الرئيسيةحكي شارع

السوريون انقسموا حول “ريم البنا” في حياتها ومماتها

حرب كلامية بين المؤيدين والمعارضين وفناني سوريا في الخارج ينعونها بحسرة

سناك سوري – متابعات

قبل أن توارى الفنانة الفلسطينية “ريم البنا” الثرى بعد صراع لتسع سنوات مع مرض “سرطان الثدي”، فتحت معارك مفترضة بين مؤيد لها بوصفها مطربة الثورات، وخاصة “الثورة السورية”، وبين معارض كبير لها بوصفها “إسرائيلية”، وتحمل جواز سفر عبري، ولا تستحق أن يقال عنها ثائرة.

تقول “ريم البنا” في إحدى منشوراتها: «علمتني “فلسطين” ألا أسكت عن الظلم، لن أتجاهل هذا الدّم النازف ولو على قطع رأسي. عاش الشعب السوري الحر، عاشت “سوريا” وطناً حراً لكل الأحرار». هكذا بدأت الفلسطينية التي توفيت فجر السبت في “برلين” تاركة وراءها جدلاً لن ينتهي بسرعة. حيث تحولت منابر وسائل التواصل لحرب كلامية بين فنانين وناشطين اجتماعيين، وإعلاميين عنها وعن مواقفها، وخاصة اتجاه ما يجري في “سوريا”.

فكتبت “مريم صافي”: «أنا آسفة كتير عالكلام اللي راح قولوا بس بالنسبة لثلة من الفنانين اللي عم يتباكوا ع “ريم البنا”. أنا معكم الموت بيقهر وما فيه الواحد ما يزعل! بس هي “ريم البنا” مو نفسها صاحبه هي الصورة ؟؟؟ (صورة توضع موقف البنا مما يجري في سورية ووصفها للنظام السوري بالجزار)..انشالله كون غلطانة!. حقكم تكونوا زعلتوا عليها من جانب إنساني أو من جانب إنكم عم ترثوا الفن اللي خسر هالقامة!.بس كمان كنتوا اتعاطفوا مع الوطن اللي خسر ملايين، اتعاطفوا مع جيشكم اللي حماكم».

اقرأ أيضاً فدوى ونساء الثورة – ميشيل كيلو

وأكمل “وائل حسن” حديث “مريم”: «شو الفرق بين “عزمي بشارة”، وريم البنا”، غير إنو المبيض حنش أسمر زيادة وشواربو عراض.. يعني بيقول الواح بدوش يحكي المقام مقام موت، بس هل الهبل من ناس الخطاب اللي تبنتو “البنا”، و”المبيض” وأمثالن قتل أهلن وناسن، وأخوتهم، ودمروا بلادن، وخبص عباس بدرباس بيخلي الواح يطلع عن طورو .. أي والله».

بالمقابل أوضح قريبها “فراس البنا” ما كانت عليه الراحلة بالقول: «رافقت ريم البنا الثورات في “سوريا” و”فلسطين”، وكانت عزاء لنا في الوقت الذي تخلى فيه الكثيرون عنا، لكن صوتك الجميل الشجي سيبقى بيننا يرعب كل استبداد وكل احتلال».

وسخرت “لين أبو زينة” من بعض المتلونين وغير المعروفين ما هو انتماؤهم وموقفهم، وقالت: «ما فيك تفرح بنصر مبارح، وتصرعنا بريم البنا اليوم، كلو تحت راية المثقفين، مش عم تزبط معك». (وهم أكثر مما نتصور في ظل التسارع بالأحداث على الأرض).

وجرد “جميل ركاب” الراحلة من حالة الوفاء لسوريا عندما قال: «المتوفاة “ريما البنا” أنت لا تستطيعين ادعاء الوفاء لفلسطين، إذا خنت “سوريا”».

وعلق الصحفي “صدام حسين” على وفاتها، رابطاً ما حدث مع النائب “قبنض” من توزيع المياه على الخارجين من الغوطة، وبين وفاة البنا بالقول: «الوطنيين والوطنيات فتحوا المزاد اليوم على روح “البنا”، و”قبنض” أيضاً فتح المزاد بالأمس».

الإعلامي “أحمد السراج” نعى “البنا” على طريقته: «ريم التي وقفت مع كل الثورات، وغنت للثائرين في “سوريا” اليوم ترحل وتترك لنا مقولتها الشهيرة (أنا لا أعلم أن هناك بلداً ثائراً يصحى مطمئناً، وينهي يومه بالراحة والأمان)».

“قصي قدسي” دافع عنها ورأى أنها: «عدلت عن موقفها وعادت لموقف متوازن بعد أن اتضحت لها الأمور حسب وصفه واستشهد بلقاء لها مع الإعلامي زاهي وهبي في برنامج بيت القصيد حيث كان حديثها أميل للاعتدال وكذلك لقاء آخر على بي بي سي».

أما الفنان السوري المعارض “ماهر صليبي” فقد نعاها بالقول: «رغم وجعها في فلسطين وعلى سوريا وشعبيها ورغم وجعها بسبب مرضها الذي أكل جسدها بقيت ابتسامتها حاضرة تطالب بالحرية، صوتك باقٍ ولروحك السلام».

وكان واضحاً قيام غالبية الفنانين السوريين المتواجدين في الخارج بنعي الفنانة التي تنحدر من “الناصرة”، وانتصرت على السرطان لمدة طويلة، ولم تستطع قهره بشكل كامل، فتوفيت على أثره تاركة أرشيفاً من الأغاني التي شاب آخرها مواقف متناقضة من متابعيها.

ورغم الانقسام حولها إلا أن هناك آلاف الموالين والمعارضين الذين انفصلوا عن موقفهم السياسي من “البنا” وتعاملوا معها من ناحية الفن المقاوم الذي قدمته وقد نعوها بحزن شديد وألم معتبرين أنها خالدة بفنها الذي لايموت.

اقرأ أيضاً عمر سليمان: “أريد أرجع للوطن بس ما أريد الحرية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى