكن ظل حبيس المنطقة».

عن لهجتها البدوية التي لم تغيرها رغم اقامتها الطويلة في بيروت تقول: «أنا جئت إلى بيروت واندمجت مع هذا المجتمع وانصهرت تماما ولكن فيما بعد، مع الجلوس مع الذات وجدت أني لو ظللت محافظة على لهجتي سأكون أكثر صدقا مع نفسي والآخر وأكثر تعبيرا ، درت ثلاث أرباع الكرة الأرضية وما زلت أقول “حيل” بمعنى تأكيد الزيادة، عندما أقولها أشعر اني عبرت أكثر».

“نوال الحوار” شاعرة وإعلامية سورية من مواليد مدينة “القامشلي” حصلت على الدكتوراه في التاريخ من “الجامعة اللبنانية” في “بيروت” أصدرت عددا من الدواوين الشعرية منها “قهوة المساء”و”القطا في مهب العطش”و”تغريبة الغزالة”.

اقرأ أيضاً: غادة السمان.. جرح عتيق خلف رحيلها عن دمشق

زر الذهاب إلى الأعلى