مزارعون باعوا ممتلكاتهم لتغطية تكاليف الزراعة
سناك سوري – رهان حبيب
تراجع عدد مزارعي البندورة في قرية “قيصما” بريف “السويداء” بعد الخسائر التي لحقت بهم نتيجة غلاء تكاليف الإنتاج وقلة الدعم الحكومي، وبعد أن كان في القرية 47 مزارعاً منذ أعوام قليلة، بقي منهم اليوم 37 مزارعاً فقط.
انخفاض العدد بدأ منذ العام 2017 حيث اضطر الفلاحون في ذلك الوقت لبيع منتجاتهم بخسارة قاربت 20 بالمئة حسب ما أكده المزارع “فارس غنام” وهو من أوائل المزارعين الذين توجهوا لزراعة البندورة في القرية، خلال حديثه مع سناك سوري حيث قال:«في ذاك الموسم كان كيلو البندورة يباع بـ50 ليرة وتكلفة إنتاجه تزيد عن سبعين، هنا ظهر حجم تراجع الدعم، وزادت أعباء الفلاحين ومنهم من باع من أملاكه لتعويض الخسائر التي ظهرت بارتفاعات غير مسبوقة بأسعار الأدوية والأسمدة التي تتبع للقطاع الخاص، إلى جانب تكلفة المحروقات، وغلاء اليد العاملة».
اقرأ أيضاً:سوق الكفر… يحيي الزراعة ويحل أزمة تسويق المحصول
تحمّل الجمعية الفلاحين الغلاء وعدم مراقبة أسواق الأسمدة والأدوية مسؤولية العبء المالي الكبير وتطالب بدور أكبر للمصرف الزراعي والجمعية الفلاحية وفق “أمجد نصر” رئيس الجمعية الذي بيّن أن سعر كيلو السماد ارتفع عشر أضعاف والأدوية باتت تحت تصرف شركات محددة، بالتالي أصبح الفلاح يزرع بخسارة، وعلى سبيل المثال هذا العام لم يتمكن المصرف الزراعي في “صلخد” من تأمين أي نوع من السماد في الوقت الذي ارتفع سعر الكيلو من 850 إلى 2200 ليرة.
مازوت مدعوم وأخر بلا دعم خسائر إضافية
يقول “نصر”: «يضطر المزارع لشراء المازوت بسعر 300 ليرة لليتر بالنسبة للأراضي غير المنظمة أي المساحة التي زرعها الفلاح زيادة على المساحة التي تحددها مديرية الزراعة، مع العلم أن سعر ليتر المازوت المدعوم 175 وهذا يرفع تكلفة الإنتاج، والأخطر أن المزارع يبيع كيلو البندورة بذات السعر الذي يباع به منتج الأراضي المدعومة، ولن ننسى ضعف التسويق ففي نهاية الموسم خلال السنوات الماضية انخفض السعر بشكل حاد، وبيعت البندورة بخسارة للمعمل بسعر لا يوازي عشرة بالمئة من سعر كيلو رب البندورة».
حرمان المساحات غير المنظمة من السعر المدعوم خللٌ طالب المزارعون والجمعية الفلاحية بتعديله حسب “نصر” علّه يخفف من تكاليف الإنتاج علماً أن الوسيلة الأجدى للتخفيف من عبء المحروقات أن تعتمد مديرية الزراعة واتحاد الفلاحين الكشف الحسي لتحدد وفقه المساحات المزروعة لمنح كل المساحات المزروعة المازوت بسعر المدعوم خاصة أن طاقة الآبار جيدة.
اقرأ أيضاً:قرى عطشى في السويداء.. والآبار معطلة حتى إشعار آخر
اتحاد الفلاحين بانتظار الرد
توزيع المازوت المدعوم على الفلاحين هو فقط للمساحات المرخصة حسب ماقاله “راكان الصحناوي” عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين موضحاً أن المساحة تحدد وفق شروط ترخيص البئر، بينما يتكفل اتحاد الحرفيين بالتوزيع للمساحات غير المنظمة.
يقول “الصحناوي”: «مطلب الفلاحين باعتماد الكشف الحسي لصرف المحروقات لكل المساحات المزروعة بالسعر المدعوم رُفع ضمن مذكرة للوزارة مدعوماً برأي الاتحاد بالحاجة لذلك، حمايةً للفلاحين ولغاية تاريخه لم تردنا أي تعديلات، لكننا بالنسبة لمشاريع “قيصما” وكافة القرى مازلنا نمول بالمازوت موسم الزراعات الشتوية لهذا العام بالشكل النظامي، وقد بلغت الكمية 4450 ليتر مازوت حسب الحيازات المرفوعة كل شهر، وهذا نوع من الدعم وفق الممكن بهذه الظروف».
اقرأ أيضاً:قرية سورية تحقق الاكتفاء الذاتي وتتغلب على الجفاف والفقر