الرئيسيةتقارير

منتجات زراعية تباع في المحافظات أقل بمئات الليرات للكيلوغرام الواحد

أكثر من 400 ليرة سورية فرق كغ البطاطا بين سعر السوق وسعر الشراء من الفلاح مباشرة.. سناك سوري يرصد نتائج البيع من الفلاح للمواطنين مباشرةً

سناك سوري – مراسلون

أطلق اتحاد الفلاحين في محافظات “طرطوس” و”حمص” ودير الزور” و”السويداء” و “درعا” مبادرة خاصة لتسويق المنتجات الزراعية من المنتج إلى المستهلك دون أي وسيط تجاري أبرزها محصول البطاطا والتي كان لها انعكاسات متفاوتة على المواطنين والفلاحين في المحافظات المذكورة.

ومن “طرطوس” انطلقت الشاحنات المحملة بالبطاطا والخضار المتنوعة المزروعة في السهل إلى عدد من القرى الريفية بالمحافظة وإلى عدد من المحافظات السورية حيث يقول رئيس اتحاد فلاحي طرطوس المهندس “مضر أسعد” في حديثه لسناك سوري، إنه تم حتى اليوم تسويق مايقارب 540 طن من البطاطا المنتجة بسعر يتراوح بين 300 – 400 ليرة سورية إلى مختلف مناطق المحافظة والمحافظات الأخرى.

لافتاً إلى أنه لا يوجد مناطق محددة تستهدفها المبادرة لكنها تتجه بالغالب نحو المناطق الريفية حسب حديث “الأسعد” علماً أن الاتحاد ينتظر مبادرة رؤساء الجمعيات الفلاحية ولجان المناطق والأحياء التي تنسق وتتابع عمليات التوزيع في بقية مناطق المحافظة التي لم تطالها المبادرة حتى الآن.

ويوضح أسعد أن عمليات التسويق امتدت إلى محافظات أخرى منها محافظة “القنيطرة” بمعدل حوالي عشرين طن حتى الآن منذ بدء المبادرة، وكذلك إلى “دمشق” و “اللاذقية” و “حمص” و “درعا”، بينما كان نشاط اتحاد فلاحي “السويداء” و”ريف دمشق” أكبر حيث فاق استجرارهم حتى الآن الثلاثين طن منذ بدء الحملة.

اقرأ أيضاً:ناشط يُبين أسباب غلاء البطاطا ويتحدث عن فساد في صفقات الاستيراد

إيقاف كسر الأسعار

مبادرة اتحاد الفلاحين ساهمت حسب ما أكده المزارع “محمود علي” ابن “سهل عكار” في طرطوس بتخفيف حجم الخسائر التي كان يتعرض لها الفلاحين كل عام نتيجة انخفاض سعر منتجاتهم، كما ساهمت بإيقاف كسر الأسعار حين الوفرة، في حين وجدها “فايز شداد” أب لأسرة مؤلفة من سبعة أبناء خطوة مهمة للحد من التلاعب بالأسعار من قبل التجار الذين يحققون أرباحاً خيالية على حساب المواطن والمزارع فقد اشترى كيلو البطاطا من اللجنة التي تتسلم عملية التوزيع في ريف مدينة “بانياس” بمبلغ 350 ليرة سورية وهو أقل بحوالي 200 ليرة سورية من سعر المادة في السوق والتي تم بيعها بمبلغ يترواح بين 550 – 600 ليرة سورية بتاريخ يوم الاثنين 21/4/2020.

اقرأ أيضاً:البطاطا على خطى الحمضيات وخد الفلاح نحو مزيد من اللطمات

حمص تنتظر

مبادرة اتحاد الفلاحين في “حمص” لم تكن شاملة فهناك أحياء كثيرة ماتزال تنتظر مرور سيارات الخضار والفواكه المحملة بالخضار الطازجة القادمة من المنتج إلى المستهلك مباشرة والتي استهدفت حتى اليوم فقط أحياء “الشماس – وادي الدهب- المهاجرين – العباسية – دير بعلبة – المخرم الفوقاني”.

مختار حي “النزهة”  “شوقي الحسين” أكد أنه لم يستلم أي تبليغ بخصوص المبادرة لكن لجنة الحي طبقت قرار مجلس المدينة القاضي بتخصيص أسماء باعة الخضار والفواكه الذين يرغبون بالبيع خلال أوقات منع التجول وبالأسعار التي حددتها مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك والعملية قائمة بشكلٍ يومي، لكن “فادي سلوم” أحد المقيمين في الحي ذكر لنا عدم مشاهدته لأيَّة سيارة خلال فترة الحظر.

رئيس اتحاد الفلاحين في “حمص” “يحيى السقا” قال في تصريح لـ سناك سوري :« أنه تم شراء المحاصيل الزراعية من الفلاحين عبر الروابط الفلاحية المنتشرة في مناطق مختلفة من المحافظة وعددها سبعة أما البيع فكان بالجملة والمفرق حسب توفر الإمكانات من سيارات وكوادر بشرية وتوفيراً للوقت والجهد من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين».

وعن أسعار المواد يقول:«مادة البطاطا من النوع الأول بعناها بسعر 350 ليرة سورية في حين كان سعرها بالسوق 450 للنوع الأول والخيار تم بيعه سعره 250 ليرة في حين كان سعره 400 ليرة فيما كان هناك فرق واضح في أسعار مادة اللبن التي تم استجرارها من الفلاحين أيضاً حيت بيع البقري منه بسعر 500_600 ليرة و1000 ليرة للغنم،وقد وصلتنا شكاوى الأخوة المواطنين عن عدم وصولنا إلى مناطقهم وهذا يعود كما ذكرت لنقص الإمكانات، لكننا ننسق مع الاتحاد العام في “دمشق” بشأن فتح مراكز بيع دائمة في مراكز المدن ونحن بانتظار الموافقة من مجلس المحافظة ومجلس مدينة “حمص” لتحديدها والبدء فيها لتتحول هذه المبادرة من حالة التجربة إلى واقع فعلي ومستمر».

اقرأ أيضاً:الحكومة تتدخل: 10 بالمئة هامش ربح للفلاح بس التاجر مين بيحدد ربحه

بديلاً عن السوق المحلية

في يومها الأول بتاريخ 12 نيسان الجاري بدت مبادرة اتحاد الفلاحين في “دير الزور” خجولة لكنها اليوم أصبحت مطلباً من مطالب أهالي مدينة “البوكمال” بشكل خاص، حيث وجدوا فيها بديلاً عن السوق المحلية حيث تشرف الرابطة الفلاحية على عملية تنظيم بيع المواد من المزارعين مباشرة إلى المستهلكين في الساحة الرئيسية التي تم تخصيصها لهذه الغاية في مدينة “البوكمال” وفقاً لما أكده “احمد الحسن” رئيس الرابطة في حديثه مع سناك سوري، موضحاً أنه تم توزيع أكثر من ١ طن كوسا و١ طن ثوم و٥٠٠ إلى ٨٠٠ كيلو كوسا وخس حوالي ٥٠٠ كيلو ويتم العمل مع الجمعيات الأخرى لتبادل المواد وذلك لتخفيف الأسعار وسيتم توسيع المبادرة لتوزيع منتجات أخرى حيوانية مثل اللبن والجبنة.

المبادرة مستمرة حسب “الحسن” بعد النجاح الذي لاقته والإقبال على شراء المنتجات، فالمزارع راضٍ كونه لم يتغير عليه شيء يبيع بضاعته بنفس السعر الذي كان يبيعه للتجار في حين لمس المواطن فارقاً في الأسعار، يقول”معروف الراوي” أحد أبناء المدينة أنه اشترى كيلو الفول بسعر ١٠٠ ليرة بينما يباع في السوق بـ ١٥٠ ليرة والثوم بـ ٣٠٠ ليرة فيما يباع بالسوق بسعر ٥٠٠ ليرة والكوسا بـ ٢٠٠ ليرة بدلاً من ٣٢٥ ليرة وغيرها من المواد كالبصل والخيار والبطاطا والبندورة.

خلقت نوعاً من التوازن

اتحاد الفلاحين و بالتعاون مع المؤسسة السورية للتجارة في “درعا”  استجر أيضاً من محافظة “طرطوس”  أنواعاً مختلفة من الخضار لبيعها للمستهلك مباشرة كما يتم استجرار مواد من الفلاحين في ريف المحافظة وبيعها في صالات السورية للتجارة وقد لاقت رضا الكثير من المواطنين يقول “وسيم محاميد” وهو من سكان درعا : «خلقت نوعاً من التوازن بين أسعار الخضروات بشكل يرضي المنتج والمستهلك.»

اقرأ أيضاً:الحمضيات تسلم راية الهموم الفلاحية للبطاطا

تبادل الخضار بين المحافظات ومن المنتج إلى المستهلك مباشرة جاء أيضاً خلال المبادرة واستطاع كسر حلقة الوسيط بين المزارع والمستهلك حسب ماقاله “محمد الجندي” عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين في “درعا” ومنها الخس والخضار والجزر التي تم تسويقها للمحافظات القريبة.

“خلود عويمر” من أبناء مدينة “درعا” طالبت باستمرار المبادرة خلال شهر رمضان كونها ساهمت بانخفاض ملحوظ وواضح في الأسعار حيث وصل كيلو البطاطا إلى 400 بينما كان 600 ليرة، والبندورة 550 بينما كان سعرها 800 ليرة والخيار 250 بينما كان سابقاً  600 والفليفلة 900 بينما وصلت إلى 1500 ليرة.

عملية استجرار الخضار مستمرة من “طرطوس” حسب ما أكده مدير السورية للتجارة في “درعا” المهندس “عمر السعدي” موضحاً أن المؤسسة اشترت مايقارب 11 ونصف طن من الخضار وتم بيعها في صالات المؤسسة التي لاقت إقبالاً كبيراً كونها ذات نوعية جيدة وبأسعار منافسة.

سياسة جديدة

وفي “السويداء” يؤكد المواطن “ناصر أبو زيد” أنه اشترى كيلو البطاطا التي تم توزيعها أمس الثلاثاء من قبل سيارات اتحاد الفلاحين بالمحافظة بمبلغ 375 ليرة سورية في حين وصل سعرها في باقي المحلات ضمن المحافظة إلى 800 ليرة سورية، ويأمل زيادة الكميات لتعم الأسواق أو اتباع هذه الآلية لأنواع أخرى من الخضار لتخفيف عبء شراء الخضار والفاكهة غالية الثمن على المستهلك.

المبادرة التي شملت قرى”المزرعة والرحى والسهوة وطربا والمشنف ونمرة شهبا” كمرحلة أولى استجر خلالها اتحاد الفلاحين في “السويداء” أكثر من سبع شحنات بطاطا من “طرطوس” لا تقل حمولة الواحدة منها عن تسعة أطنان وزعت على الروابط الفلاحية لتوزعها بدورها على المواطنين، وهناك مخطط لتشميل قرى جديدة بها حسب ما أكده رئيس اتحاد الفلاحين “إحسان جنود” لـ سناك سوري و الذي يتطلع أن تكون تجربة البطاطا بداية لتسويق المنتجات الزراعية من انتاج المحافظة وغيرها، مشيراً إلى أن الاتحاد عازم على تطبيق سياسة جديدة للحوار مع المنتجين في المحافظة للإتفاق مع كل منتج يزوده الاتحاد بالمازوت ليتم تسويق منتجه بهذه الطريقة من خلال الاتحاد وفق الآلية ذاتها وقد يصل الأمر للإلزام.

التنسيق تم من خلال الاتحاد والروابط الفلاحية حسب “جنود” وأضاف :«اشترينا الكيلو الواحد من الحقل بسعر 350 ليرة تضاف عليه عشر ليرات تحميل إلى 15 ليرة للنقل والتحميل وبالتالي وصل الكيلو للمواطن بسعر 375 ليرة سورية فقط».

مارأيكم بمبادرة اتحاد الفلاحين هذه، وهل تعتقدون أنه يجب تعميمها والاستمرار بها؟

اقرأ أيضاً:توقعات بارتفاع الأسعار في رمضان.. والتجار: لقد وصلت لذروتها!

فريق العمل: رهان حبيب، حسان ابراهيم، فاروق المضح، نورس علي، هيثم علي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى