خرجت صحيفة “المدن” اللبنانية برواية مجهولة المصدر تتحدث فيها وبالتفاصيل عن اعتقال الوزير السابق “عمرو سالم”.
سناك سوري _ دمشق
واكتفى موقع الصحيفة بنقل الرواية المحبوكة كفيلم بوليسي. عن “مصدر” ( هيك مصدر حاف بدون أي صفة أو هوية). وقد “أكّد” هذا المصدر أنه تم اعتقال “سالم” بتهمة التعامل مع المخابرات الأمريكية.
المصدر لم يكتفِ بهذه المعلومة فحسب. بل راح يفصّل ما يحدث في التحقيقات المزعومة. والتي قال أنها بيّنت تورط الوزير بقضايا فساد وصفقات مشبوهة.
هل يقف المصدر هنا؟ بالطبع لا. بل إنه ولشدّة اطلاعه ومعرفته وكشف الحجاب عنه. عرف من حيث لا يدري الآخرون أن الرئيس السوري “بشار الأسد” كلّف رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء “علي مملوك” بالإشراف على التحقيق مع “سالم” ( وهون ما في حل إلا يكون المصدر ثالثهما لحتى عرف هالمعلومة).
المصدر ( أبو العرّيف اللي كان وقت الحادثة). ذهب أبعد من ذلك وقال أن “الأمن الوطني” داهم مزرعة الوزير السابق في “الصبورة” وعثر على ما يقارب 800 مليون دولار و6 مليارات ليرة و2 كيلو غرام ذهب عيار 21 ( ونلاحظ هنا دقّة المصدر في قياس عيار الذهب وذكائه في عدم اختيار عيار 24 مثلاً لتزيد المصداقية).
وتابع المصدر الحديث عن مزيد من التفاصيل كمنع عائلة الوزير من السفر. والبدء بالحجز على أمواله وغيرها من لوازم الرواية واكتمال أركان الفيلم.
اقرأ أيضاً:عمرو سالم ينفي خبر اعتقاله: لا يوجد اتهامات ضدي
لكن من أين أتى موقع “المدن” بمصدره؟ المفاجأة أن المصدر هو الموقع المدن ذاته. أي أن الموقع وصل لسبقٍ صحفي عبر نقل خبر مبني على استنتاجه هو ولكن قبل أيام.
فقد نشر الموقع يوم 2 نيسان الجاري. بعد إقالة “سالم” مقالاً كان قد وضعه في خانة مقالات الرأي. أي أنه مجرد تحليل وليس معلومات. لكن هذا الرأي مثل أي طبخة نضج بعد فترة وصار معلومات موثوقة.
مقال الرأي ذلك. تحدّث عن وثيقة تم تداولها عبر فايسبوك وزعم ناشروها أنها صادرة عن مكتب الأمن القومي في “سوريا” عام 2005. وتتهم الوزير “سالم” أنه كان يلتقي بجهات أمريكية رسمية تتبع لوكالة المخابرات المركزية. خلال عمله مع شركة “مايكروسوفت”. فضلاً عن اتهامه بلقاء دبلوماسيين إسرائيليين مرتبطين بـ”الموساد”.
ورغم رداءة صيغة الوثيقة المزعومة وضعف محتواها. فإن كاتب مقال الرأي حينها بنى عليها نظريته. وإن كان قد أظهر تردداً في تبنيها الكامل لكنه حاول تعزيز مصداقية الصفحات التي نشرتها رغم أنها صفحات غير رسمية باعترافه.
الخلاصة في ما فعله موقع “المدن”. هو أنه بنى فرضية على وثيقة غير رسمية وحلّل من خلالها سبب إقالة الوزير “سالم” بدايةً. ثم توسّع في تخيّل صحة ما ذهب إليه فخرج برواية عن اعتقال الوزير ومصادرة أمواله وما إلى ذلك. في خطوة أبعد ما تكون عن المصداقية والمهنية وأقرب ما تكون إلى الهزل وعدم احترام عقول الجمهور.
وتجدر الإشارة إلى أن الوزير سالم نفى بشكل مباشر وعلى لسانه صحة الأنباء المتداولة.
اقرأ أيضاً:عاجل: مرسوم رئاسي بتعديل حكومي شمل وزير التجارة عمرو سالم
https://www.youtube.com/watch?v=WwkW_WNa2lg