موسم قطاف الزيتون.. ما بين صراخ عامر والمؤثرات الصوتية لسلفة رحاب
كأنو سيران.. ما هو سر تلك البهجة التي تصيب السوريين خلال موسم قطاف الزيتون؟
لم يمضِ أقل من 48 ساعةً على سقوط المطرة الأولى، حتى صحيت اليوم على أصوات “أبو نضال” و”أبو علي”، في أرضهم المجاورة لمنزلي مجتمعين لبدء موسم قطاف الزيتون.
سناك سوري – ياريتني حواشة
فقد اعتادت العائلتان المتجاورتان في “مصياف” ويبلغ عددهم قرابة الـ40 شخص، على التعاون فرحاً بموسم الزيتون بأرضهم المشتركة. ضمن جو أسري تسوده المشاحنات و الضحكات، والكثير من الشتائم الموجهة نحو أصغرهم “عامر”. الرافض للجلوس هادئاً، معتبراً أنه مدعو لحضور سيرك عائلي.
من جهتي، لم تعد عائلتي توجه لي بطاقة دعوة للتواجد معهم في هذا التجمع. (يعني سلموا أمرهم لله، ماني حواشة نشيطة)، إلا أن أصوات التجمع عندي أخف وطأة من جيراني. فقد صَحيت اليوم في تمام الساعة السابعة صباحاً مذعورة من صراخ “عامر” (يلي بلش نهارو بقتلة).
اقرأ أيضاً: المعضمية تُزرع بالسرو والزيتون… الحرب مرت من هنا
بدأ دوامي الأون لاين حيث أعمل محررة. وبدأت أشكو لزميلتي هول الضجيج الكائن بجواري، لتخبرني بنكبتها هي الأخرى كضحية جانبية لهذا الموسم. فليست من المشاركين بقطافه، إلا أن عملها أكبر وقالت لي (ياريتني معهم ولا عم يصير فيني هيك).
استرسلت “رحاب” التي تباشر دوامها معي. بعد أن تكون حضرت الإفطار وقهوة الصباح للعاملين من عائلتها في قطاف الزيتون. لتعاود مباشرة عملها والإشراف علينا والتدقيق والكتابة، (لتخطف رجلها شوي وتشوف اذا لازمهن شي). ومن ثم تكمل عملها، وباعتبار أنها ليست من فريق “الحواشات”، أوكل إليها ترتيب وتنظيف بيوت المشاركين في غيابهم. وتحضير وجبة الغداء ومن ثم استقبال طفلتها وتدريسها وإطعامها وكله خلال يومها. مع مؤثر صوتي من قبل “سلفتها” (ليش رحاب ماعم تساعدنا).
اقرأ أيضاً: MTN ترسل موظفيها إلى موسم قطاف الزيتون
بعدها فهمت أمنيتها تماماً، (يعني هي ضريبة يلي ما بقطف زيتون وبشارك بهالمناسبة العائلية الخضرا). لأرى أن الله أصابني برحمته واكتفيت بضجيج عائلتين وبكاء “عامر”.
إلا أن السؤال المشترك الذي اتفقنا عليه، ماهو سر تلك البهجة التي تصيب السوريين خلال موسم قطاف الزيتون. وماهو مصدر الطاقة المشتعلة لمثل هذا الطقس (بعيد عن انو محصول الخير وحب الأرض وما لف لفيلفه). تتساءل مواطنة ما بتحب “حواش الزيتون”.