نقابات السويداء تتحرر من قبضة البعث وتدعو لحكومة انتقالية ودستور جديد
نقابي يدعو المغموسين بالنظام السابق أن يحيدوا أنفسهم عن النقابات لعامين
طالب تجمع نقابيي السويداء حكومة تسيير الأعمال ضرورة الإسراع في التحضير لتشكيل الحكومة الانتقالية وأن تكون ممثلة لكل أطياف الشعب السوري. وذلك بعد سقوط النظام وتحرر نقابات السويداء من قبضة حزب البعث.
سناك سوري-رهان حبيب
وفي جلسة نقابية واسعة دعت لها نقابة المهندسين، تبادل النقابيون في المحافظة الأفكار في لقاء تشاوري لوضع رؤية مشتركة لمستقبل سوريا.
“النقابيون” دعو لتشكيل حكومة انتقالية تمثل أطياف الشعب السوري وتعد لجنة صياغة دستور جديد وتحضر لانتقابات عامة وحرة. كما أكدوا على ضرورة تنظيم العمل النقابي.
المهندس “وليد شعيب” الذي أدار الجلسة بدأها بالشكر لثوار سوريا على تحرير البلاد وللنساء السورييات على دورهن.
ودعا “شعيب” نقابة المحامين التي أصدرت أول بيان في الجبل أيدت خلاله الثورة إلى المساهمة في وضع مسودة الدستور الجديد للبلاد.
هل تبرز النقابات كلاعب أساسي في سوريا الجديدة؟
النقابات التي تحررت من سطوة حزب البعث وهيمنته، تستطيع اليوم العودة إلى أهدافها الرئيسية في الدفاع عن أعضائها ومصالحهم. وقالت المهندسة “إيناس غزي” خلال التجمع، إن النقابات أحدثت للدفاع عن أصحاب المهنة الواحدة. وهي تنظيمات مبنية على مفهوم التضامن. مشيرة أنه عام 1980 تم حل النقابات السورية ومنذ ذلك الوقت يتم اختيار المجالس النقابية بموافقات أمنية. وأضافت أن السوريون يجب أن يدركوا قوة المجموعات البشرية المنظمة.
المهندس الشاب “سموءل الجرماني” بيّن أن الأولوية المحافظة على وحدة الأراضي السورية وحماية الممتلكات العامة وممتلكات الجيش السوري. وأعرب عن رفضه لكل الأجندات التي يمكن أن تفرض على السوريين. داعياً إلى إطلاق الحوار المشترك للانتقال السلمي للسلطة وصياغة دستور جديد يمهد لنقابات حرة ديمقراطية.
وقالت المهندسة “غادة الشعراني” أن الديمقراطية بلا علمانية هي صناديق اقتراع تعيد إنتاج أسس المجتمع التقليدي نفسه، حيث تنتصر الأكثرية العددية على الأقلية فيه، وهذا ما كرسه النظام المخلوع دوما. والعلمانية بلا ديمقراطية تتحول بفلسفة السياسة إلى ما يسمى بإلحاد الدولة، ونحن لا نطالب بالإلحاد، بل بالحياد تجاه كل العقائد والأيديولوجيات والانتماءات.
البعث أفرغ النقابات من محتواها
بدورها قالت الصيدلانية “سحر عز الدين”، إن النقابات السورية أفرغت من محتواها منذ سيطر عليها حزب البعث. وأضافت أن البعثيين انفسهم كانوا مظلومين حين يقدمون طلب انتسابهم وترشيحهم الذي كان بمثابة إهانة كبيرة على حد تعبيرها.
وتابعت: «كإمراة لايمكن لأي رأي الغاء مشاركة نساء السويداء نحن نستقبل الزائر ونشارك الرجال ولن نقبل وضع حدود لمشاركتنا في بناء سوريا».
ودعت المهندسة “لميس منذر” إلى عقد مؤتمر وطني لإعداد مسودة قانون على مستوى كل نقابة. بحيث يعزز استقلاليتها. ومن وجهة نظرها لم تحصل النقابات على الاستقلالية أو الحرية بعد. فهذا يستلزم خطوات جدية على الأرض مثل وضع مسودة قانون ينظم عمل النقابات.
أما المهندس “بيان صالحة”، فطالب بتنحي كل مهني تجاوز الخمسين من عمره، ودعا إلى الاعتماد على الشباب. بينما طالبت الشابة “لجين قطرب” من نقابة العمال التخلص من ثقافة الإقصاء والمنع. واعتبرت أن هذا التجمع أول خطوة للحراك السياسي الحقيقي لنتعلم ماذا تعني دولة علمانية حديثة وكيف نرى الدولة القادمة.
أما “سليمان الكفيري” معلم متقاعد، فأكد أنه لا بديل عن الحوار والتلاقي فسوريا لكل السوريين.
وفي نهاية اللقاء، اتفق الجميع على إصدار بيان مفتوح تضمن العديد من البنود أهمها، مشاركة النساء والحرص على وحدة الأراضي السورية، والإسراع بتشكيل الحكومة الانتقالية.