منظومة الإسعاف في “سوريا” تبحث عمن يسعفها
مسعفون بلا سكن ولاتعويض عمل وآخرون تركوا مصدر رزقهم لكثرة الصعوبات فيه
سناك سوري – متابعات
يضطر المسعف “يوسف” ومثله كثيرون من العاملين في منظومة الإسعاف لاستئجار منزل قريب من مكان عمله بسبب بعده عن مركز إقامته في حين ينام سائق سيارة الإسعاف الذي يعمل معه بسيارته في ظل عدم توفر سكن خاص للكادر أو الممرضين أسوة بالعاملين في قطاع الصحة من ممرضات وممرضين وأطباء في الأقسام الأخرى.
بدوره المسعف “جهاد” قال:«هناك ظلم كبير يلحق بنا بسبب غياب طبيعة العمل والمكافآت حتى أننا لانحصل على وجبة إطعام ولا لباس عمالي ولا أدنى مقومات العمل على الرغم من الصعوبات التي نعاني منها الحضور في منتصف الليل لإسعاف إحدى الحالات، موضحاً أن معظم زملائه تركوا العمل لعدم وجود ما يشجعهم على الاستمرار أو البقاء بالرغم من دراستهم سنوات طويلة».
وبالرغم من أهمية دورهم في إنقاذ حياة الناس وطبيعة عملهم الصعبة فإن الجهات المختصة لم تجد حتى اليوم الصيغة المناسبة لـتأمين حقوقهم العمالية حيث يقول الدكتور “توفيق حسابا” مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة:«للأسف هذا الكادر مظلوم لجهة طبيعة العمل فمنذ عام 2007 و نحن نكافح لحصوله على طبيعة العمل ودائماً يكون الجواب”للتريث”، حيث يضاف للتمريض تعويض 2%، أما السائق فليس له أي طبيعة عمل، والوجع الأكبر الذي نعاني منه أنه ليس له إطعام في قانون المشافي لا يعدونه كادراً طبياً إنما ينظر له على أنه وحدة إدارية لأنه ليس في المشفى».
وأضاف في حديث نقلته جريدة تشرين المحلية:«بالرغم من المحاولات و المراسلات، سواء لمجلس الوزراء أولأي جهة معنية، لم نحصل على نتيجة، ومؤخراً قدم معروض إلى مجلس الشعب من أجل إقرار إطعام هؤلاء العناصر ولكن للأسف لا جواب مع العلم أننا نسعى لإطعام (1200)شخص في كل “سوريا”، وهو ليس عدداً كبيراً وهؤلاء الأشخاص يعملون في الطرقات وفي المناطق الحدودية».
سيارات الإسعاف وطواقمها التمريضية تنتشر في مناطق مقطوعة لاسير فيها ولامطاعم أو بقاليات تمكنهم من الحصول على الطعام ولابد من تأمين المواد الجافة لهم على الأقل مثل”سكر وزيت ومعلبات” خلال فترة مناوبته وهو أمر تحرمه منه القوانين والتعليمات القاصرة التي تتجاهل في بعض الأحيان حقوق العمال ومطالبهم الوظيفية.
ويتساءل عمال منظومة الإسعاف التي خسرت خلال الحرب جزءاً كبيراً من كادرها وسياراتها عن دور نقابات العمال وإداراتهم المعنية في البحث عن حقوق العمال التي يسمعون عنها في كل خطاب تاريخي، آملين أن تنتفض هذه النقابات والإدارات قريباً في وجه القوانين التي حرمتهم من حقوقهم فهل من مجيب؟
اقرأ أيضاً : منظومة الإسعاف السورية تحتاج من يسعفها