مغتربون سوريون: يبحثون عن زوجات متدينات وملتزمات
“قيصر” أريد زوجة تخاف الله … “خليل”: إذا لاقيت احسب حسابي
سناك سوري – دارين يوسف
يبحث “قيصر” 36 سنة عن شريكة حياته في مجموعات الزواج المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويحدد مواصفاتها بأن تكون “تخاف الله” واعداً إياها بالتواصل حسب “الشرع والعادات والتقاليد”.
هذا الشاب وضع منشوراً في إحدى مجموعات الزواج المتخصصة بالسوريين والتي انتشرت بكثافة أيضاً خصوصاً لدى المغتربين، يقول “قيصر” إنه سوري مقيم في “تركيا” ويعمل بمجال طباعة الأقمشة والملابس “ميسور” ويبحث عن إنسانة جادة.
أما “سلطان” المقيم في السويد فهو يريدها صادقة و “متوسطة الجمال”، وبحسب ما رصد موقع سناك سوري هو يفضل أن تكون مقيمة في تركيا أو السودان وذلك لسهولة “لم الشمل” (أي تأمين سفرها إليه في بلاد اللجوء التي يعيش فيها).
رواد هذه المجموعات بغالبيتهم العظمى كما هو واضح مقيمون خارج “سوريا”، ويبدو أن وجودهم في “أوروبا” لم يغير من أسلوب “زواجهم” المشابه لذاك المتبع في مسلسل “باب الحارة” مع مراعات التطور التكنولوجي.
طلبات راغبي الزواج لا تتوافق مع الحياة في “أوروبا” على ما يبدو لذلك فهم يبحثون عن الزوجات السوريات، وأغلبهم يبحث عن نساء محافظات أو متشددات، ما يشير إلى أن طالب الزواج غير متأقلم مع حالة الانفتاح في أوروبا، ويريد نقل مجتمعه الذي كان يعيش فيه إليها.
في المجموعة يوجد “دلالة” وهي لا تدلل على المنازل وإنما على “الزوجات” كما هو واضح في منشور “ياسمين” التي كتبت أنها تدل على فتاة جامعية ومطلقة تتمتع بالجمال لا ترتدي الحجاب تقيم في “دمشق” وتبحث عن شاب دمشقي مقيم في “الإمارات”.
كما أن للوسيط الذي يستخدم مصطلح “دلالة” أو مايشابه كلمة “خطابة” دور في تقديم العروض لاسيما التحدث باسم فتيات يرغبن بالزواج و يرفضن الافصاح عن هويتهن الحقيقية حيث يقوم الوسيط بالتحدث عن مواصفات الفتاة وطلباتها .. ليتم بعدها ترك الخيار بالتواصل للراغبين بشكل جدي بالزواج.
وانتشرت في الآونة الأخيرة عدة مجموعات و صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” رصدها موقع سناك سوري هدفها ضم أعداد كبيرة من المشتركين والمتابعين ليقوم كل عضو بدوره إن كان فتاة أو شاب بالتعريف عن نفسه و مكان إقامته و دراسته وعمله ثم الحديث عن الشروط والمواصفات التي يرغب بتوفرها في شريك العمر وترك الخيار للراغبين بالزواج في التواصل الجدي في حال كانت المواصفات والشروط تناسب الطرفين.
معظم الطلبات تشدد على أن تكون الفتاة ملتزمة بالعادات والتقاليد والدين ومن خلفية اجتماعية متشددة، كما أن الحالة الاجتماعية السابقة لم تكن عائق أمام الراغبين بالزواج بعضهم أكدّ على أنه لا يمانع أن تكون شريكته أرملة أو مطلقة أو عازبة أو لديها أطفال من زواج سابق.
لا تخلو هذه المجموعات من النهفات، يكتب “مضر” في المجموعة التي تعج بالمهاجرين إن لديه شاب مازال في “سوريا” (زواج محلي) لكنه يتابع قائلاً:«طبعاً ماضل شباب بالبلد غير بالجيش أو مطلوبين عالجيش، وصاحبنا مطلوب عالجيش ومتخبي، بيتزوج وبتتخبو سوا».
أما “محمد” يريد فتاة متدينة متعلمة طويلة مقيمة في أنطاكيا (مواصفات تعجزية)، يرد عليه “خليل”:«إذا لقيت احسب حسابي».موقع سناك سوري.
هذه المجموعات تستثمر أيضاً كوسيلة لمعرفة الشبان عن تكاليف الزواج وطلبات العائلات وشروطها بين مدينة وأخرى لاسيما في الدول المجاورة لـ “سوريا” حيث يسأل الشاب أعضاء المجموعة ليجيب أحدهم من المقيمين في دولة أو مدينة ما حول الاستفسارات.
كما أنها متنفس للتعبير عن الضغوطات الاجتماعية والمادية التي يعاني منها بعض الشبان و الشروط الصعبة التي يطالب بها ذوي العروس والتي تعتبر بمثابة عائق يقف في وجه الراغبين بالاستقرار وتكوين أسرة.
يرى البعض أن ضغوط الحرب و الهجرة و معايشة ثقافات مختلفة عن الثقافة العربية وارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات دفعت بكثير من السوريين للجوء إلى الزواج عبر الإنترنت، حيث تم تسجيل نجاح لكثير من تلك الحالات وفشل بعضها الآخر، في وقت يرى البعض أنها امتهان لكرامة الفتاة وإساءة لها.
اقرأ أيضا : أربع عادات تقليدية للزواج في سوريا لابد أن تتعرف عليها
وماتزال الأسباب التي تحيط بشكل كامل حول هذه الظاهرة يختلف تقديرها من شخص لآخر بحسب الخلفية الثقافية والاجتماعية والنفسية التي يتمتع بها .. وأنت عزيزي القارئ ما رأيك ؟!.