مواطن فاعل يمتطي أعلى ما في خيله:
سناك سوري – داليا عبد الكريم
ليس من المعيب أن نقول أن الأزمة التي دمرت كل شيء بالعمق نجحت في إعطاء المواطن السوري قيمته “الشكلية”، فمن زمن ماقبل الأزمة حيث كان المواطن يقاسي الأمرين دون أن يجرأ التذمر والشكوى ويكتفي بمطالب “محقة” تعود إليه مع كتاب خطي “انتظر قرار اللجنة”، إلى زمن الأزمة حيث يقاسي المواطن الأمرين والثلاثة والأربعة والمئة ويجرأ على البوح وتحويل صفحات الفيسبوك إلى ساحة معركة بينه وبين الحكومة دون أي رد من قبل الأخيرة وكأنها تقول “أعلى مابخيلك اركبوا ولك خيي المواطن”.
لكن يحكى أنه ومع بدء الأزمة السورية عاد مواطننا المدعو “1” إلى منزله تملؤه العظمة بصدر منتفخ غطى على معدته الخاوية، هرول مسرعاً إلى مرآة الحمام المكسورة بفعل الزمن والحاجة وبدأ يتحسس معالم وجه الأجعد بعينين يملؤهما الفخر.
وبينما هو على هذه الحال فاجأته الزوجة بثيابها الرثة بالقول شبك يارجال؟، رد عليها بسخط وحنق وغضب بددا الفخر الذي كان مفعماً به منذ لحظات: لو سمحتي قولي يامواطن صار اسمي مواطن من هلا وطالع فهمتي؟.
الزوجه باستغراب ملوحة بملعقة الطبخ: لشو بقا؟
الزوج منتشياً بفرحة النصر: يامرة كل عمرو مديري بيقلي تعا يابجم روح يابجم إلا اليوم قلي يامواطن خليك فاعل.
الزوجة بإعجاب: ما أحلى هالحكي بس دخلك شو يعني مواطن فاعل؟
الزوج بنفس حالة النشوة: فاعل يعني ….. “وحين استوعب أنه لا يعلم المقصود بالكلمة أو معناها”، عمقلك قلي يامواطن وإنت لسه بتسأليني عن شو يعني “فاعل” شبك يامرة شيلي هم طنجرة المجدرة شوي من مخك وركزي معي.. مواطن أنا صار اسمي مواطن.
الزوجة “بدونية”: إيه إن شالله يكون في من وراها زودة راتب.
الزوج: إيه يامرة هالأزمة سرقت ولادنا .. لك سرقت رواحنا.. بس عملتنا مواطنين.
اقرأ أيضاً: باسم ياخور: تمنينا أنا ونضال سيجري عدم عرض ضيعة ضايعة