رسالة معرض دمشق الدولي تفيد بتأجيل الانتحار لما بعد المعرض
أراد المواطن “المشحر” أن يبحث عن معلومة ما حول معرض دمشق الدولي. والتي من شأنها أن تهبه بارقة أمل في واقع أفضل. وتسائل “ياترى هالمعرض المطبولة الحكومة فيه شو رح يقدملي أنا وهالشعب؟ كما انو شو هيه رسالة معرض دمشق الدولي النا؟”.
سناك سوري-دمشق
وفجأة وقعت عينا “المشحر” على تصريح لرئيس الحكومة عماد خميس. والذي قال فيه إن رسالة معرض دمشق الدولي التي يحملها في دورته الـ 59. هي أن الدولة السورية تتعافى بشكل سريع. ومعاملها وورشاتها وحقولها تعود للإنتاج والعمل بشكل فعال.
لكن صفن “المشحر” تلك الصفنة. كما أزفر زفرةً طيرت الصحيفة الرسمية التي يقرأ بها. وقال في نفسه: “تتعافى وين؟ يعني سوريا الحكومة هي غير سوريا المواطن؟. لك ياعمي شو تتعافى ماتتعافى. علي الحلال عم نلفظ أنفاسنا الأخيرة. ووينو هذا البلد الذي يتعافى بموت شعبو من الجوع والفقر والحاجة. والله ياخميس إنك متل ماري انطوانيت. لما مابتلاقي خبز بتاكل بسكويت. مارح قلك شو عم ناكل نحنا حضرتك أدرى. أصلاً كل عمرها الحكومة أدرى”.
التقط “المشحر” الصحيفة التي طارت بفعل الزفرة التي زفرها. وعاد يكمل بقية تصريح رئيس الحكومة الذي قال به: “كما يجب أن نكون شركاء للجيش العربي السوري في الانتصار وصنع المستقبل الأفضل لشعبنا وللأجيال القادمة. ومن أجل ذلك قطعنا عهدا على أنفسنا أن نقدم معرضا دوليا استثنائيا. يليق ببلدنا وتاريخه وعراقته وعشقه للحياة والسلام”.
وهنا تذكر المواطن “المشحر” ابنته التي زوجها مضطراً بعد أن تركت جامعتها. فلا طاقة له بتعليمها ولا حتى بإطعامها وقد أفقدتهم الحرب منزلهم. وأفقدتهم الحكومة لقمتهم. بحث طويلاً عن ذاك المستقبل وتلك الأجيال. حتى وقعت عيناه على سكين أمامه أراد أن يلتقطه ليغرسه في قلبه ويستريح. لكنه عاد وتذكر أن معرض دمشق الدولي سيفتتح اليوم وسيقدم “سندويشة فلافل لكل زائر“. فقرر ادخار الانتحار لأن القادم أعظم.