موظفو السلطة الرابعة مشغولون بلقمة عيشهم
إعلاميون يتهافتون على عقود لثلاث أشهر … وآخرون مشغولون بمديح المدراء ومواجهة كل مين يتناول فسادهم
سناك سوري- خاص
يضطر مراسل إحدى القنوات الفضائية الحكومية في محافظة “حماة” للتجول القسري كل ثلاثة أشهر بين مؤسسات المحافظة الخدمية الذين وافق مدرائها على توظيفه بعقد “3 أشهر” براتب 16 ألف ليرة سورية ليتمكن من تأمين دخل إضافي، في ظل ضعف الأجور والرواتب التي يتقاضاها الإعلاميون العاملون في المحطات المحلية والإعلام الرسمي، على عكس زملائهم مراسلي المحطات العربية والعالمية الذين يتقاضون رواتبهم بالدولار.
الأمر السابق جعل من الإعلاميين مرهونين لأولئك المدراء الذين باتوا أرباب عملهم الإضافي، وعلم “سناك سوري” أن أحد مراسلي المواقع الالكترونية في محافظة “السويداء” فوجئ خلال قيامه بإنجاز تحقيق خاص به عن قضية فساد في مؤسسة حكومية بالكم الهائل من المديح الذي حظيت به المؤسسة في مختلف وسائل الإعلام الحكومية وعلى مدى أسبوع كامل مما اضطره لتأجيل التحقيق على الرغم من امتلاكه الوثائق والأدلة اللازمة، مايؤكد ارتهان بعض صحفيي القطاع العام للمدراء.
المراسلون المذكورون نموذج عن مئات مراسلي وسائل الإعلام السورية الذين نجحت الحكومة السورية في تحويلهم من العمل الصحفي وشغلتهم بقضية تأمين لقمة العيش بعيداً عن الإبداع والعمل الصحفي وممارسة دورهم كسلطة رابعة في الرقابة وكشف الفساد.
يقول أحد المراسلين لـ “سناك سوري” طالباً عدم ذكر اسمه: «نحن كمراسلين للمحطات المحلية لا نحصل إلا على 5% من دخل مراسلي المحطات العربية والعالمية في سوريا مع أننا نقوم تقريباً بنفس العمل خصوصاً لدى تصوير المعارك والاشتباكات، ناهيك عن أن أولئك المراسلين مدللين عند الجميع بخلافنا».
إعلامي آخر تذمر من كون رئيس قسمه الجالس خلف مكتبه طيلة الوقت يتقاضى ضعف راتبه، رغم أنه هو من يقوم بالعمل الميداني وشهادته جامعية بينما رئيس قسمه موظف على الثانوية، فالواسطة تلعب دورها في هذا الموضوع كما يقول.
الصحفيون السوريون الذين يعملون بظروف وجهود خاصة يتساءلون عن أسباب عدم منحهم الرواتب التي تتناسب مع طبيعة عملهم وجهدهم وتليق بتسمية “السلطة الرابعة” التي لاسلطة لها على نفسها في ظل ظروف العمل غير المناسبة التي جعلت الكثير منهم رهينة لولي نعمته الذي يصرف له مكافأة أو راتباً يسد العجز الحاصل في أجره الذي يحصل عليه من الحكومة.
موظفو الحكومة من فئة الصحفيين الباحثين عن مصدر رزق إضافي غابت عنهم روح الإبداع والمبادرة وتوجه البعض منهم لأعمال خاصة أخرى، تاركاً مهمة الإعلام لذوي الحظوة والجاه من مدراء ورؤساء مكاتب الذين يحصلون على أعلى الأجور وهم في مكاتبهم المكيفة قابعون يوزعون المهام على الهاتف ويحيكون الخطط الإعلامية ويصطادون هفوات صغار المهنة الذين على الأرض يعملون.
اقرأ أيضاً : في عيد الصحافة السورية.. المسؤول يأكل “الكيك” والإعلامي يتحسر!