نازحو عفرين أمام طريقين .. أحلاهما مرّ

النساء والأطفال مسموح لهم فقط بالعودة إلى “عفرين” .. وآخرون عاجزون بالتوجه نحو مدينة “حلب”
سناك سوري – متابعات
قال عدد من نازحي “عفرين” في شمال “سوريا أن الدخول إلى مدينة “حلب” شبه مستحيل بسبب الأتاوات العالية التي يدفعونها على الحواجز التابعة للقوات الحكومية، والتي تصل إلى مئات الآلاف من الليرات السورية من أجل الحصول على موافقات أمنية للعبور. في حين قرر عدد آخر منهم المغامرة والعودة إلى مناطقهم المحتلة من قبل الجيش التركي و”قوات درع الفرات”، خاصة بعد سماعهم عن توطين الخارجين من “الغوطة الشرقية” في مناطقهم.
وذكرت عدة مصادر محلية اليوم: «إن قرار الخروج من البلدات الشمالية مثل “نبل والزهراء” المكتظة بالنازحين، والذهاب باتجاه مدينة “حلب” بات أمراً شبه مستحيل بسبب عدم القدرة في الحصول على الموافقة الأمنية من حواجز القوات الحكومية المتواجدة بالقرب من هذه البلدات، والتي يطلب عناصرها مبالغ قد تصل لنصف مليون ليرة. وكانت “الأمم المتحدة” قد ذكرت في تقرير لها أمس الأول أن أعداد النازحين من المنطقة يزيد عن 137 ألف نازح، استقر عدد كبير منهم في بلدات “نبل والزهراء”، وفي مدينة “تل رفعت” وجوارها وسط ظروف إنسانية سيئة.
اقرأ أيضاً عناصر “فيلق الرحمن” يستولون على منازل أهالي “عفرين”
ووسط هذه المعاناة قرر عدد من هؤلاء المشردين العودة إلى منازلهم في “عفرين” على الرغم من صعوبة المهمة، والخوف من تبعيات ذلك، ولكنهم اصطدموا بطريقين أحلاهما مر، حيث ذكرت المصادر المحلية أن الطريق الأول الذي يجب على العائدين سلوكه يمر من منطقة “كيمار”، ومن خلال الحاجز الذي أنشأه “الجيش التركي”، والذي لا يسمح إلا بدخول النساء والأطفال فقط، وهو ما يجعل قرار ترك العائلة بلا رجل مأساة كبيرة لا قدرة لأحد على تحملها. والطريق الثاني يمر من بلدة “نبل” التي يتواجد عليها حاجز القوات الحكومية الذي يتقاضى الأتاوة مقابل السماح للنازحين بالمرور إلى الحاجز التركي.
ويتوزع النازحون من عفرين في عدة قرى على خطوط التماس بين القوات العسكرية في شمال حلب، من بينها الزيارة وماير وأبين، حيث يقطنون في المساجد والمدارس والمنازل الخالية والمأهولة التي تؤوي معظمها عدة عائلات، وسط تراجع كبير في الخدمات الأساسية والرعاية الطبية.
ويصطدم النازحين أيضاً بضعف المساعدات الطبية التي تقدمها المنظمات الإنسانية، و”الهلال الأحمر”، وخاصة بالنسبة للمصابين بالأمراض المستعصية، والتي يجب إخلاءهم لتلقي العلاج المناسب، فعلى الرغم من الجهود المضنية التي يقوم بها أفراد هذه المنظمات، إلا أن الحمل كبير عليهم، نظراً للأعداد الكبيرة من المرضى والمحتاجين للمساعدات الطبية والغذائية.
ووسط هذه الظروف المأساوية تبقى فرص النجاة من هذا الوحل شبه معدومة، خاصة للذين يقررون الهروب من هذا الجحيم، فقد يحرم هؤلاء من المساعدات المقدمة لهم، في حال قرروا العودة إلى مكان نزوحهم القديم.
اقرأ أيضاً 137 ألف نازح من “عفرين” .. والأمم المتحدة تحذر من موجات نوح قادمة