شهدت الفترة الأخيرة الماضية انتشار مقابلات عبر صفحات وسائل التواصل مع ممثلين سوريين يشتكون تدهور وضعهم المعيشي بسبب بقائهم دون عمل جراء قلة العروض المقدّمة لهم أو انعدامها.
سناك سوري _ ناديا المير محمود
وتناقلت المواقع الإخبارية والاجتماعية شكاوى الممثلين حتى أن بعضهم تحوّل إلى “تريند” وتصدّر العناوين بعد الحديث عن قلة مشاركاته وانعكاسها على حالته المعيشية. كما حصل مع “حنان اللولو وهاني شاهين” وغيرهم.
ومع تكرّر ظهور هذه الحالات عبر وسائل التواصل خلق نوع من التساؤل عند الجمهور عن واقع الممثلين السوريين الذين وجدوا أنفسهم دون عمل. وعن دور الصحافة الفنية في تناول مثل هذا النوع من المواضيع خلال اللقاءات. حيث رأى البعض أن في ذلك تقليل من قيمة الفنان والأجدر التركيز على أعماله في المجال الفني دون أي جانبٍ آخر.
مهمة الصحافة الفنية
اعتبر الصحفي ” يزن خضور” في حديثه لـ سناك سوري. أن مهمة الصحافة الفنية هي الحديث عن كل ما يتعلق بالفنانين وأعمالهم. بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالحالة الاقتصادية وظروف عملهم.
و باعتبار أن مهمة الصحافة تسليط الضوء على معاناة الناس باختلاف تصنيفاتهم الاجتماعية، فواجب الفنية منها عدم الانفصال عن الواقع حسب ما قال “خضور”.
وتابع “خضور” «ومن المهم بالتأكيد التحدث عن الحالة الاقتصادية للفنانين، حيث يواجه الكثيرون منهم تحديات كبيرة في مجال العمل والعيش». لافتاً إلى حاجة هؤلاء الفنانين للحصول على الدعم والتشجيع والمساعدة من المؤسسات والمجتمع بشكل عام. ما يعزز الثقافة و الفن في المجتمع.
مهمة الصحافة الفنية هي الحديث عن كل ما يتعلق بالفنانين وأعمالهم. بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالحالة الاقتصادية للفنانين وظروف عملهم.
الصحفي الفني يزن خضور
التريند ليس هدفاً
ومن جهة أخرى ظهرت انتقادات رأت في سؤال الفنانين عن حالتهم المادية سعياً لكسب المزيد من المشاهدات والمعجبين عبر استغلال فضول المشاهد لمعرفة التفاصيل الشخصية لحياة الممثل.
بينما نفى “خضور” أن يكون التريند هو الهدف الأول بشكل دائم، فمهمة الصحافة الفنية تكمن بتوفير المعلومات وتحليلها ونقلها للجمهور. وتغطية جميع الجوانب المتعلقة بهم، بما فيها الاقتصادية.
بينما رأى آخرون أن ظهور بعض الفنانين بشكل متكرر للحديث عن وضعهم المعيشي. وبقائهم بلا عمل تحوّل إلى محاولة لكسب الاستعطاف. الأمر الذي وافقه “خضور” لكنه اعتبر أن من المهم أن يتحدث الفنانون بصراحة عن التحديات والصعوبات. التي يواجهونها في طريقهم، وكأي شخص آخر من الطبيعي أن يصادف تحديات مالية واجتماعية وشخصية.
وأضاف «لكن عندما يتحدث الفنان عن ضيق حالته المادية، يجب أن يكون واقعياً ويعرف كيفية التحدث عن الأمر بطريقة. توضح الصعوبات التي يواجهها دون أن تؤثر على صورته الفنية ومصداقيته»، ويختم “خضور” مؤكداً واجبهم أيضاً بتقديم الحلول والمقترحات التي يرونها للتغلب على تلك الصعوبات.
عندما يتحدث الفنانون عن ضيق حالتهم المادية، يجب أن يكونوا واقعيين ويعرفوا كيفية التحدث عن الأمر بطريقة. توضح الصعوبات التي يواجهونها دون أن تؤثر على صورتهم الفنية ومصداقيتهم.
الصحفي يزن خضور
قصص فنانين واستجابة فورية
و من المؤكد وفق ما تم ملاحظته على خلفية الظهور الإعلامي لبعض الممثلين السوريين الذين غابوا عن المشاركات الفنية. أن حديثهم عن وضعهم عاد عليهم بالنفع حين نبّه القائمين على الصناعة الدرامية إلى ضرورة إشراكهم في الأعمال والاستفادة من خبراتهم.
وباختلاف تصريحاتهم سواء عن ضيق وضعهم المادي أو رغبتهم بالعمل بعد تغييب. فقد كان القاسم المشترك بين عدد من الفنانين في المقابلات ما خلقوه من حالة تعاطف أعادت أسماءهم للتداول.
فمثلاً ظهر الممثل “هاني شاهين” في برنامج “إنسان” وكشف حينها عن معاناته الاقتصادية مبدياً رغبته بالحصول على فرصة عمل. وسرعان ماتم الاستجابة له من قبل شركة “بايورتا” والمخرج “إياد النحاس” و منحه دور في مسلسل “كانون” على الفور.
وللتذكير أيضاً ما حصل مع الفنان الشاب “علي ابراهبم” الذي تعرض لحادث سير أليم أدخله في غيبوبة بعد إصابته برأسه. وظهر بعده خلال لقاء ببرنامج “في فخ” على إحدى المنصات.
وأعرب “إبراهيم” حينها عن رغبته بالعودة للتمثيل والعمل مع المخرجة “رشا شربتجي”، التي أعادته للشاشة في العام الفائت 2022 من خلال عملها ” كسر عضم”.
هذه التجارب أظهرت أن تلك المقابلات شكّلت منبراً مهماً أوصل صوت الفنانين وحقّق لهم استجابة ضرورية. في وقتٍ أغفلت فيه نقابتهم دورها في حماية حقوق منتسبيها وتأمين احتياجاتهم ودعمهم في الوصول إلى فرص مناسبة لإمكانياتهم.