معابر الذل.. شروط على لقمة أهالي إدلب المتنقلة عبر المعابر
ضرائب وأتاوات على المواطنين كما التجار الراغبين بالتنقل بين مناطق سيطرة النصرة والفصائل المدعومة تركيا
سناك سوري – متابعات
على الرغم من حجم المعاناة التي تنتظر “موفق الشامي” (اسم مستعار) المقيم في منطقة “أطمة” بريف “إدلب” الشمالي والتي تخضع لسيطرة “جبهة النصرة-هيئة تحرير الشام”، إلا أنه مضطر للانتظار ساعات طويلة وتحمل إجراءات التفتيش على معبر “أطمة-دير بلوط” في مناطق سيطرة الفصائل المدعومة تركياً، للوصول إلى مدينة “عفرين” شمال غرب “حلب” حيث تتوفر المواد الغذائية بأسعار أقل.
يؤكد “الشامي” في تصريحات نقلها موقع “سوريا على طول” أن “النصرة” تحدد الكميات المسموح بدخولها إلى مناطق سيطرتها على أن لا تتجاوز حدود الاستهلاك الشخصي، وما يزيد عن ذلك يتم تحويله إلى المعبر التجاري، وتُفرض ضريبة عليه، فعلى سبيل المثال، يشتري “الشامي” السكر والرز بكميات تتراوح بين 20 و50 كيلوغرام كحد أقصى، وبالمقابل تمنع “النصرة”، دخول المحروقات من “عفرين” إلى مناطق سيطرتها في “إدلب”، بهدف احتكار بيع الوقود في مناطقها عبر شركة “وتد” التابعة لها.
يعاني الأهالي من التضييق على حركتهم في المعابر بين المدينتين السوريتين، “الباب” و”إدلب”، يصف “حسام الملقي” (اسم مستعار) لمواطن من “الباب”، الأمر بأنه أشبه بالتنقل بين دولتين!، ويضيف أن المجلس المحلي لمدينة “أعزاز” التابع للفصائل المدعومة تركياً، منع دخول السيارات التي لا تحمل لوحات نقل من مديريات النقل في مناطق سيطرة الفصائل المدعومة تركياً، منذ تشرين الثاني الفائت.
اقرأ أيضاً: صياد سمك في دركوش ضحية رصاص الجندرما التركية
ضرائب لجهات مختلفة!
يدفع “أبو رضا”، تاجر ألبسة بالة في منطقة “أطمة” بريف “إدلب”، ضرائب لثلاث جهات مختلفة في الطريق من “إدلب” إلى “عفرين”، تتضمن 5 دولار لـ”النصرة” كضريبة جمارك، و2 دولار على مدخل مدينة “عفرين” حيث يتواجد الحاجز التركي، كذلك دفع 5 دولار لأحد الحواجز التابعة للفصائل المدعومة تركياً.
يضيف: «بعض الحواجز في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون تفرض أتاوات على المدنيين، اشتهر منها حاجز الـ200، كما يطلق عليه سكان “عفرين”، نسبة للمبلغ الذي كان يفرضه فصيل عسكري (مدعوم من تركيا)، في العام 2018، عن كل سيارة تمر على طريق الباسوطة في ريف عفرين، والذي “ارتفع إلى 2000 ليرة سورية أو 5 ليرات تركية” بعد هبوط سعر صرف الليرة السورية».
فرض الأتاوات والضرائب، لا يكلف التجار شيئاً، بحسب “الملقي”، وإنما يدفع ثمنها المواطنون السوريون، وجلهم من النازحين الذين يعانون ظروفاً مأساوية نتيجة النزوح، في وقت يتساءل الجميع هل يحتاج التنقل بين مدنهم السورية، لكل تلك الإجراءات والدفع والصعوبات؟.
اقرأ أيضاً: “عفرين”.. الفصائل المدعومة تركياً تفرض 500 دولار ضريبة لحماية “الوالي” (خدوه وبلا الضريبة)