الرئيسيةشباب ومجتمع

براءة اختراع سورية.. طبق اللبنة الطائر

الحليب مع الكعك بات رفاهية والحلول المتاحة اختصار الكمية

تحاول “امتثال” 45 عاما من “السويداء”، الاحتيال على أولادها بوضع ملعقة صغيرة من اللبنة مع قليل من رب البندورة، وتطيبها بالنعنع اليابس، وبعض نقاط الزيت لتخفيف استهلاك اللبنة، كان هذا قبل أن يرتفع سعر كيلو الحليب إلى 2000 ليرة لكنها الآن تفكر بحيلة جديدة أو الاستغناء عن طبق اللبنة فقد أصبح رفاهية.

سناك سوري-رهان حبيب

تضيف “امتثال” لـ”سناك سوري”، أن عائلتها تحتاج شهرياً لـ5 كيلو من اللبنة، وتقول: «هذا لم نتمكن من الحصول عليه منذ سنوات فكيف الآن بعد أن أصبح سعر الكيلو 11 ألف ليرة».

لكن “هنادي” 52 عاماً، وبعد أن اشترت 10 كيلو من الحليب ودفعت 20 ألف ليرة، أبدت استغرابها وسألت الحلاب عن أسباب ارتفاع سعره بعد أن كان قبل أيام 1500 ليرة، ليخبرها أن السبب هو ارتفاع ثمن العلف، فما كان من “هنادي” إلا أن دفعت المبلغ مما تبقى من راتبها الذي لا يتجاوز الـ100 ألف ليرة، ودخلت على زوجها وولديها تخبرهم أن هذه الكمية يجب أن تكفيهم الشهر كله حتى يطل الراتب القادم برأسه.

ارتفاع أسعار جديد للحليب والباعة تخلو عن وضع التسعيرة

تضيف: «تعودت في بداية كل شهر شراء كمية من الحليب تتراوح بين 15 و20 كيلو من الحليب لأعد اللبنة، واختصرتها هذا الشهر لكن يبدو أنني الشهر القادم لن أشتري مع العلم أن هذه الكمية لا تكفي أكثر من عشرة أيام مابين سندويش للمدرسة وفطور للأولاد، وطبعا أنا وزوجي ليس أمامنا إلا الزيت والزعتر إن وجد».

اقرأ أيضاً: أسعار الحليب ترتفع أسبوعياً.. مربو الأبقار: ليس باليد حيلة!

تخلى غالبية الباعة عن وضع قائمة بسعر الحليب ومشتقاته، خصوصا أن سعره ليس ثابتاً عند 2000 ليرة، ففي بعض مناطق “السويداء” يباع بـ2300 ليرة، وهذا ما دفع بـ”وجيه” من قرية “المجيمر” وهو موظف حكومي، للقلق من حساب كمية الحليب التي يحتاجها طفليه الصغيرين بعمر 4 و6 سنوات، وقال لـ”سناك سوري”، إنه اتفق مع الحلاب أن يزوده بكيلو كل يومين، طبعا الكيلو يكفي وجبة واحدة للطفلين مع بضع حبات من الكعك.

وأضاف: «تحتاج عائلتي شهرياً، ثلاثين ألف حليب الأولاد ومثلها للبنة اي ان ستون ألفا من الراتب ستذهب للألبان والأجبان وسنعيش براتب زوجتي وماتبقى، مع أننا الراتبين باتا أقل بكثير مما نحتاج»، يتوقع الزوج اليوم أنه سيختصر من كمية الحليب التي يحتاجها طفليه، وهو مكره على ذلك، وقال إن “طبق اللبنة” سيطير كما سبقته العديد من الأصناف الغذائية الأخرى التي من المفترض أن لا بديل عنها.

مشكلة “وجيه” يتشاركها معه غالبية السوريين، نتيجة الارتفاع المتكرر لسعر الحليب ومشتقات الألبان والأجبان، حيث يقول “مرهف” 33 عاماً ويعمل بنقل الحليب من قرية “ولغا” إلى مدينة “السويداء”، إن عدد كبير من الزبائن اختصروا مشترياتهم من الحليب إلى النصف، والأمر لا يعود لعدم حاجتهم له إنما لعدم القدرة على الشراء.

وأدى رفع سعر كيس العلف البالغ 50 كيلو إلى 105 آلاف ليرة كسعر وسطي، لوضع المربين والمستهلكين بوضع صعب، يلجأ المربون خلاله للتخفيف من الاعتماد على العلف من خلال بدائل أخرى مثل العشب، بينما لا يجد المستهلك وسيلة سوى بتخفيف الاستهلاك.

اقرأ أيضاً: سوريا.. ربط الراتب بالحليب الوطني الحل الأمثل للموظفين

زر الذهاب إلى الأعلى