مسلسلا تاج وولاد بديعة يسلّطان الضوء على حقوق المرأة المُنتهكة
الأم التي ذاقت ألماً لا يحتمل بولادة طفلها في ولاد بديعة.. هي ذاتها الأم التي حرمها طليقها من طفلتها في تاج
في مشهد ولادة “إمارات رزق” وبينما كانت تعتصر ألما لخروج طفلها من رحمها بولادة طبيعية مؤلمة بمسلسل ولاد بديعة. كانت فايا يونان تترجى طليقها ليسمح لها بمشاهدة ورعاية طفلتها في مسلسل تاج. بمشهدين من عملين مختلفين يوضحان إحدى أكبر الحقوق المنتهكة للنساء.
سناك سوري _ دمشق
المشهدان اللذان جاءا من عملين مختلفين زمنياً، سلّطا الضوء على إحدى أكبر الحقوق المنتهكة للنساء في بعض المجتمعات. كحق الاحتفاظ بالأولاد أو التحكم بمشاهدتهم بعد الانفصال وزواج المرأة مرة ثانية.
فخلال مسلسل “تاج” أطلت “نوران_فايا يونان” بمشهد جمعها مع “تاج _ تيم حسن”. تحاول من خلاله إقناعه بالتفكير بمصلحة ابنتهما بعد الطلاق، وإقناعه بضرورة وجودها مع أمها كونها الأكثر قدرة على تفهم طبيعة الأنثى وتدبير شؤونها.
بدوره يؤكد لها أن الطفلة من حقه كون أمها اختارت الطلاق والزواج من آخر، متناسياً الأسباب التي دفعتها لهذا الخيار. والتي ذكرتها أنه أدمن لعب القمار والسهر لسنوات عدة دون أن يراعي مصلحة عائلته الصغيرة.
أما في مشهد ولادة إمارات رزق في مسلسل “ولاد بديعة”، فقد أجادت “إمارات رزق” تأدية الدور ببراعة كبيرة وفقاً لآراء الكثير من متابعي المسلسل. ملخصة بهذا المشهد الشدة والألم للأم التي ستحرم لاحقاً من حق رؤية أطفالها بحال قررت الانفصال والزواج من آخر كما حدث في “تاج”.
يذكر أنه ووفق قانون الأحوال الشخصية السوري القديم والذي شملته أحداث مسلسل “تاج”، فإن حضانة الأطفال كانت تسقط عن الأم بعد الطلاق بمجرد زواجها.
لكن تعديلات القانون لعام 2019 منحت القاضي صلاحية تقدير أحقيّة الأم بالحضانة في حال زواجها من أجنبي. فإن رأى القاضي أن مصلحة الطفل البقاء مع أمّه حتى في حال زواجها، فيبقى الطفل بحضانة أمّه. وفي هذه الحالة ورغم تحسن الواقع قليلاً إلا أن الأمر مايزال ظالماً بالنسبة للمرأة.
وتجدر الإشارة إلى أنه إضافة لزواجها من آخر. فإن القانون السوري حدد مسببات أخرى لسقوط الحضانة عن المرأة. مثل عدم امتلاكها الأهلية العقلية والجسدية لرعايته كإصابتها بالجنون، أو أمراض مُعدية وخطيرة، أيضاً وفق تقديرات القاضي.