تقاريررياضة

مع تدهور حال الكرة السورية ما الحلول لصناعة الإنجاز؟

مدربون يقترحون حلولاً لخلق جيل كروي جديد

سناك سوري – غرام زينو

تعثرت المنتخبات السورية لكرة القدم مؤخراً لا سيما الأولمبي والرجال اللذان لم يقدما أداءً أو نتائج جيدة خلال البطولات التي خاضوها في كأس غرب آسيا تحت 23 وتصفيات كأس العالم 2022، الأمر الذي يعكس واقع الكرة السورية ويعكس كمية التخبط والمشاكل التي تعاني منها الكرة السورية مما ينعكس سلباً على منتخباتها.

سناك سوري تواصل مع المدرب السوري “غيفارا الخطيب” للحديث عن الأمور التي تلزم لتحسين هذا الواقع السيء للكرة السورية، فقال “الخطيب” أنه يرى ضرورة تعيين بديل لاتحاد كرة القدم المنحل بشكل فوري، واختيار أسماء جديدة غير مكررة لم يسبق لها أن عملت مع الاتحاد القديم والبدء بخطة تمتد أقل ما يمكن لمدة أربع سنوات.

وتابع “الخطيب” هذه الخطة تقتضي تعيين كوادر تدريبية جديدة للمنتخبات بفكر جديد وجيل جديد واستهداف فئة عمرية تكون جاهزة لعام 2026 حيث تشارك الآن بتصفيات كأس العالم وتعطي فرصة لجيل الشباب لا سيما الأولمبي تحديداً بما أن احتمال تأهل منتخب الرجال صار ضعيفاً، مضيفاً «وبالتالي يلعب هذا الجيل ويكوّن خبرة تنافسية بتصفيات كأس العالم خلال هذا العام ليعاود المشاركة بكأس آسيا القادم حتى يكوّن خبرة منافسة ببطولة كبيرة، وبذلك يصبح جاهزاً للخوض بتصفيات كأس العالم 2026 ويحقق حلم وإنجاز».

وبحسب “الخطيب” فإن الجيل ذاته سيعود ويلعب في كأس آسيا مجدداً وبالتالي يصبح لديه تراكم خبرة 4 بطولات وعندها يمكن التفكير بتحقيق إنجاز أو عمل شيء معين، ولكن ما وصفه بالقرارات “الاعتباطية” قال أنها: «لا بتحل ولا بتربط».

وأضاف أنه يجب التركيز على المعدّات والأدوات والأجهزة الحديثة العلمية وهذه الخطة يجب أن تكون مقرونة بأرقام بـ “monitoring training load” أي تتبع حمل تدريب ومعرفة كيف يتطور هذا اللاعب بسرعته ومستواه البدني ومستواه المهاري والتمرير ودقة التمرير داخل الملعب والتسديد، كل هذه الأشياء تكون عن طريق أجهزة يتم شراؤها ومن ثم المراقبة في التمرينات والملعب، ويتم تحليلها خارج أرض الملعب وتقدم للاعبين خلال هذه السنوات، وقال “الخطيب” أن هاتين الفكرتين الأساسيتين اللتان يمكن العمل عليهما في الوقت الحالي.

اقرأ أيضاً: أبرز المدربين الأجانب بتاريخ المنتخب السوري وأهم إنجازاتهم

بدوره قال نجم منتخب سوريا سابقاً “عبد اللطيف الحلو” لـ سناك سوري أنه يجب لتحسين كرة القدم السورية البدء بالصغار والفئات العمرية والاهتمام بها بشكل كبيرة ووضع مدربين كفوئين وفي ذات الوقت تطوير اللاعبين مهارياً، مشيراً لوجود ضعف بالمهارة عند اللاعب السوري وثقافة الفوز والعديد من الأشياء قائلاً أن هذه الأمور يجب أن تُبنى من صغره ولكن في “سوريا” لا توجد هذه الأمور، حيث لا ينشأ سلوك اللاعب بشكل صحيح، بعكس “أوروبا” التي تحتوي مدارس وتخطيط وبالتالي يجب التخطيط لبعد عشرة سنوات أو 15 سنة حتى تعود كرة القدم السورية.

وأضاف “الحلو” أنه يظهر أحياناً طفرات كمنتخبات ولاعبين وقال: «هذا كله لا يفيد، لقد خسرنا أمام لبنان وهو أضعف فريق في مجموعتنا مع العلم أننا نمتلك لاعبين على مستوى سوريا والوطن العربي ولكن لم نتوفق»، وقال أن الهيكلية باتحاد الكرة فيها خطأ وتحتاج لتصحيح رياضي كامل من الصغار للجميع، بالإضافة لوضع الرجل المناسب بالمكان المناسب، ويحتاج الأمر إلى تضحية ومال وملاعب وإمكانيات وتجهيزات حتى يتم قطف ثمار كرة القدم.

عن الأمور الإدارية أوضح “الحلو” أنه لا يمتلك فكرة عما يحدث ولكنه أشار إلى وجود تخبطات إدارية جداً في “دمشق” بحسب ملاحظته، حتى على مستوى التنسيق بدليل نسيانهم للاعبين “أياز عثمان” و”محمد عثمان” قبل لقاء “كوريا الجنوبية” وهما لاعبان مهمان جداً، مشيراً لوجود ضعف إداري، وبرأيه أن كرة القدم لا يمكن أن تتطور إلا إذا تمت إزالة الفاسدين ووضع الرجل المناسب بالمكان المناسب وأعطوا للمدربين حقوقهم، بالإضافة لإقامة دورات خارجية على مستوى “أوروبا” واستقدام محاضرين أوروبيين ووجود ورشات عمل بشكل مستمر.

اقرأ أيضاً: ضعف الدوري وغياب الاحتراف … عوائق وصول اللاعبين السوريين إلى أوروبا 

أما مدرب نادي “تشرين” “طارق جبان” فقال لـ سناك سوري أن موضوع تحسين واقع الكرة السورية لا يتلخص، وأساسه البنية التحتية لكرة القدم من ملاعب ومنشآت وصقل مواهب ومن دوري قوي ومحترفين أجانب على مستوى عالي من استراتيجية طويلة الأمد واتحاد كرة قدم محترف ولجان في الاتحاد فعّالة بالإضافة للحاجة للملاعب الممتازة والاحتراف الخارجي للاعبين السوريين.

وأضاف “جبان” أن المشكلة ليست بتغيير أشخاص بل بالإمكانيات حيث أن كرة القدم تحتاج لإمكانيات عالية، لأنه حتى لو تم استقدام أفضل رئيس اتحاد كرة قدم في العالم مكان الاتحاد المحلي لن يتغير أي شيء، لأن تغيير كرة القدم في “سوريا” يحتاج لسنوات طويلة ليس فقط لسنة أو لطفرة أو جيل من اللاعبين، والمنتخبات التي تتأهل لكأس العالم ليس بسبب الحظ بل بسبب العمل طويل الأمد.

بحسب “جبّان” كرة القدم السورية اليوم فقيرة فنياً وتسويقياً فقيرة مالياً ولا يوجد طموح لتطوير هذه الأمور، والمال عنصر أساسي ببناء كرة القدم الحديثة ولبنائها لسنوات طويلة يجب البدء بالقواعد وأن تكون الأندية غنية بالأموال حتى تبني أنفسها كأندية لأن هذا البناء بالنهاية سينعكس على المنتخبات جميعها.

أشار مدرب نادي “تشرين” أن هناك حاجة للاستقرار الإداري والفني للوصول لأفضل النتائج لا يمكن البناء على جيل واحد للوصول لكأس العالم بل يجب البناء على أكثر من جيل، والأمر الأهم بالنسبة لـ “جبّان” هو تدوير وتكرار الأسماء التي تكون متداولة دائماً بالكرة السورية إن كان على مستوى لجان التحكيم ولجان المنتخبات ولجان المدربين وأعضاء الاتحادات وأضاف: «نحن نرى اليوم يذهب فلان ليأتي فلان نفس الأشخاص يتم تداول أسمائها مع نفس الأعضاء بكل موسم وبكل دورة انتخابية».

وبرأي “جبّان” أنه يجب أن يكون هناك جيل محترف من الكوادر الإدارية باتحاد كرة القدم على مستوى الأعضاء لتغيّر آلية وكيفية انتخاب الأعضاء ورئيس الاتحاد بالطرق السابقة والبالية.

اقرأ أيضاً: تشرين يختار طارق جبان مدرباً له في موسم الدفاع عن اللقب 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى