من بياع ذرة إلى ممثل.. حياة محمد الأحمد تغيرّت بالكامل
ثعبان صغير كان يربيه في علبة وقف وراء دخوله عالم التمثيل.. “محمد الاحمد” يكمل عامه الـ41 اليوم
سناك سوري – دارين يوسف
دخل الفنان “محمد الأحمد” عالم الفن عبر مسلسل “هولاكو”، وخلال مسيرة فنية تجاوزت الـ18 عاماً قدّم للدراما والسينما أكثر من 52 عملاً دارت مضامينها عن معترك الذات الإنسانية، من العشق إلى الانتقام وصراع الخير والشر بما فيها أدمى مشاكل العصر كالصراع السياسي والحروب.
يصادف اليوم 27 شباط، ميلاد الفنان “محمد الأحمد” الـ41 الذي وصل إلى مهنة التمثيل، بعد أن خاض غمار العمل بعدة مهن بدءاً من بيع الفول والذرة على عربية في سن صغيرة برفقة شقيقه الأكبر الفنان “أحمد الأحمد”.
ثم عمل بمفرده في مهنة الحلاقة النسائية، وصولاً إلى الوقوف أمام كاميرات المخرجين وأولهم المخرج “باسل الخطيب” في مسلسل “هولاكو”، وبعدها التحق بـ”المعهد العالي للفنون المسرحية” في “دمشق” عام 2005 لينهل أسس وقواعد الفن بشكل أكاديمي.
اقرأ أبضاً: تيم حسن حياة شخصية مثيرة للجدل… ظهر بالجرو وتصدر بالهيبة
“محمد الأحمد” أتقن العزف على عدة آلات موسيقية ومنها “العود” وكانت رغبته الأولى دراسة الموسيقى، لكن ثعبان صغير كان يربيه تسبب بتغيير مسار حياته، وذلك عندما خرج الثعبان من علبة زجاجية وتسبب بالخوف لوالدته، وحاول إعادته إلى العلبة لكنه جرح يده جرحاً عميقاً ماحرمه دراسة الموسيقى.. حالته تلك سببت له الاكتئاب ليقترح عليه أخيه الفنان “أحمد الأحمد” دخول المعهد.
أتقن “الأحمد” أدوار الضابط بعد تجسيدها في مسلسلات “عناية مشددة”، “بلا غمد”، والمحقق “ورد” في “مقابلة مع السيد آدم”، بالإضافة إلى لعبه أدوراً متنوعة ومنها مركبة في الدراما السورية مثل “الظاهر بيبرس”، “أشياء تشبه الحب”، “يوم ممطر آخر”، “الحوت”، “رجال الحسم”، “قلبي معكم”، “أنا القدس”، “وادي السايح”، “المصابيح الزرق”، “حدث في دمشق”، “نساء من هذا الزمن”، “امرأة من رماد”، “دومينو”، “أحمر”، “صدر الباز”، “غرابيب سود”، “فرصة أخيرة”، وغيرها.
رغم تعدد أعماله الدرامية إلا أن “محمد الأحمد” بقي ولاؤه الأول لشغفه بالسينما عن ذلك تحدث “الأحمد”، في لقاء عبر إذاعة “المدينة اف ام”، عام 2018 أن رصيده السينمائي هو ما يهمه فعلاً ويفخر به، وأن يذكره المشاهد بدور واحد في السينما أهم بكثير برأيه من أي دور في التلفزيون، منوهاً بأن نصف مشاركاته التلفزيونية نادم عليها، ولكن لم يكن هناك مجال آخر، خصوصاً أن الفنان أحياناً يختار بين السيء والأسوأ.
كما أشار في تصريح آخر لشبكة “سكاي نيوز” عام 2020، أن السينما لو كانت في أوجها كان فضّلها على الأعمال التلفزيونية باستثناء الأعمال المكتوبة بنفس لغة السينما لاسيما أن أدوات السينما والتلفزيون باتت حالياً متقاربة بفارق وحيد وهو النص المكتوب، «وكم نحن قادرين على وضع كامل جهدنا لإخراج لحظة حقيقية مدروسة بعناية وليس صدفة».
من الأفلام السينمائية التي قدمها “الأحمد”، “دمشق يا بسمة الحزن”، “بوابة الجنة”، “مريم”، “رجل وثلاثة أيام”، “مطر حمص”، “درب السما”، “نجمة الصبح”، وعلى خشبة المسرح شارك بـ”وعكة عابرة”.
اقرأ أيضاً: عابد فهد.. خطأ واحد حرمه عمل الإخراج الإذاعي فانطلق للتمثيل
أما عن الجرأة في الدراما، قال “الأحمد” في حوار لموقع “لها” عام 2017: «أنا مع الجرأة في العمل، لكن معظم ما نراه اليوم يظهر بشكل مبتذل.. الجرأة سيف ذو حدّين، فهي موجودة ونريد معالجتها درامياً، لكن في المقابل هناك عائلات تتابع الدراما، ولذلك فهي مشكلة.. وبالنسبة إليّ إذا قبلت المشاركة في أعمال الجرأة، أشترط ألا يخدش دوري الحياء، أي أن أُجسد شخصية جريئة موجودة في الواقع لكن بعيداً عن الابتذال».
من الدراما المحلية إلى الدراما المشتركة حقق “محمد الأحمد” نجومية في العالم العربي من خلال اشتراكه بالبطولة في مسلسل “عروس بيروت” بجزأيه الأول والثاني، حيث جسدّ شخصية “آدم”.
عن نجاحه في “عروس بيروت” تحدث “الأحمد” لبرنامج ETبالعربي مؤخرا، أن دوره في المسلسل هو لشخصية مركبّة وصعبة وأحبّها الناس الأمر الذي وضعه أمام مسؤولية في اختياره للأدوار القادمة التي سيلعبها، في ذات الوقت أن يتم اختياره لأدوار فيها إشكالية، ومهمة هي من الأمور المحببّة له، بحسب تعبيره.
كما أشار خلال اللقاء نفسه إلى أنه لايُحب أن يصنعه الدور الذي يؤديه، مبيناً أنه لايوجد أي دور من الأدوار التي قدمها قد صنعه، وإنما حاول بكل شخصية جسدّها أن يصنع فيها شيء.
من الناحية الشخصية، أكدّ “الأحمد” أن أسوأ يوم في حياته هو اليوم الذي توفى فيه والده، كما تعرض لتجربة صعبة، حيين توفيت شقيقته الكبرى التي كانت بمثابة والدته بين يديه.
اقرأ أيضاً: أسعد الوراق.. نقطة البدء والنهاية في رحلة هاني الروماني
على الصعيد العاطفي، “الأحمد” لم يتزوج حتى الآن لذلك لاحقته الشائعات المتعلقة بالخطوبة عدة مرات، وكشف سابقاً أن أكثر مايكرهه في المرأة الغيرة، والشك، وهما الصفتان اللتان سببتا بخسارته لعلاقة حُب، مؤكداً أنه لن يتزوج سوى بامرأة يُحبها، دون النظر للمزايا أو العيوب.
في السياق نفسه، صرح الفنان “محمد الأحمد” صرح أواخر 2020 في برنامج MBC Trending أنه يعيش قصة حُب، وعندما يحدث ما يستوجب إعلانه للجمهور على هذا الصعيد، سيفعل ذلك.
يشار إلى أن “محمد الأحمد” ابن مدينة “مصياف” في “حماه” من مواليد 1979 درس “الأدب العربي” في “جامعة البعث”، قبل دراسته في “المعهد العالي للفنون المسرحية”، ومن هواياته إلى جانب الموسيقى ممارسة الصيد.
اقرأ أيضاً: “ياسين بقوش” عرف أصوله الليبية بالصدفة وتوفي بفعل قذيفة