ميديا غانم أدارت ظهرها للانتقادات وانطلقت على دراجتها
الصحفية “ميديا غانم” عملت على إقناع المجتمع المحلي بأن القيادة ليست حكراً على الرجال
سناك سوري – عبد العظيم عبد الله
«مو ناقصنا غير البنت تسوق بسكليت…الناس مو شبعانة خبز وأنت راكبة بسكليت»، تدير “ميديا غانم” ظهرها لتلك الكلمات، التي تسمعها وهي تقود دراجتها في شوارع مدينتها “القامشلي” بمحافظة “الحسكة”، متنقلة فيها بين العمل والمنزل وأداء الواجبات المختلفة.
الشابة العشرينية، لا تكترث كثيراً بانتقادات يوجهها لها البعض كونها تستقل الدراجة، تقول وتضيف لـ”سناك سوري”: «قيادة الدراجة كان حلم الطفولة بالنسبة لي حيث كنت أقودها في الشارع، أسقط أرضاً وأتألم، وأتابع قيادتها، لكني اليوم وجدت الوقت المناسب لتحقيق حلمي، وحلم كل فتاة تطمح بقيادة الدراجة فقررت إطلاق حملة خاصة لتشجيع الفتيات على ركوب الدراجات واسمها “بدي بسكليت”».
حملة “غانم” بدأتها عبر صحيفة “روناهي” المحلية، التي تعمل بها كمراسلة ومحررة منذ 4 سنوات، تضيف: «قبل شهرين كتبتُ مادة صحفية بعنوان “بدي بسكليت”، أشجع خلالها الفتيات لقيادة الدراجة الهوائية، وجدتُ تفاعلاً وتجاوباً منهنّ، تشجّعت أكثر، بدأت بنفسي واشتريت دراجة في أول يوم من احتفالية مناهضة العنف ضد المرأة، وصرت أستخدمها في تنقلاتي».
تعليقات البعض القاسية على ركوب “غانم” للدراجة، شكلت نوعا من التحدي عندها، كما تقول وتضيف أنه اليوم اقتنع كثيرون، بأن القيادة ليست حكراً على الرجال، «شرحتُ الأسباب التي تجعل قيادة الأنثى للدراجة ضرورية، فهي من أنواع الرياضات، توفر الوقت، وتخفف من ضجيج الآليات، و وسيلة نقل سريعة ومفيدة ومهمّة و تساهم في حماية البيئة ونظافتها».
تضيف: «بعد الزاوية الصحفية في الجريدة، أطلقت هاشتاغ على صفحات التواصل الاجتماعي (بدي بسكليت)، انضمت لي العديد من الفتيات، لكن بحذر وخوف، و طلبوا مني الاستمرار في حملتي حتى تخفيف حدة المعارضة من قبل المجتمع المحلي للأمر».
اقرأ أيضاً: سيدة سورية تعمل بلف المحركات بعمر 56 وتلقب بالنحاسية
على مدار 60 يوم أعدت “غانم” لأول بطولة ماراثون للدراجات على مستوى المنطقة، والذي أقيم في “عامودا” منتصف كانون الثاني الجاري، بمسافة 3 كيلومتر شاركت فيه 25 فتاة، وقد استغرق التحضير له الكثير من الوقت والجهد حيث أمنت بنفسها كل مايلزم من النواحي الإدارية والتنظيمية والموافقات وتدريب المشاركات، منوهة بالتعاون الذي لاقته من الجهات المسؤولة.
تقضي “غانم” أغلب تنقلاتها في شوارع المدينة وأحيائها عبر الدراجة التي أصبحت رفيقتها اليومية مهما كانت ظروف الطقس، وقد شكل الماراتون الذي وصفته بالناجح، نقطة انطلاق قوية بالنسبة لها ودفعها للتفكير بماراتونات دورية أخرى في المنطقة مستقبلاً، مشيرة إلى أن طموحها هو تشكيل فريق نسائي خاص للدراجات الهوائية من بنات المنطقة والمشاركة من خلاله ببطولات على مستوى “سوريا” وأبعد ربما.
تروي “غانم” قصص فتيات حرمتهن العادات والتقاليد من ركوب الدراجة التي كانت ستمكنهن من تحقيق أحلامهن، ومنهن تلك التي تركت المدرسة لأن مدرستها بعيدة عن منزلها ولاتوجد وسلية نقل خاصة، وأخرى تخشى ركوب الدراجة لتصل لدورتها التعليمية لتتمكن من تحصيل علمي جيد، مؤكدة أن هذه القصص شكلت بالنسبة لها حافزاً كبيراً ودافعاً قوياً لتمضي في رسالتها لتشجيع الفيتات على ركوب الدراجات بالرغم من المعارضة من قبل الكثيرين وبعضهن نساء.
اقرأ أيضاً: أماني حمصي سيدة سورية تصيد الطيور والطرائد